مجتمع سفسطائى ولا سقراط له
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

مجتمع سفسطائى ولا سقراط له

المغرب اليوم -

مجتمع سفسطائى ولا سقراط له

معتز بالله عبد الفتاح

من يتابع الجدل المصرى الحالى بشأن ما حدث منذ 25 يناير وحتى الآن، يكتشف أننا مجتمع أصيب بمرض «السفسطة» والتى هى عند Sheldon Wolin (وهو عملاق من عمالقة دراسة الفكر الغربى): «مهارة استخدام مفردات اللغة لإثبات صحة الحجة أو عكسها من أجل الوصول إلى حقيقة معينة تخدم مصلحة صاحبها». إذن، هذه السفسطة تتكون من ثلاثة عناصر كبرى وفقاً لـSheldon Wolin: مصلحة ذاتية، حجة مفبركة، لغة غامضة. لجميع البشر مصالحهم، ولا تفهم المصالح إلا فى ضوء أولوياتها حين تحدث صراعات بينها، ماذا يقدم على ماذا، ومن يقدم على من؟ والمصلحة تستدعى بالضرورة بناء الحجج واستخدام اللغة. عند البعض الدولة فوق الديمقراطية، فلو جاءت الديمقراطية بجماعة أو حزب أو شخص يدمر الدولة، فلا للديمقراطية، وهو الشعار الشهير الذى رفع فى أعقاب الحرب العالمية الثانية بعد هزيمة الفاشية الإيطالية والنازية الألمانية: «لا ديمقراطية لأعداء الديمقراطية»، ولكن البعض قد لا يرى أن ما حدث فى مصر له علاقة بالتناقض بين الدولة والديمقراطية، وإنما هو مرتبط بإرادة الناخبين واستبداد الجيش والدولة العميقة وعندهم الشرعية الانتخابية فوق التدخل العسكرى حتى لو كان مدعوماً من مؤسسات الدولة الأخرى (قضاء، أزهر، كنيسة، شرطة)، وأن ما حدث فى يونيو ويوليو 2013 هو «ثورة مضادة» أو «انقلاب عسكرى». حتى الآن: هذا خلاف صحى ومنطقى وفلسفى سليم وقائم على وجهات نظر معتبرة، لكن المأزق الذى نواجهه حين نبدأ فى مواجهة من يفتعلون الحقائق وينسبون لغيرهم ما لم يقولوه ويفبركون التصريحات ويتعسفون فى تفسير الكلمات ويغلبون قراءة شاذة غير مستندة لتاريخ أو سيرة مستقرة ولا يقدمونها باعتبارها «قراءة»، وإنما هى «القراءة» الوحيدة الصحيحة وأن من لا يراها هو إما غير وطنى أو غير مسلم، وهنا تتحول السفسطة إلى فاشية حمقاء يدفع ثمنها الأبرياء من شهداء ومصابين يظنون أن من يقودونهم موضع ثقتهم، ولهذا حين واجه «سقراط» السفسطائيين فى عصره، بدأ معهم بتعريف المصطلحات، حتى وإن كان هناك أكثر من تعريف لنفس المصطلح، والاتفاق عليها ابتداء حتى يكون النقاش لاحقاً فى الاستنتاجات وفقاً للتعريفات المتفق عليها، ولا يتم التلاعب باللغة وإعادة تعريف المصطلحات حتى نصل إلى استنتاجات تتفق مع مصالحنا. ولنأخذ مثلاً حواراً دار بينى وبين عدد من الأصدقاء من مشارب مختلفة عن تعريف «الثورة» وتعريف «الانقلاب». وكان ردى أن معضلة العلوم الاجتماعية هى فى طبيعة مصطلحاتها وكيفية توصيف الحوادث، خذ مثلاً الإرهاب والمقاومة، هل تفجير شخص لنفسه فى وسط حافلة تحمل أشخاصاً مدنيين عملية استشهادية تقع فى إطار المقاومة، أم هى عملية انتحارية تقع فى إطار الإرهاب؟ أعتقد أننا سنميل للربط بين المصلحة والحجة واللغة، لو الشخص الذى فجر نفسه اسمه محمد والحافلة كانت تحمل إسرائيليين، فعند أغلبنا هذا عمل من أعمال المقاومة، ولو كان الشخص الذى فجر نفسه اسمه كوهين والحافلة كانت تحمل مسلمين، فعند أغلبنا هذا عمل من أعمال الإرهاب، ومع كل محاولات تعريف الإرهاب والمقاومة الأكاديمية والتى تبنتها المؤسسات الدولية، لا يزال كل شخص يتبنى وجهة نظره الشخصية. ولنناقش قضية الثورة والانقلاب، لو كان المعيار فى الثورات هو نقاءها من تدخل الجيش وإلا تصبح انقلاباً، إذن ثورة «عرابى» لم تكن ثورة، وثورة 1952 لم تكن ثورة، وثورة 2011 لم تكن ثورة، وثورة 2013 لم تكن ثورة، وبالتالى لم تقم ثورات فى تاريخ مصر الحديث قط إلا ثورة 1919 وفقاً لهذا التعريف. ولو كان المعيار فى الثورات أنها فعل وطنى مضاد لأعدائى والانقلاب فعل خائن مضاد لأصدقائى، إذن فمن وجهة نظر مؤيدى السلطة: عرابى خائن والخديو توفيق عظيم، وعبدالناصر خائن والملك فاروق عظيم، ومن شاركوا فى ثورة 25 يناير خونة ومبارك عظيم، ومن شاركوا فى ثورة 30 يونيو خونة ومرسى عظيم. الشعوب تتعلم من أخطائها، والثورة الجديدة جاءت لتقول لنا إن ديمقراطية الوصول إلى السلطة ليست بديلاً عن ديمقراطية ممارسة السلطة، وأن الأغلبية الانتخابية لا تعنى ملكية الوطن وإنما تعنى إدارته مؤقتاً بما يحقق مصالح كل مواطنيه، وهذا درس لنا عسى أن نتعلمه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مجتمع سفسطائى ولا سقراط له مجتمع سفسطائى ولا سقراط له



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 10:47 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

سعادة غامرة في يونيون برلين بعد عودة جماهيره

GMT 02:45 2020 الأحد ,19 إبريل / نيسان

ديكورات غرف سفرة مودرن

GMT 18:04 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

الصين تنشر الصورة الأولى لـ"فيروس كورونا" القاتل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib