الثورة لدى نجيب محفوظ 2
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

الثورة لدى نجيب محفوظ (2)

المغرب اليوم -

الثورة لدى نجيب محفوظ 2

عمار علي حسن

  لكن ثورة 19 العظيمة لم تلبث أن تخبو فى ذهن أبطال روايات وقصص نجيب محفوظ، بل يشعر بطلها الأول وزعيمها سعد زغلول، بأن كل شىء يتسرب من حوله. ويستدل على هذا من حديث الكاتب عامر وجدى أحد أبطال «ميرامار» وهو يتذكر حوارا دار بينه وبين سعد عام 1925، حيث يقول له: «ها أنا شبه سجين فى بيتى وعرائض التأييد تزف إلى الملك»، وحين يواسيه قائلا: «زيف وكذب يا دولة الزعيم» يرد سعد متحسرا: «حسبت الثورة قد طهرت النفوس من ضعفها». وفى كتاب «فى حضرة نجيب محفوظ» ينقل محمد سلماوى عن أديبنا الكبير أنه شارك فى المظاهرات التى أعقبت ثورة 19، وكانت أول مظاهرة شارك فيها هى التى اندلعت فى ركاب الخلاف بين سعد زغلول والملك فؤاد عام 1924، وكان عمر محفوظ يومها لا يتعدى ثلاثة عشر عاما. والمرة الثانية كانت عام 1929 أثناء حكومة محمد محمود الثانية، وطارده ضابط هو وصديقه فلاذ محفوظ ببيت الأمة. والثالثة كانت ضد إسماعيل صدقى، وتعرض لمطاردة أيضاً لكنه هذه المرة لاذ ببيت فى حارة ضيقة، وتمكن من الهرب إلى سطح بيت مجاور. أما فى ثنايا النص السردى فإن محفوظ يتذكر كل هذا فى الحلم الثامن من «رأيت فيما يرى النائم» حين يقول البطل: «رأيت فيما يرى النائم أننى عيسى بن هشام بطل مقامات الهمذانى ومريد أبى الفتح السكندرى، وأننى أعبر ميدانا فى مكان وزمان غامضين، وترامى إلىّ هتاف مدو بحياة الاستقلال وسقوط الحماية، ثم وجدتنى على حافة مظاهرة ضخمة تحدق بخطيب مفوه جهير الصوت، عرفته رغم بعده عنى بزيه الأزهرى وهو يمدد داعيا للثورة والفداء. وهجم الفرسان الإنجليز فنشبت معركة ثم وجدتنى وجها لوجه مع الخطيب قريبا من مدخل جامع. قلت له: أنت أبوالفتح السكندرى خطيب الثورة الحرة. فقال بحزن ملتهب: نفوا الزعيم الجليل نفاهم الله من الوجود». ومع هذا تبدو الثورة فى نظر محفوظ أحيانا نوعا من الجيشان العاطفى الذى لا يبحث عن معقول ولا منطق، إنما يستجيب لنداء الرغبة العارمة فى التمرد والتحرر وكسر القيود. ونفهم هذا من الحوار الذى دار بين ابن وأبيه فى «حكايات حارتنا»، فالولد اشترك فى المظاهرة من دون أن يعرف هدفها وغايتها ومسارها ومطالبها. فحين يسأله الأب: «هل عرفت وجه الخلاف بين سعد والملك؟» فيرتبك، ثم يأتى بإجابة عابرة لا ترد على السؤال مباشرة: «نحن مع سعد ضد الملك»، فيرد الأب: «عظيم. ماذا كان هتافكم فى عابدين؟»، فيجيب: «سعد أو الثورة»، فيسأله: «ما معنى ذلك؟»، فيصمت ويطرق مفكرا ثم يقول: «معناه واضح. سعد أو الثورة». وتذهب ثورة 19 بأيامها المستقرة فى أعماق محفوظ ليجد نفسه بعد ثلاثة وثلاثين عاما أمام ثورة جديدة، وقف على مسافة منها، ولم يعلق عليها آمالا، ولم ير فى زعمائها ما رآه فى سعد زغلول، بل انعقد لسانه من الدهشة وآثر الترقب، فامتنع عن الكتابة ما يربو على خمس سنوات، ثم عاد ليعمل قلمه فيها ناقدا وناقما ومتسائلا. ويوزع كل هذه المشاعر والمواقف على رواياته «ثرثرة فوق النيل» و«الكرنك» و«قشتمر» و«يوم قتل الزعيم» و«الباقى من الزمن ساعة» و«ميرامار»، متأرجحا بين قديم لا يراه شرا خالصا، وجديد لا يطمئن إليه. أو بمعنى أدق بين شعوره الجارف بالحرية ورغبته الملحة فى تحقيق العدل. ويعبر حوار بين حسنى علام وسرحان البحيرى، من شخصيات «ميرامار»، عن هذا بجلاء: - «نحن مؤمنون بالثورة، ولكن لم يكن ما سبقها فراغا كله. فقال بعناد مثير: - بل كان فراغا. - كان الكورنيش موجودا قبلها، كذلك جامعة الإسكندرية. - لم يكن الكورنيش للشعب، ولا الجامعة». ونكمل غدا إن شاء الله تعالى.   نقلًا عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الثورة لدى نجيب محفوظ 2 الثورة لدى نجيب محفوظ 2



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 10:47 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

سعادة غامرة في يونيون برلين بعد عودة جماهيره

GMT 02:45 2020 الأحد ,19 إبريل / نيسان

ديكورات غرف سفرة مودرن

GMT 18:04 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

الصين تنشر الصورة الأولى لـ"فيروس كورونا" القاتل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib