همسات لها أجنحة
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

همسات لها أجنحة

المغرب اليوم -

همسات لها أجنحة

عمار علي حسن

منذ رحيل كاتبنا الكبير الأستاذ أنيس منصور، لم أقرأ عبارات شاعرية مكثفة، كل منها تنطوى على حكمة سابغة وقيمة إنسانية عميقة وتفاعل خلاق مع حركة الحياة، إلا بقراءة كتاب من جزأين للكاتب والشاعر والصحفى المصرى الأستاذ سلطان الحجار، المقيم بدولة الإمارات العربية المتحدة حاليا؛ حيث يعمل فى جريدة «الاتحاد». فقد أهدانى كتابه ومعه روايتان أبدعهما عن ثورة يناير، الأولى بعنوان «فراشة الميدان» والثانية «نشاطة سياسية»، كلتاهما تنطلق من الواقع القاسى الذى قاد إلى انفجار الثورة، ثم تتابعان تطورها وتأرجحها بين أيدى ثوار أنقياء حالمين وأدعياء انتهازيين ينتظرون فى مكر أن تسقط كل الثمار فى أيديهم. يعرّفنا الكاتب على بطلة روايته الأولى قائلا: «فراشة الميدان اختارت التمرد على واقع شعب طريد.. حاولت أن تمتص رحيق الحرية من ورد الجناين، لكنها رحلت برصاصة غدر لتدفع ثمن بقاء وطن»، أما روايته الثانية فتحكى سيرة «ناشطة سياسية» من الألف إلى الياء، مستلهمة شخصيات نعرفها فى الواقع، لكن الكاتب يضيف إليها من خياله الكثير. وفى الروايتين يتفاعل «الحجار» مع الثورة، فى غربته. تلك الغربة التى يقول بشأنها فى قصيدة له: «الغربة/ دفتر ورق/ حكايات/ على صفحات/ عرق/ آهات/ عمر راح/ وغرق..»، وذلك الاغتراب الذى يراه أيضا: «عضة ألم/ تنهش/ عرض الأيام/ تهتك/ ذكريات وطن، وطيف علم/ يرقص على لحن العدم/ يرفرف فى سماء/ تمطر جرحا/ على جسد هرم»، وهذا المغترب الذى هو فى نظره: «بقايا إنسان/ يطوى: أوجاع قدم/ هائم/ على سطح الندم/ ينادى الحنين/ من خلف الزمن/ يناجى ولد/ يرضع/ من ثدى الحزن/ ويبكى فراق السند». لكن الجزء الفارق فى كتابات «الحجار» هو همساته الشجية العميقة، التى يقول عنها الأديب العراقى جعفر عباس فى تقديمه للجزء الثانى منها: «أول استنتاج توصلت إليه فور قراءة هذه الهمسات هو أن صاحبنا سلطان الحجار يكره المعلبات، وقرر من ثم أن يخرج علينا بنصوص تليغرافية مكثفة، ولكن حُبلى بالمعنى. ففى عبارات موجزة يقول لنا رأيه فى الناس والعلاقات الإنسانية والاجتماعية.. هذا دفتر صغير الحجم لكنه كامل الدسم، ومع هذا فهو خالٍ من الكوليسترول الذى يصيب الدماغ بالإرهاق». والحقيقة أن وصف «عباس» غاية فى الصحة والدقة؛ إذ يتميز «الحجار» فى هذا النوع من الكتابة بشكل لافت، ليمنحنا «كبسولات» فى كل شىء وكل معنى، السياسة والمجتمع والتاريخ والدين والسمات البشرية والحالات النفسية، علاوة على نصائح موزعة فى اتجاهات عديدة. وقد آثرت، فى هذا المقام، أن أختار بعض هذه العبارات المصفاة لأبرهن للقارئ العزيز على ما أقول: - «كثيرة هى المجتمعات التى تعيش على فضلات الأخلاق». - «السياسة قد تكون اللعبة الوحيدة التى يخسر فيها الطرفان». - «اليوم الوحيد الذى لا تبكى فيه هو يوم موتك؛ لأن هناك آخرين يقومون بذلك». - «لا تنظر إلى الجانب الآخر من الشاطئ؛ فالذين هناك قد يكونون أكثر سوءاً». - «فى الخريف تتحرر الأشجار من أوراقها، وفى الحياة هناك بشر يتحررون من جذورهم». - «الديكتاتور شخص اعتاد على فرض رأيه، بعد أن اكتشف أن حوله أناساً بلا رأى». - «العازب إنسان عاقل، لديه يقين بأن المأذون يمثل خطرا على حياته». - «النكد بضاعة نسائية يتم طرحها فى سوق الرجال فقط». - «هناك من يصف المرأة بالمخلوق الضعيف، رغم أنها تنجب رجالا يدمرون العالم». - «إذا كان القانون لا يحمى المغفلين، فإننا جميعا بلا حماية». - «الصحافة الحكومية ورقة توت تمنع تعرية المسئولين أمام الشعوب». - «الحلاق يرى أن الصلع هو أخطر أمراض البشر على الإطلاق». - «للأسف فلسطين هى الدولة الوحيدة التى تتفاوض مع المحتل تحت مبدأ ألا يغتصب كل أراضيها». - «المجنون شخص فقد عقله نتيجة عدم قدرته على تحمل جنون الآخرين». وهكذا ينهمر قلم «الحجار» بمئات العبارات على شاكلة ما سبق، وهو فن رائع رائق، قد تناقض بعض مقولاته بعضها، وقد تحوى حكما قاسيا، أو انطباعا عابرا، لكنه فى كثير من الأحيان يصيب كبد الحقيقة، وفى كل الأحوال يثير الخيال، ويعبر عن المتاهة التى يدور فيها الإنسان طيلة حياته وهو يتقلب على أشواق إلى الحرية والجمال والحق والعدل. نقلًا عن "الوطن" المصرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

همسات لها أجنحة همسات لها أجنحة



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:56 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024
المغرب اليوم - الوجهات السياحية المفضلة للشباب خلال عام 2024

GMT 17:41 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

لا تتردّد في التعبير عن رأيك الصريح مهما يكن الثمن

GMT 08:33 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحوت الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 16:23 2020 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 18:27 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميداليتان للجزائر في الدورة المفتوحة للجيدو في دكار

GMT 17:40 2019 الجمعة ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

نجم ليفربول يشعل مواقع التواصل بمبادرة "غريزية" غير مسبوقة

GMT 14:14 2018 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

متزوجة تعتدي على فتاة في مراكش بسبب سائح خليجي

GMT 10:41 2018 الجمعة ,26 كانون الثاني / يناير

عروض فرقة الفلامنكو الأندلسية على مسرح دونيم الفرنسي

GMT 16:22 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

جدول أعمال مجلس الحكومة المغربية في 25 كانون الثاني
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib