سيرة ذاتية لجمل 2
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

سيرة ذاتية لجمل (2)

المغرب اليوم -

سيرة ذاتية لجمل 2

عمار علي حسن

قبل أن أن يدخلا إلى ميدان التحرير كان الجمل والناقة يعرفان جيداً موضع خطواتهما؛ الصحارى الواسعة ودرب الأربعين، وهنا حول الأهرامات التى يلمحانها بأطراف عيونهما فى الغدو والرواح. أما هذه المرة فوجدا نفسيهما يسيران وسط جمال وخيول فى دروب لم يألفاها من قبل. وكان لا بد للغلامين اللذين يركبانهما أن يطلقا غناء فى أذنى الجمل وناقته حتى يسيرا بلا تململ فى طريق غريب عليهما، هكذا أوصى صاحب الجمل الرجل الذى اشتراهما، فنقل الوصية إلى المشترى الجديد. نظر الغلام حوله متصفحاً واجهات الشرفات والنوافذ، ثم هبط بعينيه على اللافتات الملونة للمحلات، لكنه نسى كل هذا ورفع عقيرته بالغناء: «البين جاب لى طبيخ حنضل وقال لى كُل كُل واشبع وفرّق على الغلابة الكل من بعد ما كنت فى لمة وزاين الكل صبحت غلبان ومسكين ومستحمل كلام الكل» لكن الموال ضاع وسط شحير السيارات وصفيرها حين تمرق من جانب قافلة الجمال غير عابئة بشىء، وكذلك صوت الهتافات التى تقذفها أجهزة التلفاز فى الغرف، وتنسكب من النوافذ على رؤوس المارة. ها هو شارع الهرم يتهادى تحت أقدام لا تعرف إلى أين المسير؟ وها هو شارع الجامعة، وقبتها النحاسية المستديرة الراسخة تملأ عيون الجمال فترفع إليها الهامات. وها هو شارع مراد، وكوبرى السادس من أكتوبر، ثم ميدان عبدالمنعم رياض، الذى يصب عند المتحف المصرى فى ميدان التحرير. ربما لم يتوقف الجمل وناقته وزملاؤه كثيراً عند هذا المتحف، الذى يحوى آثاراً تنتمى إلى زمن الأهرامات التى يدورون هناك حولها طيلة النهار، فهذا القطيع الذى يخور ويصهل لا يعرف قطعاً أن هذا المبنى ذا اللون الطوبى، المتراوح بين البنى والبرتقالى، به ما يأتى بالناس من آخر الدنيا ليركبوا ظهورها هناك حول تلك المثلثات الحجرية المضلعة العالية العتيقة المبهرة. أخذ يتقدم، والناقة إلى جواره، ثم بدأ يشعر بضربات متلاحقة من الغلام الذى يمتطيه. لماذا يضربه بهذه القسوة؟ لم يدر. لكن فجأة امتلأت عيناه بالأجساد الهائلة، أو التى يراها هو هكذا، تهيّب وتباطأت خطواته، فعاد الضرب المتلاحق فى سرعة جنونية يلهب عنقه من جديد، ووصلت إلى أذنه الفرقعات التى تنزل على رقبة صاحبته، فأخذ يعدو فى مساحات تتسع وتضيق. شعر أن هناك أيدى تلامسه بقسوة عن اليمين واليسار، فتوقف مصدوداً بغابة اللحم المتحمسة، والتحمت به أجساد من الجانبين، ورأى أصحابها يشبون ثم يسحبون فى قسوة الغلام الراكب فوقه، فيتخفف ظهره، ثم التفت فلم يجد صاحبته. غابت فى الزحام. إلى أين؟ لا يعرف. أما هو فعرف جيداً أين يكون؟ هنا مكان فسيح يزدحم فى بعض جوانبه بشر متعبون، يتفصد العرق من جباههم رغم برودة الجو وتتساقط من رؤوس بعضهم ووجوههم قطرات دم، بعضها صنع لنفسه دروباً متعددة الأشكال على خدودهم، وفوق ملابسهم. فى أيديهم أحجار، وفى عيونهم جرأة وحماسة. كان موقفاً جديداً عليه، لكنه لم يعنه شىء سوى أن يستريح قليلاً بعد أن هدّه المشوار الطويل، ولسعات الضربات المتلاحقة لعصا الغلام. أخذوه وربطوه فى الحاجز الحديدى الذى يفصل بين ميدان التحرير ومدخل شارع طلعت حرب، وتركوه يخور فى بطء وهدوء، لا يتماشى أبداً مع الصخب، والكر والفر الذى يشهده الميدان. (نكمل غداً إن شاء الله تعالى) نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سيرة ذاتية لجمل 2 سيرة ذاتية لجمل 2



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib