المتحيز والموضوعى والمتوازن
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

المتحيز والموضوعى والمتوازن

المغرب اليوم -

المتحيز والموضوعى والمتوازن

معتز بالله عبد الفتاح

حين نطالع بعض كتب التفكير النقدى (Critical Thinking) نجد أنها تقوم بالتفرقة بوضوح هذه المصطلحات الثلاثة مصطلحات وتربطها بشكل مباشر بمجالات السياسة والإعلام والدين لأنها المجالات التى عادة ما يكون فيها مساحة كبيرة من الجدل والصراع. الفرق بين الموضوعى والمتحيز هو كالفرق بين الحقائق والآراء، ويفترض أن الموضوعية هى التحييد التام للمشاعر والمصالح؛ فيكون المتحدث أو الكاتب بعيداً تماماً عن أى تأثيرات شخصية أو حزبية أثناء إصداره أى أحكام. أما المتحيز فهو من يغلب المشاعر (بغض وحب) أو المصالح على أحكامه؛ فهو كمن يرتدى نظارة حمراء فيرى الكون كله بهذا اللون، ويقف على النقيض منه من يرتدى النظارة الزرقاء فيرى الكون كله بهذا اللون. وبين هؤلاء وأولئك ولصعوبة الطرح الموضوعى غير المتأثر بالمشاعر والمصالح، ولاستحالة الوصول إلى الحقيقة بالاستماع فقط إلى الآراء المتحيزة، اخترع البشر فكرة «التوازن» فى الطرح. وهى أن يفترض فى الشخص، إن استطاع، لأن الكثيريين قد لا يستطيعون ذلك بحكم التركيب الشخصى أو نوعية التعليم الذى تلقوه، أن يرتدى النظارة الحمراء لبعض الوقت ليفهم كيف يفكر هؤلاء ثم يرتدى النظارة الزرقاء بعض الوقت ليفهم كيف يفكر أولئك ثم يصدر حكمه بعد الاستماع لكل الأطراف. ولا غرابة فى ذلك، فهذه هى مهنية القاضى النزيه الذى عليه أن يوازن بين الأدلة المختلفة وصولاً إلى حكم عادل. وهو دور الحكام البارعين فى مباريات الرياضة حيث يقررون بكل حيدة من ارتكب مخالفة ونوع العقوبة الموقعة على اللاعب. ومن هنا جاء مصطلح «نافخ الصفارة» أو «whistleblower» ليشير إلى مجموعة من الأشخاص أو الجمعيات المستقلة غير المنحازة سلفاً والتى تقوم بدور ضمير المجتمع والمنبه له حال وقوع فساد من أى شخص أو مؤسسة بغض النظر عن انتمائه السياسى أو الدينى أو الاقتصادى. السؤال كم شخصاً أو صحيفة أو محطة تليفزيونية أو مؤسسة مجتمع مدنى تعمل فى مجال حقوق الإنسان فى مصر تتصف بالتوازن (ولن أقول الموضوعية)؟ أترك الإجابة للقارئ، لكن بالفعل نحن نواجه مشكلة أننا مجتمع من «الهتيفة». كل واحد عنده أهله وعشيرته وأنصاره الذين جمعوا خصال الخير كله ضد جماعة أخرى ممن جمعوا خصال الشر كله. ولا يتصور عند أى من الفريقين أن يكون هناك بينهما أشخاص لا ينتمون لأى من الفريقين أو لا يجعلون انتماءهم لأى من الفريقين يمنع عنهم قول الحق حتى لو كان فى صالح الفريق المضاد. ومع سيادة منطق «الهتيفة» فإن الرأى لا بد أن يكون بأعلى صوت وبأقل درجة من درجات اللياقة وكأنها ساحة لتبادل السباب. الإمام مالك يقول: «إذا رأيت الرجل يدافع عن الحق فيشتم ويسب ويغضب فاعلم أنه معلول النية لأن الحق لا يحتاج إلى هذا». ويقول ديفيد هيوم: «قوة المنطق لا بد أن تكون أقوى وأكثر منطقية من منطق القوة، وإلا اختفى المجتمع». وكما قلت من قبل، لا أخشى على مصر من إسرائيل أو أى دولة أجنبية، أخشى على مصر من بعض المصريين حين يضعون الشخص فوق المبدأ، الذات فوق المجموع، النفس فوق العقل. نعم أخشى على مصر من المصريين حين يفكرون بمنطق الثأر وليس بمنطق العدل؛ بمنطق الماضى وليس بمنطق المستقبل، بمنطق العصبية وليس بمنطق التعددية. أخشى على مصر حين يتحزب أهلها ويتعصبون فتضيع منهم القضية. هل تتذكرون حينما خرج بعض المصريين منتصرين لسعد زغلول ورافضين لعدلى يكن حتى ولو كان على حساب القضية رافعين شعار: «الاحتلال مع سعد خير من الاستقلال مع عدلى»؟ هذه عصبية بغيضة إن تمكنت من قوم أفقدتهم صوابهم، هى نفس العصبية البغيضة التى جعلت أتباع مسيلمة الكذاب يدافعون عنه لأنه من قبيلة «رَبيعة» ولم يؤمنوا بالرسول محمد لأنه من قبيلة مُضر قائلين: «كذاب رَبيعة أحب إلينا من صادق مُضر». والكل يظن أنه يحسن صنعاً، وسيظلون مختلفين إلى أن يحكم بيننا الله يوم القيامة. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتحيز والموضوعى والمتوازن المتحيز والموضوعى والمتوازن



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib