يوسف مانديلا القرضاوى
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

يوسف مانديلا القرضاوى!

المغرب اليوم -

يوسف مانديلا القرضاوى

معتز بالله عبد الفتاح


تأكدت أن العقل السياسى المصرى، ومعه الإسلاماسى (أى الإسلام السياسى) مصاب بحول مرضى يفقده المنطق ويفرض عليه أن يفكر بطريقة عشوائية تسجل مواقف ولا تحل مشاكل.

صدر بيان من عدد من الأشخاص المحسوبين على «الإسلام السياسى» وأيدته جماعة «الخوّان المسلمين» جاء فيه:

«إن الحكام والقضاة والضباط والجنود والمفتين والإعلاميين والسياسيين، وكل من يثبت يقيناً اشتراكهم ولو بالتحريض فى انتهاك الأعراض وسفك الدماء البريئة وإزهاق الأرواح بغير حق، حكمهم فى الشرع أنهم قتلة، تسرى عليهم أحكام القاتل، ويجب القصاص منهم بضوابطها الشرعية»، وعلى رأس الموقعين الشيخ يوسف القرضاوى.

حضراتكم عارفين ده معناه إيه؟

هم يقدمون أكبر دليل مكتوب ومعلن على أنهم جماعة لا تقرأ الواقع ولا تقرأ التاريخ الإسلامى.

تاريخياً، مر «الجهاد» بثلاث مراحل مختلفة: المرحلة الأولى: مرحلة الجهاد الدعوى، وهى التى كانت بالأساس فى العصر المكى (أى ما قبل الهجرة). فلم يكن فى العصر المكى إلا جهاد الدعوة والبيان كما قال: «فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا» (الفرقان: 52)، أى جاهدهم بالقرآن الكريم، دون عنف.

ثم جاءت مرحلة ثانية، وهى مرحلة «الإذن فى القتال لدفع أذى المعتدين» وجاء النص القرآنى ليقول: «أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّـهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ» (الحج 39)، وهـى أول آية نزلت فى القتال، كمـا قال ابن عباس، أذن لهم فى القتال ولم يفرضه عليهم.

ثم جاءت المرحلة الثالثة، وهى مرحلة قتال المشركين كافة، وكما قال سيد قطب مستنداً إلى عدد من كتب التراث أن فى هذه المرحلة أصبح القتال فريضة إلهية كتبت على المسلمين، فكما «كُتب عليكم الصيام» (البقرة 183)، كذا أيضاً «كُتب عليكم القتال» (البقرة 216).

ويذهب البعض إلى أن هذه المرحلة ناسخة لما قبلها من المراحل، وهى التى استقر عندها حكم الجهاد، ومات عليها نبى الإسلام، صلى الله عليه وسلم.

يقول ابن تيمية: «فكان النبى فى أول الأمر مأموراً أن يجاهد الكفار بلسانه لا بيده، وكان مأموراً بالكف عن قتالهم لعجزه، وعجز المسلمين عن ذلك، ثم لما هاجر إلى المدينة وصار له بها أعوان أُذن له فى الجهاد، ثم لما قووا كتب عليهم القتال، ولم يكتب عليهم قتال من سالمهم، لأنهم لم يكونوا يطيقون قتال جميع الكفار، فلما فتح الله مكـة وانقطع قتال قريش ملوك العرب ووفدت إليه وفود العرب بالإسـلام أمره الله تعالى بقتال الكفار كلهم إلا من كان له عهد مؤقت، وأمره بنبذ العهود المطلقة) كتاب: الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح لابن تيمية 1/74.

إذن، الخبرة التاريخية للنبى، صلى الله عليه وسلم، تشير إلى أن الانتقال لمرحلة القتال، أى التى تعادل ما جاء فى البيان من وصف كل هؤلاء بالقتلة وينبغى القصاص منهم، هى مسألة شديدة التعقيد فى الفقه الإسلامى وارتبطت بحسابات معقدة، منها القدرة ومنها المآلات.

كنت أتوقع من مشايخ ودعاة طالموا حدثونا عن فقه الأولويات وعن فقه الواقع وعن صورة الإسلام وعن أن درء المفسدة مقدم على جلب المنفعة، كنت أتوقع منهم أن يفكروا بمنطق مختلف. وأن يروا المصريين من أنفسهم خيراً، وأن يثبتوا بحق أنهم أصحاب رسالة إسلامية سلمية «تحمل الخير لمصر»، أم أن الخير لمصر لا يأتى إلا وأنتم فى السلطة؟

هم كمثل من يلقى بنفسه فى البحر دون سابق علم بفنون السباحة ثم يلوم البحر أنه ابتلعه وغرق فيه.

كان نفسى يكون بين المسلمين من كبيرهم إلى صغيرهم من تعلم شيئاً من تاريخ النضال «الوطنى» فى العالم. كان نفسى يكون يوسف القرضاوى، ولو مؤقتاً، مثل نيلسون مانديلا الذى راهن على وطنية الجميع وحقن الدماء وأمر الأتباع والأنصار بالعمل على إنقاذ مصر، ثم تأتى قضية الصراع على السلطة لاحقاً.

كنت أتمنى أن يكون بين هؤلاء من يتخلق بأخلاق آية الله على السيستانى الذى أمر الشيعة ألا يطلقوا النار على السنة فى العراق منعاً لمزيد من الدماء.

هناك لحظات حرجة فى تاريخ الأمم يكون فيها الاختيار واضحاً بين أن نعيش معاً كالإخوة أو أن نغرق معاً كالحمقى.

اللهم نجِّ مصر منا يا رب.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوسف مانديلا القرضاوى يوسف مانديلا القرضاوى



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib