الجندى غير المجهول 44
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

الجندى غير المجهول (4-4)

المغرب اليوم -

الجندى غير المجهول 44

عمار علي حسن

نعش شريد طائر يمرق بين بيوت الطمى فى قرية نائية، تحدب عليه زمر من أناس أوجعهم البكاء الحرور. يحوى قطعاً من لحم مختلفة الأحجام ترفرف عليها طليقة. تغوص الروح فى زحام الوجوه لتلتقط وجه «محمد»، صبى ترفل فى مقتبل الشباب أنت. تسح دموعك على خديك مدراراً، لكنك تكبت قروحك وتعض على أضراسك مغمغماً: - سأثأر لك يا أخى.. واقتربت الروح منك وهمست فى أذنيك مؤيدة على قولك: - إياك أن تنكسر.. وتحت السدرة العتيقة تباطأ النعش وتشبث بالظل، وها هى أيامنا الأولى تفرش حكاياها يا «محمد». حبات الذرة الطرية وكفك الغضة، وأهازيجك المغردة. طعم ولحن لا يموتان يا «محمد» رغم دوران الأيام. تدور فيصير جسدى تراباً فى تراب. جسدك أنت ترويه الدموع وتسقيه ماءها المملح فيشتد ويستوى على ساقيك.. أجيئك فى الأحلام وفى الذكريات وأهمس لك فى صحوك: - إياك أن تنكسر.. - إياك أن تنكسر.. قلتها زاعقة حماسية حين وجدتك يا «محمد» ترتدى الزى العسكرى. ألبستك كل ما كنت تنوى أن ترتديه: الأفرول والبيادة. صحبتك وأنت تؤدى طابور العبور فى ترعة المحمودية. خرجت لك من لجاج المياه، من بين الثلج الأبيض المحيط بالمناطيد العابرة للضفة الأخرى. ومنطادك يمرق كالسهم، كنوارس شعبان المغربية ملت نحوك: - لا تنسَ.. فقلت لى فى ثقة متناهية: - لم أنسَ قط.. ذات ليل دامس كنت أدور فوق الصحراء. تناهت إلى سمعى أصوات مختلطة.. دبيب أرجل.. شخير عربات.. زمجرة دبابات.. قرقعة أسلحة تجهز.. كركبة مدافع تتقدم فى حذر.. ذرات الغبار تبدو فى ألسنة ضوء تبرق على فترات متباعدة عبر أماكن لا متناهية، وكل شىء كان يتم فى صمت. كل الوجوه يعلوها الترقب. فى عز الظهر أقلعت الطائرات وحطم أزيزها سكون الصحراء.. نبضت القلوب وارتفع نبضها فى حناجر مكبرة، وتدافعت الأجساد تعبر إلى الخلاص. لهب فى لهب.. هالات من النار والنور، وأرض امتلأت بالجنود. آلاف المناطيد كخلايا تنبض فى شريان القناة. طائرات العدو تأتى كالنوارس فترديها المدافع والصواريخ كالذباب. ها هو الحلم تحقق يا «شعبان»: «تم تدمير كل طائرات العدو». تسقط مهدلة الأجنحة فيجرى الجنود إليها كأنها لعبة فى أيدى أطفال أشقياء. يرمون بها ويتقاذفون محتوياتها ويكبرون.. ويكبرون. الأرض تبرح وترشف نبض الفاتحين، وتسقيهم حلاوة الانتصار، فتتسابق الأرواح نحو الضفة الأخرى. وسط العجيج والضجيج ثمة وجه لطفل صغير، راح يولد من خصاص الرمل وحشف الصخر، ويتهادى فى بحر الصفار. نصفان يتقاربان ويأتيان على مهل. أمعنت النظر والعين مثبتة فى اتجاه الوجه فإذا بلؤلؤ الثنايا يبرق، وحرير الرأس يهفهف فى ريح النصر. يلتئم النصفان ويصيران واحداً. هو وجهك منذ سنين تماماً.. . تماماً يا «محمد».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجندى غير المجهول 44 الجندى غير المجهول 44



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 10:47 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

سعادة غامرة في يونيون برلين بعد عودة جماهيره

GMT 02:45 2020 الأحد ,19 إبريل / نيسان

ديكورات غرف سفرة مودرن

GMT 18:04 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

الصين تنشر الصورة الأولى لـ"فيروس كورونا" القاتل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib