مصر بين مستقبلين
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

مصر بين مستقبلين

المغرب اليوم -

مصر بين مستقبلين

معتز بالله عبد الفتاح

المصريون أمامهم طريقان كبيران رئيسيان، إما أن نلعبها «أوروبا» أو أن نلعبها «أمريكا»، وأرجو التمهل معى قليلاً فى توضيح الأمر. مارجريت تاتشر لها مقولة ذات دلالة مهمة فى مقامنا هذا: «التاريخ صنع أوروبا، والفلسفة صنعت الولايات المتحدة». مضمون العبارة يقول إن أوروبا انتهت إلى ما انتهت إليه بسبب كم مهول من الصراعات والحروب والخلافات والنتائج غير المقصودة لقرارات غير مدروسة، والتى بدا معها كل طرف وكل دولة وكل ملك وكل كنيسة تسعى إلى تحقيق مصلحتها فقط إلى أن وصلوا إلى وضع وجدوا فيه أنهم فى حالة من الانتحار الجماعى بسبب الصراع على الأرض والموارد وأسباب القوة. حروب تستمر سنوات طوالا وتنتهى بقتل وتشريد وجرح الملايين من أجل ماذا؟ من أجل الحدود السياسية التى تقسم الأرض والموارد. إذن الحل: إلغاء الحدود سيضمن تقاسم الأرض والموارد ومن هنا جاءت فكرة الاتحاد الأوروبى. نفس الكلام يقال بشأن الدور السلبى للكنيسة فى أوروبا فى تبرير الاستبداد واندلاع الحروب. أما بشأن الولايات المتحدة الأمريكية، فقد كانت الصراعات فيها أقل (رغماً عن وجود جانب منها) ذلك أن من حكموها جمعوا بين الفلسفة (أى حب الحكمة) والقوة فى نمط أقرب إلى ما حلم به «أفلاطون» حين بشَّر بفكرة «الملك الفيلسوف» أى ذلك الشخص الذى يجمع بين القوة والحكمة. اجتمع هؤلاء الآباء المؤسسون المنتخبون الخمسة والخمسون فى فيلاديلفيا سنة 1787 ليضعوا الدستور الذى لا يزال قائماً حتى الآن مع تعديلاته السبعة وعشرين. وقد ابتكروا الكثير من الأفكار وضمنوها فى دستورهم مثل فكرة الفيدرالية وفكرة المجمع الانتخابى وغيرهما. وحين وجدوا أنهم لم يضمنوا ما يكفى من ضمانات لحقوق الإنسان أقروا أول عشرة تعديلات للدستور بعد تسعة أشهر من إقرار الدستور ذاته. وحتى حين انحرف الاتحاد وظهرت ولايات تسىء استخدام الدستور انتفضت ولايات الشمال ضد ولايات الجنوب للحفاظ على الدولة بما أدى إلى موت وإصابة أكثر من 650 ألف مواطن أمريكى فى الحرب الأهلية الأمريكية. فلو كان هناك اختيار بين الدولة والديمقراطية فالمعتاد هو الدفاع عن الدولة والعمل من أجل أن تكون هذه الدولة ديمقراطية. مقولة مارجريت تاتشر مفيدة لنا فهى تقول لمن هم فى مثل حالتنا إن علينا أن نختار إما طريق أوروبا (بصراعاته وخبطه وتخبيطه) إلى أن نتعلم كيف نعيش معاً باحترام للآخرين وبحقهم فى أن يكونوا شركاء بحقوق متساوية؛ أو طريقة أمريكا بدرجة أعلى من الاجتماع والنقاش والتحوط لما قد يأتى به المستقبل من مشاكل وصراعات وإيجاد حلول ومشاكل لها بعدم تغليب الصالح الخاص على العام، وما هو حالىّ على ما هو طويل الأمد. لا شك أن لأمريكا نصيبها من العنف والصراع، ولكنه قطعاً أقل كثيراً مما كان متوقعاً. الرسالة الأساسية لهذا المقال هو أن أهل الرأى والفكر والسياسة فى مصر عليهم أن يكونوا من الوعى بأن الصراع والتطاحن والشطط الذى يسيطر على بعضنا قد يجعلنا نتحاكم إلى العنف المفضى إلى الدماء، وهو الطريق الذى اختارته أوروبا، وعاشت فيه لسنوات. إذن المطلوب الكثير من الحوار والاستعانة بأهل العلم والخبرة والفلسفة والتفكير العقلانى المتوازن، وعدم الاستجابة لأهل الشطط والمبالغة والتصعيد والإقصاء. لا تمجيد لأحد أو انتقاص من أهلية أحد، وإنما لا بد أن نتعلم من تجارب الآخرين. ولا بد أن نجعل مناسبة تعديل الدستور فرصة للتوافق الذى لا يعنى الإجماع، وإنما يعنى الخلاف المتحضر وأن نتعلم من أخطاء الماضى. هذا كلام قديم يحتاج إلى تجديد. عسى أن يجرى الله على أيدينا شيئاً من الخير. نقلاًعن "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مصر بين مستقبلين مصر بين مستقبلين



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 08:46 2014 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

افتتاح مطعم للفلافل في شارع محمد السادس في مراكش

GMT 08:59 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

12 مغربيًا في وضعية صعبة محتجزون لدى عصابة ليبية

GMT 10:29 2015 الأربعاء ,06 أيار / مايو

الضّعف الجنسي عند الرّجل سببه المرأة

GMT 19:17 2017 السبت ,10 حزيران / يونيو

زكرياء حدراف يصرّ على مغادرة الدفاع الجديدي

GMT 10:25 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

عمر هو عمر

GMT 16:22 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حكاية غريبة لـ"رحى" تساعد النساء على إيجاد العرسان بسرعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib