«شيرين» وضعت الصور ومسحتها

«شيرين» وضعت الصور ومسحتها

المغرب اليوم -

«شيرين» وضعت الصور ومسحتها

معتز بالله عبد الفتاح

جاء على موقع العربية نت ما يلى: «جدل جديد أثارته المطربة شيرين عبدالوهاب، من خلال صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى، فيس بوك، وذلك بعدما قامت بنشر صورتين لها، وهى تبكى، قبل أن تقوم بحذفهما من على الصفحة.

القصة بدأت بصورة لشيرين بنصف وجهها ويظهر عليها البكاء، علقت عليها، قائلة: «أيوه أنا حزينة مش حاسة بالأمان، أنا آسفة بس قلبى حزين قوى، يا رب».

ثم أتبعتها شيرين بصورة أخرى، وهى تبكى وعلقت عليها قائلة لجمهورها: «أنا آسفة بس محتاجاكم قوى»، ليبدأ الجمهور فى التعليق على الصورتين.

الغريب أن التعليقات الخاصة بالجمهور انقسمت بين فريقين أحدهما أخذ يسخر من شيرين، وصورتها بدون مكياج، والفريق الثانى كان يحاول تهدئة شيرين وظهر متعاطفاً معها.

إلا أن الأمور لم تستمر طويلاً، قبل أن تقوم شيرين بحذف الصورتين دون أن توضح السبب فى نشرهما أو حذفهما، لتقوم بعدها بنشر صورة لها وهى فى كامل أناقتها، وعلقت عليها قائلة: «بحبكوا».

انتهى الخبر، وهذا تعليقى عليه:

«شيرين» عبرت عن موقف شخصى، ولكنها فتحت باباً لمناقشة قضية هامة وهى قضية الـvulnerability، وهو مصطلح يستخدم فى العلوم الاجتماعية ويترجم بالعربية إلى: «القابلية للضعف، عرضة للأذى، معرض للسقوط، القابلية للإصابة»، وهى كلها تحمل نفس المعنى: أن يصل الإنسان، رجلاً كان أو امرأة، كبيراً كان أو صغيراً، إلى حالة من الإحساس المؤقت بالضعف تجعله يشعر بالضبط بما كتبته هى على صفحتها: «حزينة، مش حاسة بالأمان، قلبى حزين أوى، محتاجاكم»، بعبارة أخرى، أن تصبح مناعتنا الشخصية ضعيفة مؤقتاً لدرجة أن نتأثر سلباً بما يحدث حولنا.

ككل شىء فى الكون، يمكن أن نحول الشر إلى خير إن أحسنّا التعامل معه؛ فهناك من يظن أن إظهار الضعف ضعف.

والحقيقة أن إظهار الضعف، وقت الضعف، قوة لأنه صراحة مع الذات، وتصالح مع النفس، وصدق مع الآخرين، وهو نقطة البداية فى التخلص من أسباب الضعف ورفع المناعة الشخصية ضد من يتسببون فى ضعفنا.

الطبيعى أن تكون طبيعياً (genuine) تظهر ما تؤمن به، وتعبر عنه بصراحة وبكبرياء مستعداً لتحمل النتائج.

هذه هى قوة الشخصية الحقيقية. أنا قوى بقدر ما أنا قادر على مواجهة ضعفى وعدم الخجل منه والاستعداد للتصريح به ومناقشته مع العقلاء والأصدقاء أو حتى الغرباء.

أنا قوى بقدر ما أنا مدرك لعيوبى ومشاكلى ونقاط ضعف، معترف بها، مستعد لمواجهتها، وراغب فى بذل الجهد للتخلص منها.

نحن مجتمع اعتاد الكثيرون فيه الادعاء. يكون المرء جاهلاً ويريد أن يظهر بمظهر العالم، يكون المرء ضعيفاً ويريد أن يظهر بمظهر القوى. يكون المرء مخطئاً ويريد أن يظهر بمظهر القديس.

أسلحة الخداع الاستراتيجى التى تأتى على ألسنتنا فى صورة بطولات زائفة وقصص متوهمة تجعلنا نعيش للحظات فى نشوة نفسية مؤقتة تنتهى بسرعة لنقع فى حبائل الضعف والهشاشة النفسية مرة أخرى.

هذا هو الموضوع الأكبر، أما الجزء الخاص بـ«شيرين»، فأقول لها: لا مشكلة على الإطلاق فى أن نحزن أو نضعف أو نشعر بما شعرتِ به.

كلنا ضعفاء، لكن فى حالة إنكار. قال تعالى: «وَخُلِقَ الْإِنسَانُ ضَعِيفاً».

كلنا يمر بهذه الأوقات، والحكمة تقتضى منا أن نبحث عن المساعدة عند من نظن قدرتهم على المساعدة، ولا مشكلة فى أن نعلن ضعفنا على الملء إن ظننا أن هذا الإعلان سيساعدنا على أن نكون أكثر صدقاً مع الذات وتصالحاً مع النفس.

وكل من لا يساعدنا أو يتعاطف معنا، فلا ينبغى أن يكون فى دائرة اهتمامنا.

إن كنت أزلتِ صورك، لأنك تعافيتِ ولو مؤقتاً، فهذا مفهوم تماماً.

ولكن إن كنت أزلتِها لضغوط المجتمع أو بعض الأشخاص حولك، فهذا يعنى أنك لم تتعافى، وإنما قررتِ أن تغطى ضعفك بواجهة اجتماعية زائفة.

إلى كل إنسان، رجلاً كان أو امرأة، كن حقيقياً، تكن قوياً. كن زائفاً، تكن ضعيفاً، حتى إن بدا منك غير ذلك.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«شيرين» وضعت الصور ومسحتها «شيرين» وضعت الصور ومسحتها



GMT 06:10 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الجزائري خارج الجزائر

GMT 06:07 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الجديد... أي أميركا ننتظر؟

GMT 05:06 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

نصيحة السيستاني الذهبية

GMT 05:04 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب غزة في حفرة الأرنب

GMT 05:01 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

خنادق الآيديولوجيا وأقفاصها

GMT 04:35 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

هل تتهدّد الحربُ الأهليّة لبنان؟

GMT 04:33 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

منطقتنا واليوم التالي

GMT 04:30 2024 الأربعاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب الساعات الأربع!

نجوى كرم بإطلالات استثنائية وتنسيقات مبهرة في "Arabs Got Talent"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:38 2024 الخميس ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها
المغرب اليوم - ميلانيا ترامب تظهر بإطلالة بارزة ليلة فوز زوجها

GMT 20:04 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

وليد الركراكي يكشف مصير حكيم زياش مع المنتخب المغربي

GMT 05:08 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الرئيس الفرنسي وزوجته يزُوران ضريح الملك محمد الخامس

GMT 03:51 2024 الإثنين ,21 تشرين الأول / أكتوبر

الكعبي يطارد هداف الدوري اليوناني

GMT 06:49 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي نصائح مهمة لتنظيف خزانات المطبخ من الدهون

GMT 20:26 2018 السبت ,05 أيار / مايو

9 أشياء تكرهها حواء في مظهر آدم

GMT 00:06 2017 الإثنين ,09 تشرين الأول / أكتوبر

سيمونا هاليب تتصدّر التصنيف العالمي للاعبات التنس

GMT 08:44 2017 الأربعاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

النجمة لطيفة تعلن أنّ ألبومها الأخير حقّق مبيعات كبيرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib