وإذا أتتك مذمتى

.. وإذا أتتك مذمتى

المغرب اليوم -

 وإذا أتتك مذمتى

معتز بالله عبد الفتاح

هناك قلة من المصريين نجحوا فى أن يفسدوا حياة الكثرة من المصريين؛ مثل القليل من السم فى الكثير من الطعام فننتهى إلى خسائر جمة نعانى منها جميعا. ومن هؤلاء القلة يأتى الشتامون والسبابون الذين يتيح لهم الإعلام مساحات للإثارة والتهييج والتفوه بما لا يليق من القول. وتأتى آفة الفضاء الإلكترونى الذى يتنابز فيه الناس بالألقاب، وينسون جميعا أن الله أمرنا ألا يسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيرا منهم، وكرر نفس المعنى بشأن النساء حتى لا يسخر بعضهن من بعضهن. بل إن التراث العربى خلف لنا ما لا يمكن تجاهله من أقوال وأشعار تؤكد أن من يسب حقيقة هو يحقر من نفسه لأنه يكشف عن سوء طويته مثل «صفيحة القمامة» التى إن فتحت ما وجدنا فيها إلا القمامة. أهل الخير ينطقون بخير. وأهل القمامة ينطقون بالقمامة. ومن هنا قيل: وإذا أتتك مذمتى من ناقص *** فهى شهادة لى أنى فاضل. وفى قول آخر: كل إناء ينضح بما فيه. وفى قول ثالث: إن الألسنة تنطق بما فى النفوس فتكشف عن مكنونها فتهوى بأصحابها. وفى قول رابع: أعرض عن الجاهل السفيه *** فــكل ما قاله فهــــو فيــــه فلا يضر نهر الفرات يوما *** إن خاض بعض الكلاب فيه وفى قول خامس: يخاطبنى السفيه بكل قبح *** فآبى أن أكون له مجيبـا يزيد سفاهة وأزيد حلــما *** كعود زاده الإحراق طيبا وفى قول سادس: إذا نطق السفيه فلا تجبه *** فـخير من إجابته السكوت فإن كلمته فرجت عنـــه *** وإن خليته كمـــداً يمــــوت وفى قول سابع: وأتعب من ناداك من لا تجيبه *** وأغيظ من عاداك من لا تخاصمُ وآفة مصر وقطاع من المصريين أن لا نعرف أمراضنا، وأن نتهم غيرنا بما فينا، وأن نسوق لقدوة السوء بأن يتصدر المشهد السياسى والإعلامى أناس مكانهم الطبيعى أن يكونوا فى قاع المجتمع. ولكن قدرتهم على إثارة الجدل والحط من الآخرين تجعلهم مادة غزيرة لإعلام دنىء مستعد أن يضحى بكل القيم والأخلاقيات من أجل الانفراد والسبق والدولارات. لست أفضل من أحد، حتى لا يتهمنى بالنرجسية أحد. ولكن على الأقل أنفى لم يزل قادرا على أن يشتم رائحة العفن السياسى والإعلامى حين يقترب منى. بصراحة، المقومات الأخلاقية والفكرية للنهضة ليست متوافرة فى مصر. وأعتقد أننا لو كان بيننا من يستطيع أن ينهض بنا، لقتلناه بالشائعات والسخافات. «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فليقل خيرا أو ليصمت». صدق رسول الله (صلى الله عليه وسلم). وربما أكون بحاجة لأن أصمت قليلا.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 وإذا أتتك مذمتى  وإذا أتتك مذمتى



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 03:18 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق
المغرب اليوم - أحمد السقا يكشف موقفه من تمثيل ابنته ومفاجأة عن ولاد رزق

GMT 06:44 2024 الأحد ,04 شباط / فبراير

توقعات الأبراج اليوم الأحد 04 فبراير / شباط 2024

GMT 12:48 2021 الأحد ,05 كانون الأول / ديسمبر

المنتخب المغربي يتلقي حصة تدريبية خفيفة بعد هزم الأردن

GMT 04:10 2021 الجمعة ,14 أيار / مايو

الروسي حبيب نورمحمدوف يوجه رسالة للمسلمين
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib