صديق تونسى وذكريات من زمن فات
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

صديق تونسى وذكريات من زمن فات

المغرب اليوم -

صديق تونسى وذكريات من زمن فات

معتز بالله عبد الفتاح

لى صديق تونسى كان يعيش فى الولايات المتحدة ثم عاد لبلاده راغبا فى المساعدة، هاتفنى مسترجعا ذكريات هذه الفترة فى تاريخ الربيع العربى. وكان أمامه مقال لى كتبه العبد الفقير فى مثل هذه الأيام فى يناير 2011 وتناقشنا فى بعض ما جاء فيه لنقيم ما الذى حدث بعدها. جاء فى المقال أنه يمكن أن يتمرد أو يثور الإنسان لانتهاك خصائصه التى يتشارك فيها مع الحيوان مثل حاجته للأكل والشرب والتكاثر، ويمكن أن يثور الإنسان لانتهاك إنسانيته مثل حاجته للحرية والكرامة والعدالة. التمرد من النوع الأول يستبدل بمستبد مستبدا أكثر قدرة على تلبية حاجات الإنسان الحيوانية على حساب المزيد من انتهاك حاجاته الإنسانية. وهذا هو ما فعله الاتحاد السوفيتى (المستبد) عقب الثورة البلشفية ضد حكم القيصر الأقل استبدادا، وهذا هو ما عمدت إليه النخب العربية التى أحلت حقوق البشر الحيوانية محل حقوقهم الإنسانية. إذن، أمام الثائرين التونسيين سيناريوهان، الأول: أن ينتصروا ضد من انتهك حيوانيتهم على حساب إنسانيتهم بأن يقبلوا أن يحل مستبد جديد محل مستبد قديم بشرط توفير الغذاء والعمل والعلاج. والسيناريو الثانى: أن يناضل إخواننا فى تونس من أجل الحق فى حياة تليق بإنسانيتهم، ليس بالاستبدال بمستبد مستبدا وإنما بنظام حكم مستبد نظام حكم ديمقراطى. ولهذا فإن شعار الثورة القائل: «خبز وماء.. وبن على لا» ليس كافيا. ولا بد أن يحل محله «حرية وعدالة.. واستبداد لا». إن أحداث الثلاثين يوما الأخيرة فى ثورة تونس هى رسالة تونسية لأشقائهم العرب. رسالة يقول فيها التونسيون: لو كنا نعلم الغيب، لو كنا نعلم مدى ضعف حكامنا، لما لبثنا فى العذاب المهين. رسالة تقول: إن النمو الاقتصادى دون ديمقراطية حقيقية لن يخلق رصيدا من الشرعية يمكن التعويل عليه إذا ما حدث تعثر اقتصادى. رسالة تقول: إن الانتخابات الصورية والتعبيرية خطر على النظام السياسى؛ لأنها تعنى أن البديل الوحيد أمام المعارضة هو معاملة المستبد معاملة المحتل. رسالة تقول: إن من يرى مظلوما ولا يساعده على رفع مظلمته هو شريك فى الظلم، وهو ما أعطى أهل مدينة سيدى بوزيد القدوة فيه حين اعتبروا أن إهانة البطل محمد بوعزيزى هى إهانة لهم جميعا، فانتقلت الشرارة من أحرار المدينة إلى مدن الأحرار الأخرى. رسالة تقول: إن سياسة بقاء الحكام فى السلطة ما دام فى الصدر نفس يتردد وقلب ينبض هى خدمة الحاكم لنفسه وليست خدمة من الحاكم لشعبه. ولو أراد لشعبه خيرا لترك لهم الحق فى اختيار من يحكمهم بعد أن يفى بالتزاماته تجاه شعبه. رسالة تقول: إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلا بد أن يستجيب القدر. وهو جزء من النشيد الوطنى التونسى الذى أعتبر كلماته الأفضل بين أناشيد السلام الوطنى العربى المعاصر. انتهى المقال، ولكن لم ينته النقاش. صديقى التونسى يرى أن أوضاع ما بعد الثورة فى تونس أصعب اقتصاديا من أوضاع ما قبل الثورة، لكنه «الثمن» الذى ينبغى دفعه كثمن للكرامة. يشتكى صديقى التونسى من الحكومة والمعارضة داخل المجلس الوطنى وخارجه، يشتكى من بعض من يستخدمون الدين لأغراض سياسية، يشتكى أن حلم الدستور الديمقراطى لم يزل بعيدا فى تونس، يشتكى أن الأصدقاء لم يقدموا يد المساعدة بالقدر الكافى لمساندة الاقتصاد التونسى، يشتكى أن نسبة من التونسيين فقدت الأمل وترى أن الطريق لم يزل طويلا: دستور (منتظر فى مارس أو أبريل) ثم انتخابات جديدة للرئيس وانتخابات جديدة للبرلمان وانتخابات جديدة للمحليات. سألنى: هل أخطأنا؟ هل نصلح للديمقراطية؟ هل تصلح الديمقراطية لنا؟ هل هناك أمل؟ كان يسألنى عن مصر عسى أن يجد فى كلامى ما يساعده على فهم ما يحدث فى تونس. وكانت الإجابة: طبعا هناك أمل، وهناك نور فى آخر النفق، لكن النفق طويل لأننا نطيله بأنفسنا، سواء فى مصر أو تونس. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صديق تونسى وذكريات من زمن فات صديق تونسى وذكريات من زمن فات



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib