تشريح الأسرة الإخوانية 2  3
منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد الشرطة البرازيلية تعتقل خمسة أشخاص متورطين في محاولة انقلاب خططوا فيها لقتل الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونائبه جيش الاحتلال يُفيد بإصابة نحو 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة فقط استشهاد أكثر من 43970 فلسطينيًا وإصابة 104,008 آخرين منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر استقالة رئيس أبخازيا أصلان بجانيا بعد احتجاجات ضد اتفاقية استثمارية مع روسيا السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر
أخر الأخبار

تشريح الأسرة الإخوانية (2 - 3)

المغرب اليوم -

تشريح الأسرة الإخوانية 2  3

عمار علي حسن

يتخالط لدى الإخوان ما ترتبه مدرستان من ضمن مدارس أو نظريات واقترابات علمية عدة فى تفسير سيكولوجية الجماعات وهما «الحتمية البيولوجية» و«الحتمية الثقافية»، حيث ترى الأولى أن الجينات تلعب دوراً مهماً فى تحديد شخصية الجماعة وتعيين سلوكها بانتقال الصفات الوراثية عبر الأجيال عن طريق الأحماض النووية. وقد استخدمت بعض المذاهب السياسية اليمينية المتطرفة هذه النظرية فى تجديد شبابها، واتخذت منها عقيدة لها تفسر وتبرر من خلال مقولاتها وتصوراتها وكل ما يبدر عنها من سياسات وما تتخذه من قرارات، وتعزى الفروق فى السلطة والثروة إلى فروق فى القدرات الوراثية للأفراد والجماعات العرقية، وهذا أمر لا يمكن تغييره، ومن ثم لا بد من التسليم بحتميته والتعامل معه باعتباره أمراً واقعاً لا مفر منه. أما الثانية فتدحض هذا تماماً وتؤكد أن الأفراد مجرد مرايا للظروف الاجتماعية التى يعيشونها، والمصادر الثقافية التى يتعرضون لها، وأن الخبرات الحسية التى يمر بها الإنسان، من استجابات وثواب وعقاب تؤثر فيه، وهو يولد صفحة بيضاء، وتبدأ البيئة فى كتابة ما تريد عليها، عن طريق الذين يقتربون منه ويؤثرون فيه مباشرة مثل الوالدين والمدرسين وجماعات الرفاق.. إلخ. وقد شمل كتاب ستيفن روز «علم الأحياء والأيديولوجيا والطبيعة البشرية» مزيداً من التحليل والتفصيل حول هاتين النظريتين، الذى لا يبدو أن أياً منهما تتسم بصلاحية أو صواب مطلق، بل إن تضافرهما أو تكاملهما يمكن أن يقربنا أكثر من تفسير سلوك الأفراد والجماعات، وهذا ما يمكن أن نستخدمه فى محاولة الاقتراب النسبى من تحليل الأسرة الإخوانية، رغم أنها لا تنتمى إلى عرق محدد، لكن الزواج المتبادل والمصاهرة المغلقة قد تجعلها بمرور الوقت مهيأة لإنجاب إخوان جدد حملوا الصفات الوراثية للوالدين، لكن هذا لا يدل طيلة الوقت على أن الأبناء قد تطبعوا بما عليه الآباء، بدليل أن بعض المنحدرين من صلب قيادات إخوانية تمردوا على الجماعة. ولا أعتقد أن ذلك يمكن أن يؤدى، مهما طال الزمن، إلى التعامل مع الأسرة الإخوانية، وكأنها جماعة عرقية، أو ينطبق عليها ما ينطبق على مثل هذه الجماعة من سمات وراثية، وإن كانت السمات الاجتماعية لأتباع العرق الواحد القاطنين فى منطقة جغرافية واحدة يمكن أن تتشابه فى جوانب منها مع ما يتم داخل جماعة الإخوان وتنظيمها. فهناك أدلة دامغة على قيام الجماعة بـ«تنميط» أعضائها، بما يجعلهم وكأنهم، فى نظرتهم إلى الذات والمجتمع، شخصاً واحداً مكرراً مئات الآلاف، وذلك عبر مناهج تعليمية داخلية مناسبة لمستويات محب ومؤيد ومنتسب وعامل ولمختلف الأعمار، يتم تدريسها بانتظام، وهى قابلة للاستبعاد والإضافة وفق الظروف، وهى تتدرج حسب موقع الفرد داخل الجماعة، فالنقباء يتلقون دورات خاصة حتى يتمكنوا من الوعظ فى أفراد «الخلية» وإرشادهم، وما يعطى لـ«إخوان الصف» وهم الأعضاء العاملون يختلف عما يعطى لـ«الربط العام» وهم المتعاطفون مع الجماعة، و«الربط الخاص» وهم من على وشك الانضمام إليها، وهذا كله يعطى هؤلاء قدرة ما على مخاطبة «الانتشار» وهو الفضاء الاجتماعى الأوسع الذى تستهدف الجماعة التجنيد منه أو كسب تعاطفه أو تحييده على قدر المستطاع. كما تحرص جماعة الإخوان على إدماج العضو العامل بها فى «الأسرة الإخوانية الممتدة» من خلال علاقة المصاهرة تارة ومصادر كسب الرزق تارة أخرى، علاوة على برامج التثقيف الأحادية التى تستقر فى ذهنه وتربطه أكثر، معرفياً ووجدانياً، بـ«إخوانه». ونظراً لشعور الجماعة الدائم بالخطر الذى يتهددها فقد عملت بصرامة على أن تلف حبالاً غليظة على أى شخص ينتمى إليها، ويحوز أسرارها ويعرف طرائق عيشها وتحركاتها، حتى لا ينفلت عنها ويعطى ما عرفه أو حصله لمن تطلق عليهم أعداءها. ولهذا تحمل مكاتب الجماعة فى مختلف أنحاء البلاد قوائم بشباب وفتيات من المقبلين على سن الزواج، وترشح بعضهم لبعضهن، من منطلق إدراكها أن الأفضل أن يتزوج الإخوانى إخوانية، حرصاً على أسرار التنظيم، وعلى جلَد الزوجة حين يغادرها زوجها إلى السجن، ويترك لها مسئولية تربية الأولاد، وحفظ عرضه، ورد غيبته، وإن لم يكن له مصدر رزق ثابت فالجماعة تتكفل بأسرته تلك. وقد كشف القيادى الإخوانى، صبحى صالح، عن هذا ذات مرة حين اعتبر أن زواج الإخوانى من خارج الإخوان يؤخر نصر الجماعة، قائلاً: «كل هذه الأخطاء فى التربية تؤخر النصر، ورب العزة رب قوانين، إن تنصروا الله ينصركم»، ثم وصل به الأمر إلى توظيف الآية القرآنية «أتستبدلون الذى هو أدنى بالذى هو خير» فى غير موضعها، راسماً بذلك ملامح عنصرية طافحة، وشعوراً زائفاً بأن الإخوان أرقى من غيرهم. وكثير من الأعضاء الذين فكروا فى الإقدام على الخروج عن الجماعة استُخدمت أسرهم فى الضغط عليهم؛ الزوج على زوجته، والزوجة على زوجها، والأم والأب على الأبناء وهكذا. وقد أفلحت هذه الطريقة فى إجبار البعض على أن يستمر ضمن صفوف الجماعة، وأن يكبت مشاعره ويخفى تذمره حتى لا يهدم أسرته أو يظهر بمظهر من يعصى أهله الأقربين. (ونكمل غداً إن شاء الله تعالى) نقلاً عن جريدة "الوطن" .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تشريح الأسرة الإخوانية 2  3 تشريح الأسرة الإخوانية 2  3



GMT 16:03 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 16:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 15:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واقعية «سرقات صيفية» أم واقعية «الكيت كات»؟

GMT 15:52 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

خليط من الأحاسيس

GMT 15:49 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مصطفى مشرفة

GMT 15:45 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فوكوياما وترامب!

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح مثقفا!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 03:36 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أهم صيحات المكياج لشتاء2018

GMT 16:14 2016 الإثنين ,22 شباط / فبراير

انتحار شاب "30عامًا" في جماعة قرية اركمان

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

تصميم فندق على هيئة آلة جيتار في أميركا

GMT 04:24 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مصر تقترب من تحديد موقع مقبرة زوجة توت عنخ آمون

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

تنظيم حملة للتبرع بالدم في جرسيف

GMT 06:27 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

ساندرا تشوي تبحث أحدث صيحات الموضة مع "جيمي تشو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib