لقد أسقطنا الدولة ولم نسقط النظام
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

لقد أسقطنا الدولة ولم نسقط النظام

المغرب اليوم -

لقد أسقطنا الدولة ولم نسقط النظام

معتز بالله عبد الفتاح

الجراح الذى يجرى عملية لمريض مصاب بورم خبيث منتشر فى أجزاء كثيرة من الجسم يحرص على تحقيق هدفه دون ارتكاب خطأين. الهدف هو البدء بالتخلص من الأورام التى لها تهديد مباشر وحال على حياة الإنسان. والخطأ الأول المرتبط بهذا الهدف هو أن يتوسع الجراح فى استئصال أجزاء سليمة من أجهزة الجسم لأن هذا سيعنى أن المريض سيحيا حياة تعيسة بعد العملية. والخطأ الثانى أن يضعف الجهاز المناعى للجسد لذا يترك للعلاج طويل المدى عبر العلاج الكيماوى والليزر والأدوية أملا فى بناء المناعة الذاتية للأمراض المختلفة. الفساد والظلم والنيل من حقوق الفقراء والمحتاجين واستغلال المناصب والمواقع العامة من أجل تحقيق الصالح الشخصى أو الفئوى هو عمليا الورم الخبيث المنتشر فى كل مكان. وأقصد بكل مكان أى كل مؤسسات الدولة ومعظم مؤسسات القطاع الخاص بل وفى طريقة تفكير أغلب المواطنين. وهذا هو ما كنت أتحدث عنه تحت عنوان «القدرة الإفسادية للدولة المصرية» فى عهد مبارك. هذا الفساد انتشر وتوغل واستقر فى الكثير من العقول. ولكن السؤال: ماذا نعمل حياله؟ هل حرق المحاكم وأقسام الشرطة والمبانى الحكومية وضرب الخصوم السياسيين وتدمير الممتلكات الخاصة والعامة سيحل المشكلة ويقضى على الفساد ويبنى الوطن؟ لا توجد مؤسسة واحدة من مؤسسات الدولة لا تخضع الآن لهجوم من جهة ما لسبب ما. رصدت مع بعض الزملاء أن مصر فى آخر ثلاثة شهور تشهد متوسط 70 عملية احتجاجية يوميا (من إضراب لوقفة احتجاجية لاعتصام لمحاصرة مؤسسات حكومية لاعتداء على ممتلكات لقطع طريق أو وقف حركات المواصلات). تقريبا كل مرافق الدولة المصرية نالها شىء من هذا الاحتجاج أو ذلك. لقد تم فتح بطن كل أجهزة الدولة. ولكن الملاحظة أن ما يُفتح من ملفات الدولة لا يتم علاجه أو إصلاحه وبالتالى لا يتم إغلاقه. ولهذا نحن لم نسقط النظام بعد، نحن فقط غيرنا وجوها بوجوه. وأمام هذه الحقائق، يرفع الثائرون شعارات: «الشعب يريد إسقاط.. ». والسبب فى ذلك مركب. أولا، من يرد أن يصلح أو أن يطهر منشأة أو مبنى، فعليه أن يفعل ذلك من داخلها وليس من خارجها. من خارج المبنى، أنت لا تملك إلا تدميره أو حرقه. أما إصلاحه أو تطهيره فلا يكون إلا من داخله. وهذه هى المعضلة التى نواجهها وهى أن الكثير من الثائرين ومؤيدى الثورة لم يراوحوا مكانهم فى الميادين لإعلان عبارات الغضب ومطالب الإسقاط، ولم تتح لهم الفرصة للدخول إلى مواقع المسئولية كى يشاركوا فى عملية صنع القرار. ولو كانوا أصحاب مشروع فعلا، فسنجد آثارا لما يقولون. أما لو كانوا مجرد «هتيفة» فستغرقهم المشاكل الإدارية والقيود البيروقراطية والخلافات القانونية وينكشفون أمام الرأى العام. ثانيا، الفجوة الزمنية بين المطلب والشعار من ناحية والممارسة والتطبيق من ناحية أخرى تكون كبيرة لأن الطموحات مرتفعة للغاية والواقع متواضع للغاية. وهى مشكلة موجودة فى كل الدول التى مرت بالربيع العربى أيا ما كان من وصل للسلطة فى مصر أو تونس أو ليبيا أو اليمن. وتونس تحديدا كان يفترض فيها سواء بحكم صغر عدد السكان أو بنية الطبقة الوسطى المتعلمة أو المسار الذى اتخذته (تحت شعار الدستور أولا)، كان يفترض أن تكون فى وضع أفضل كثيرا مما عليه الآن. لكن كلنا فى الهم سواء. ثالثا، كل فساد مُدان، وكل ظلم لا بد أن يُرفع، ولكن الحكمة أن نعالج كل مرض فى وقته وبالآليات التى تناسبه. تطهير القضاء ضرورة، ولكن التدخل فى شئونه ومحاصرة محاكمه والضغط عليه جريمة. إخضاع كل المال العام، المدنى والعسكرى، المعلن والسرى، للرقابة سواء التشريعية أو القضائية واجب، ولكن هذا لا يعنى الدخول فى حرب أهلية أو اقتتال جماعى قبل الأوان. فى أوقات كهذه، يختلط الأمر، فنسقط الدولة ونسقط الأخلاق ونسقط الثقة (وهما رأس المال الاجتماعى الضرورى لأى نهضة حقيقية) ونضعف مناعة المجتمع ونحن نظن أننا نسقط النظام؛ فينهار كل شىء، ويبقى النظام. الحذر واجب، والحكمة ضرورة. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لقد أسقطنا الدولة ولم نسقط النظام لقد أسقطنا الدولة ولم نسقط النظام



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib