حوار حول اللحظة الراهنة 22

حوار حول اللحظة الراهنة (2-2)

المغرب اليوم -

حوار حول اللحظة الراهنة 22

عمار علي حسن

4- يرى البعض أن 30 يونيو الثورة الحقيقية، وأن 25 يناير مجرد هبّة شعبية ضد الرئيس المخلوع! لولا 25 يناير ما كانت 30 يونيو، لقد شاركت فى الثورتين وأدرك هذه المعادلة تماماً، وأتذكر جيداً تلك السيدة التى قالت لى يوم 30 يونيو: أنا من حزب الكنبة ولم أكن أتصور أن أتظاهر فى يوم من الأيام لولاكم أنتم شباب يناير الذين علمتمونا كيف نشارك، فالثقافة السياسية للمصريين التى غيرتها يناير هى التى مكنتهم من إسقاط حكم «الإخوان» فى زمن قياسى، وسرقة «الإخوان» ثورة يناير وعجزهم عن تحقيق مطالبها واستيعاب طليعتها، جزء مهم من أسباب الاحتقان ضدهم والخروج لإسقاطهم، ولذلك لا يجب من النواحى الأخلاقية والعلمية والوطنية الفصل بين الثورتين، فهذه المحاولات محكوم عليها بالفشل لأنها تجافى الحقيقة، ومن أثار هذه الأوهام مجموعة ممن تصوروا أن بوسعهم إعادة عقارب الساعة للوراء، لكن جموع الشعب تدرك أن يونيو كانت معركة لاسترداد الدولة وتصحيح الثورة، وأن بينها وبين يناير علاقة سببية ووظيفية. 5- كيف ترى مستقبل التيارات الدينية عامة فى مصر.. و«الإخوان» خاصة؟ لا شك فى أن التيارات الدينية كانت تطرح نفسها كوعد وأمل وحل لكثير من المشكلات ما أكسبها تعاطفاً كبيراً، لأن قطاعات عريضة راهنت على وجودهم بالسلطة، فضلاً عن الخطاب الدينى الذى يدغدغ مشاعر الأفراد، أما وقد سقط هذا القناع وتبين للناس أن فجوة كبيرة باتت بين الخطاب والممارسة، فأصبح أمام هذه التيارات خياران: أحدهما يكمن فى التكيف مع المجتمع وتجديد خطابها وصياغة دورها، ولا سيما فى قضية الفصل بين الدين والسلطة، وإما أن تزداد انعزالاً، وهنا سيكون أمامها خياران آخران أيضاً: إما الصمت وإما العنف، هذا أو ذاك يرتبط بالظروف المستقبلية فى إدارة الدولة وإمكانية استخدام أطراف خارجية للعناصر المهزومة من القوى الدينية لإنهاك الدولة، خاصة إذا جاءت إلى سدة الحكم سلطة نازعة لاستقلال القرار الوطنى. 6- كيف تفسر هذا الإرهاب والعنف تجاه أفراد الجيش والشرطة، وإلى أى مدى يرتبط بتنظيم وفكر «الإخوان» المسلمين؟ لـ«لإخوان» وجهان، الأول يبتسم ممدود بالسلام والآخر متجهم يمسك خنجراً، تلك النظرية التى نسميها المعرض والورشة، الذين يتعاملون مع الناس يحاولون حمل صورة التنظيم، أما الجزء الأكبر فهو الغاطس الذى ازداد فى السنوات الأخيرة انفلاتاً بعد احتضانه لأفكار سيد قطب وطريقة التنظيم التى أسسها حسن البنا، كما أن وجهى «الإخوان» يختلفان من مرحلة لأخرى، فى مرحلة التمسكن ستجده ودوداً بشوشاً يخفى مشاعره بقدر ما يستطيع، وفى فترة التمكن ينقلب الود إلى تغطرس، فضلاً عن تحالفهم مع جماعات تكفيرية وإرهابية كجزء من تكتيك الاحتفاظ بالسلطة إلى الأبد، خاصة فى سيناء، حيث أمدوا هذه الجماعات بالمال والحماية طوال فترة المعزول محمد مرسى، وتم تجهيزهم للصدام مع الجيش، حيث كان متوقعاً هذا الصدام، لأنهم كانوا يخططون للسيطرة عليه وكانوا يدركون أن هذه الرغبة ستواجه بمقاومة عنيفة، لذلك استخدموا هذه الجماعات الإرهابية لإنهاك الجيش إذا ما استمر مرسى فى الحكم من أجل إبعاده عن المجتمع والسياسة وانفتاح الطريق واسعاً أمام «الإخوان» للانفراد بالجماهير. 7- هل أنت متفائل، وما مبعث هذا الأمل؟ أنا متفائل بطبعى، والأمل يأتى من الشعب الذى أصبح واثقاً بنفسه وبقدرته على صناعة التغيير، مؤمناً بأن هناك مؤسسة بعينها هى القوات المسلحة المعنية بحمايته، كما تم اكتشاف استراتيجى لتجار الدين، لو فعله خصومهم بملايين الدولارات من أجل تحقيقه ما كان يمكنهم أن يبلغوا هذا الهدف، وهذا مكسب فى غاية الأهمية، لأن هؤلاء عرقلوا تطور المنطقة بمساندة الأنظمة المستبدة، وهناك خريطة للمستقبل محددة المعالم عادت بالثورة إلى مطلبها الأساسى وهو الدستور أولاً، الذى قفز عليه الإخوان، فالأمل يحدونا بتنامى العلاقات المصرية الخليجية بشكل عام وإمكانية أن يساعد هذا فى إخراج مصر من عثرتها الاقتصادية، وبالتالى قيام مصر بدورها حيال أمن الخليج.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حوار حول اللحظة الراهنة 22 حوار حول اللحظة الراهنة 22



GMT 23:46 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

القطب التيجاني... وحماية المستهلك الروحي!

GMT 23:34 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

هل ستتفتح زهور الصين وتثمر في أفريقيا؟

GMT 23:31 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

كيف نفسر البلطجة الإسرائيلية؟

GMT 23:26 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

قصة وعِبرة!

GMT 23:21 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

عن يمين وشمال

GMT 20:14 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

جوال قتّال

GMT 20:12 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدهناء وبواعث الشجن

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:49 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

فيلم نادر يكشف سراً عن منى زكي
المغرب اليوم - فيلم نادر يكشف سراً عن منى زكي

GMT 22:07 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"عنكبوت" فيراري ينطلق بقوة 1000 حصان نسخة مكشوفة من SF90

GMT 08:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

يارا تظهر بإطلالة مثيرة في فستان أخضر مميز

GMT 11:17 2022 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الريال القطرى أمام الجنيه المصرى اليوم الأربعاء 23-11-2022

GMT 14:49 2021 الخميس ,26 آب / أغسطس

4 ساعات غطس للرجل المغامر

GMT 03:18 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

منظمة الصحة العالمية تزف بشرى سارة بشأن "كورونا"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib