عن المنيا التى أحبها
منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد الشرطة البرازيلية تعتقل خمسة أشخاص متورطين في محاولة انقلاب خططوا فيها لقتل الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونائبه جيش الاحتلال يُفيد بإصابة نحو 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة فقط استشهاد أكثر من 43970 فلسطينيًا وإصابة 104,008 آخرين منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر استقالة رئيس أبخازيا أصلان بجانيا بعد احتجاجات ضد اتفاقية استثمارية مع روسيا السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر
أخر الأخبار

عن المنيا التى أحبها

المغرب اليوم -

عن المنيا التى أحبها

عمار علي حسن

تأخذنى طائرات وقطارات إلى مدن فى مشارق الأرض ومغاربها لكن يبقى للمنيا، الوديعة المجهدة، ألق الدهشة الأولى، وفيض الحنين الجارف، والذكريات التى لا تغرب أبداً، إلى شوارعها التى تنساب فى جهات ثلاث، والنيل المسافر بجانبها فى وقار، يعانق جبلاً أشمّ، يمنحها صلابة تقوّيها على ظروفها الصعبة. قد لا تكون المنيا استثناء بين مدن الآمال المؤجلة، التى تتقاطر كعقد الجمان المنطفئ على جانبى شريط السكة الحديد الذى يشق الصعيد من ناصيته حتى أخمص قدمه الفتية القوية، وليست استثناء أيضاً فى منحها مصر رجالاً سمراً أشداء، ولا مفكرين بقدر طه حسين، أو شيوخاً بقامة الأخوين مصطفى وعلى عبدالرازق، ولا نساء جريئات طموحات عارفات مثل هدى شعراوى.. فمدن مصر معطاءة، كل على قدر طاقتها. لكن المنيا استثناء فى قسوة الأحوال، وضيق ذات اليد. فهى إن كانت تشاطر مدن الصعيد غياب الاستثمارات الخاصة الكبيرة والمشروعات العامة القادرة على استيعاب فائض شبابها، فهى فقيرة فى رقعتها الزراعية، إذ يضيق الوادى عندها ليصبح شريطاً أخضر ضئيلاً، تهاجمه الصحراء الغربية بضراوة، وتحده هضبة البحر الأحمر بصرامة. ومع ازدياد حجم سكانها، تتهاوى المنيا، بمدنها وقراها ونجوعها، إلى أسفل سلم «التنمية البشرية» فى مصر، لتستقر فى ذيل القائمة، حاملة رقم ستة وعشرين، بصبر لا يلين. هذه الظروف القاسية جعلت أكثر المشروعات رواجاً فى مدينة المنيا هى المقاهى. وتلك ظاهرة لا تخطئها عين، فعلى ضفتى شارع «الحسينى»، الذى يصل أبعد طرفين فى المدينة، تتراص المقاهى، غارقة وسط سحب الدخان الأسود، والأبخرة المتصاعدة من أكواب ساخنة، يرتشفها شباب يجلسون فى استسلام يروضون الوقت، ربما منذ أن تحلّ الشمس فى قلب السماء حتى الهزيع الأخير من الليل. وحين يهدّهم تعب الجلوس، ينفضون ملابسهم، ويتفرقون فى الشوارع الضيقة المكللة بالهدوء إلى بيوتهم، انتظاراً ليوم جديد من البطالة الممقوتة. وتعيش المنيا رواسب ثقافة «مجتمع الموظفين»، ورغم أن الوظيفة الحكومية قد تبخرت وكادت أن تكون واحدة من المستحيلات، ومع أن الموظفين باتوا، بعد المد الانفتاحى الذى اجتاح مصر بدءاً من عام 1974، من شريحة المساكين الذين يستحقون الصدقة، ينتظر شباب المنيا الملازمون المقاهى، مقعداً متهالكاً على مكتب صدئ بمؤسسة بائسة، لا تنتج شيئاً، وتعيش عالة على خزينة الدولة التى أتى الفساد والكسل على أغلب ما فيها. قلة من شباب المنيا تتمرد على الكسل وتقتل الانتظار وتحمل أمتعتها وتسافر إلى الشمال فى مغامرات لا تتوقف، أو تفرّ خارج القطر المصرى كله، بحثاً عن أرض براح ورزق وفير، وشعارها الدائم «فى السفر سبع فوائد».. يتفرقون فى بلاد الناس، وترحل بهم السنوات، لكن أحداً منهم ليس بوسعه أن ينسى وداعة المنيا، ولا أُلفتها، وصحبة ناسها الطيبين، وليس بإمكانه أن يطرد الحسرة التى تنشب أظافرها الحادة فى روحه، حين يتذكر آلاف الشباب الجالسين على المقاهى يحملقون فى الفراغ، ويطلقون أمام أفواههم هالات متلاحقة من سحب صغيرة سوداء. نقلاً عن جريدة " الوطن" .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن المنيا التى أحبها عن المنيا التى أحبها



GMT 16:03 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 16:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 15:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واقعية «سرقات صيفية» أم واقعية «الكيت كات»؟

GMT 15:52 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

خليط من الأحاسيس

GMT 15:49 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مصطفى مشرفة

GMT 15:45 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فوكوياما وترامب!

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح مثقفا!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 03:36 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أهم صيحات المكياج لشتاء2018

GMT 16:14 2016 الإثنين ,22 شباط / فبراير

انتحار شاب "30عامًا" في جماعة قرية اركمان

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

تصميم فندق على هيئة آلة جيتار في أميركا

GMT 04:24 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مصر تقترب من تحديد موقع مقبرة زوجة توت عنخ آمون

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

تنظيم حملة للتبرع بالدم في جرسيف

GMT 06:27 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

ساندرا تشوي تبحث أحدث صيحات الموضة مع "جيمي تشو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib