تشريح الأسرة الإخوانية 33
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

تشريح الأسرة الإخوانية (3-3)

المغرب اليوم -

تشريح الأسرة الإخوانية 33

عمار علي حسن

استمعت ذات يوم إلى رجل إخوانى فى أواسط الأربعينات من عمره، ضاق ذرعا بمواقف الجماعة وتخبطها، ورأى انجراح صورتها فى مخيلة الناس جراء فشلها فى إدارة البلاد، فآلمه ذلك، وأضنته تلك الهوة الواسعة بين ما سمعه من قادته وما رآهم يفعلونه أمامه وأمام الناس أجمعين، فراح يكتب تعليقات على مواقع التواصل الاجتماعى بشبكة الإنترنت فيها نقد لآراء الإخوان وتصرفاتهم، فجاءه تنبيه صارم من قادته المباشرين بأن يكف عن هذا، وحين تجاهلهم وواصل ما يفعله، فوجئ بزوجته تهدده بطلب الطلاق، وأمه تصرخ فى وجهه: «إن لم تسمع وتطيع فلا أنت ابنى ولا أنا أعرفك»، ولأنه لا يريد أن «يخرب بيته» حسبما قال لى، امتثل وصمت على مضض، لكنه استبدل الكتابة فى العالم الافتراضى بتبيان عوار الإخوان وتهافتهم لكل من يسأله عنهم فى أى مكان يذهب إليه. ومن يصر على موقفه ويغادر الجماعة مستعدا أن يتحمل أى غرم، لا يلبث الإخوان أن يلاحقوه بضراوة، فيطلقون عليه الشائعات من قبيل «جندته مباحث أمن الدولة» أو «فتنته زينة الحياة الدنيا» و«ضعف إيمانه وتراخى عزمه» ويتم هذا بشكل منظم ويهدف ليس فقط إلى تشويه المنسحب من صفوف الجماعة، بل أيضاً ردع غيره، ممن تراودهم أنفسهم أن يحذوا حذوه أو يقتفوا أثره. والثابت أن الإخوان يمكن أن يتعاملوا مع من ينتقدهم بل يجلدهم من خارج الجماعة، لكنهم يقاطعون من كان بينهم وخرج عنهم، مهما كان حجم تضحياته من أجل الجماعة، ومهما كان طول أمد انتمائه إليها، ومهما كان الأثر الذى تركه أو البصمة التى طبعها على مسارها. وبعض هؤلاء يقضى بقية حياته منكسرا، يرنو إلى الجماعة من بعيد، أو يعيش على ذكرياته معها، لأنه لم يعرف غيرها، وبعضهم يمعن فى التحدى والمواجهة إلى درجة فضح كل شىء من دون وجل ولا هوادة. وتوظيف الأسرة الاجتماعية لصالح التنظيم خلق تماسكا إجباريا فى صفوف الجماعة لكنه لم يق بعض أفرادها من الصراع الداخلى بين ما يفرضه الدين وما تطلبه الجماعة، وبين ما يراعيه الضمير وما يأمر به التنظيم. ومن ثم يمكن لهذه الرابطة الإكراهية الأشبه بالزواج الأرثوذكسى، أن تخلق نفوسا خائرة، وتصنع أناسا لا يدافعون عن فكر أو نهج أو اعتقاد راسخ فى عقولهم وقلوبهم بل ينافحون عن مصالحهم المادية أو يجنبون أنفسهم كيد الجماعة ونكد الأهل. وفى تاريخ الإخوان كثيرا ما تمرد أبناء على آبائهم، حين استيقظوا على هوة بين القول والفعل داخل الأسرة الاجتماعية أو تعرضوا لمصادر أخرى لنهل الثقافة والمعرفة أو مروا بتجارب حياتية مختلفة. وهناك شهادة دالة ومهمة فى هذا الشأن للشاب أدهم جمال الذى تعرض لاعتداء وحشى على أيدى الإخوان خلال المظاهرة التى تم تنظيمها أمام مقر مكتب الإرشاد بالمقطم فى 17 مارس 2013، حيث قال: «من ضمن الذين تم اعتقالهم معى صبيان أحدهما يدعى ماجد والآخر أشرف، عرفت منهما أنهما ينتميان إلى أسرتين إخوانيتين، لكنهما خرجا من مكان لتلقى الدروس الخصوصية بالقرب من مقر الإخوان وانضما إلى المتظاهرين وشاركا فى قذف المعتدين بالأحجار. والأول رفض أبوه استلامه من الشرطة حتى يعاقبه على ما فعل، والثانى رفضت أمه أن تعطيه الطعام الذى أحضرته إليه فى مقر احتجازه بقسم شرطة المقطم، حين وجدته مصرا على السخرية من الإخوان وانتقاد أفعالهم». ومما لا شك فيه أن هذا النمط الاجتماعى والإدارى كان من العوامل المهمة التى ساعدت على استمرار «تنظيم الإخوان» متماسكا وقللت من قدرة منافسيه أو أجهزة الأمن على اختراقه، لكنه فى الوقت نفسه يحمل بذور تصدع التنظيم وضعفه، لأنه يقوم على أمرين متناقضين هما «العبودية الطوعية» و«الإكراه المادى والمعنوى»، فهناك من يعبد«التنظيم» أو يطيعه بشكل أعمى، وهناك من ملأ قلبه التذمر لكنه لا يستطيع أن يجهر بما يعتمل فى صدره، خوفا من أن تستخدم «العائلة الاجتماعية والأيديولوجية» فى الضغط عليه ومواجهته ولو بشكل سافر. فى الحالتين هناك خلل نفسى، وزلل أخلاقى، وخطل اجتماعى، كان مسكوتا عنه قبل ثورة يناير وأيام ملاحقة الإخوان، لكنه لن يظل حبيس النفوس بعد وصولهم إلى الحكم وثبوت فشلهم الذريع فى إدارة الدولة ودخولهم فى صراع مع الكل من أجل مصلحتهم وطريقهم الذى يزعمون أنه مقدس. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشريح الأسرة الإخوانية 33 تشريح الأسرة الإخوانية 33



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 10:47 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

سعادة غامرة في يونيون برلين بعد عودة جماهيره

GMT 02:45 2020 الأحد ,19 إبريل / نيسان

ديكورات غرف سفرة مودرن

GMT 18:04 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

الصين تنشر الصورة الأولى لـ"فيروس كورونا" القاتل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib