المحنة الطائفية والمذهبية

المحنة الطائفية والمذهبية

المغرب اليوم -

المحنة الطائفية والمذهبية

عمار علي حسن

أرسل لى الأستاذ رفعت عبدالرحمن إمام، وهو مدرس لغة عربية وإمام وخطيب مسجد الفاروق بأسوان، مبادرة باسم «الوسطيون الحضاريون»، لمواجهة المحنة والفتنة الطائفية والمذهبية التى نعيشها فى الوقت الراهن، وها هى نصاً كما وصلت إلىّ: «كنا نود أن يكون التقاء المذاهب الإسلامية الكبرى (السنة والشيعة والتصوف) التقاءً فكرياً يثرى حياتنا الفكرية والدينية والسياسية والاقتصادية ويساعد فى نهضة الأمة الإسلامية، وذلك فى ظل الحرية التى انتزعتها شعوب المنطقة العربية والثورة المعلوماتية وسهولة الوصول والتواصل المباشر بين أبناء المذاهب الإسلامية فى شتى دول العالم.. إلا أنه أخذ شكل الصدام والصراع الطائفى المذموم.. وأصبح من أخطر الأمور التى تعيق تطور الأمة ونهضتها، فما زال فكر التعصب للمذهب الواحد وفكر الإقصاء والثأر هو المسيطر والسائد بين كافة أبناء المذاهب الإسلامية، ولا نستثنى منه أحداً. لذا فإننا نطرح هذه المبادرة أمام الشباب المسلم الواعى الذى أتيحت له سبل المعرفة والوصول إلى المعلومات ما لم يتحْ للأجيال السابقة. أولاً: أن يرتقى أبناء جيلنا فوق المذاهب بما حبانا الله من رقى فكرى وعقلى لم يكن لأبناء الأجيال التى سبقتنا، ونتخلى عن التعصب والانتصار للمذهب إلى الانتصار والتعصب للدين.. فإننا نقول مطمئنين إنه لا سبيل إلى الوصول إلى الحقائق الكاملة والحلول الصحيحة المبتكرة.. إلا بالاطلاع والاستماع إلى كافة أطراف ومذاهب الأمة (سنة وشيعة وتصوفاً) واعتبارهم تراثاً إسلامياً واحداً يؤخذ منه ويرد. ثانياً: نأخذ جميعاً ما كان متوافقاً مع كتاب الله والصحيح الثابت من كلام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ومتماشياً مع الحقائق التاريخية الثابتة المسلم بها عند كافة الأطراف. فإن الطامة الكبرى أن كل مذهب يعالج قضاياه الدينية والسياسية والاقتصادية بمعزل عن المذهب الآخر، ونسيت الأمة أن الأمر شورى بين مذاهبها. ثالثاً: يجمعنا حب الله (عز وجل) وحب رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) وحب آل بيته الطيبين الطاهرين محبةً واتباعاً، وليس هذا مبادرة توفيقية أو توافقية تتجاهل الأخطاء أو الخلافات، لكنها مفتاح الحل وليس كل الحل.. فنحن نريد نبذ التعصب الذى يعمى صاحبه عن أخطائه، ويجعله مغروراً بما عنده. وقد توصلنا بفضل الله، وبفضل هذه الرؤية الشاملة الكاملة التى هدانا الله إليها، إلى حلول لكثير من القضايا الخلافية التى تفصل بين أبناء المذاهب. رابعاً: هذه الرؤية وهذا المبدأ العام فى تناول قضايا الأمة يختلف بل وينقض ما استقرت عليه المذاهب من ضرورة وحتمية التمسك بالمذهب الواحد، وكادوا أن يقولوا للناس: «إن الله سيسألكم يوم القيامة: ما مذهبكم؟»، وليس ما دينكم! وكأن الرسول (صلى الله عليه وسلم) قال: من أخذ من غير مذهبه فاقتلوه! خامساً: نريد مِن كل مَن قرأ هذه الرسالة ووعاها وناقشها أن يساهم فى نشرها والدعوة إليها.. فنحن فى هذا الدرب سائرون وبطريق الحق قائمون». انتهت الرسالة. ولا شك أن هذه الرسالة تصادف وقتها، حيث نواجه التعصب الأعمى الذى يجعل أتباع «جماعة» أو «تنظيم» أو «فصيل» أو «فرقة» يعتقدون أنهم على الحق ومن دونهم على الباطل، وأنهم يجسدون «الطريق المستقيم» أو «صحيح الإسلام» وأن غيرهم على الضلال المبين، مع أن الحضارة الإسلامية عاشت سبعة قرون سيدة على الدنيا بفضل سماحتها وإيمانها بالتعددية المذهبية والفكرية، وكانت قادرة على تطويق واحتواء أصحاب الأفكار الشاذة والغريبة التى تتسم بالتشدد والتنطع ويدعى أصحابها أن الله قد أوكلهم للحديث باسمه ورفع راية دينه فى الأرض.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المحنة الطائفية والمذهبية المحنة الطائفية والمذهبية



GMT 23:46 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

القطب التيجاني... وحماية المستهلك الروحي!

GMT 23:34 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

هل ستتفتح زهور الصين وتثمر في أفريقيا؟

GMT 23:31 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

كيف نفسر البلطجة الإسرائيلية؟

GMT 23:26 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

قصة وعِبرة!

GMT 23:21 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

عن يمين وشمال

GMT 20:14 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

جوال قتّال

GMT 20:12 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدهناء وبواعث الشجن

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:49 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

فيلم نادر يكشف سراً عن منى زكي
المغرب اليوم - فيلم نادر يكشف سراً عن منى زكي

GMT 22:07 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"عنكبوت" فيراري ينطلق بقوة 1000 حصان نسخة مكشوفة من SF90

GMT 08:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

يارا تظهر بإطلالة مثيرة في فستان أخضر مميز

GMT 11:17 2022 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الريال القطرى أمام الجنيه المصرى اليوم الأربعاء 23-11-2022

GMT 14:49 2021 الخميس ,26 آب / أغسطس

4 ساعات غطس للرجل المغامر

GMT 03:18 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

منظمة الصحة العالمية تزف بشرى سارة بشأن "كورونا"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib