عن المنيا التى أحبها
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

عن المنيا التى أحبها

المغرب اليوم -

عن المنيا التى أحبها

عمار علي حسن

تأخذنى طائرات وقطارات إلى مدن فى مشارق الأرض ومغاربها لكن يبقى للمنيا، الوديعة المجهدة، ألق الدهشة الأولى، وفيض الحنين الجارف، والذكريات التى لا تغرب أبداً، إلى شوارعها التى تنساب فى جهات ثلاث، والنيل المسافر بجانبها فى وقار، يعانق جبلاً أشمّ، يمنحها صلابة تقوّيها على ظروفها الصعبة. قد لا تكون المنيا استثناء بين مدن الآمال المؤجلة، التى تتقاطر كعقد الجمان المنطفئ على جانبى شريط السكة الحديد الذى يشق الصعيد من ناصيته حتى أخمص قدمه الفتية القوية، وليست استثناء أيضاً فى منحها مصر رجالاً سمراً أشداء، ولا مفكرين بقدر طه حسين، أو شيوخاً بقامة الأخوين مصطفى وعلى عبدالرازق، ولا نساء جريئات طموحات عارفات مثل هدى شعراوى.. فمدن مصر معطاءة، كل على قدر طاقتها. لكن المنيا استثناء فى قسوة الأحوال، وضيق ذات اليد. فهى إن كانت تشاطر مدن الصعيد غياب الاستثمارات الخاصة الكبيرة والمشروعات العامة القادرة على استيعاب فائض شبابها، فهى فقيرة فى رقعتها الزراعية، إذ يضيق الوادى عندها ليصبح شريطاً أخضر ضئيلاً، تهاجمه الصحراء الغربية بضراوة، وتحده هضبة البحر الأحمر بصرامة. ومع ازدياد حجم سكانها، تتهاوى المنيا، بمدنها وقراها ونجوعها، إلى أسفل سلم «التنمية البشرية» فى مصر، لتستقر فى ذيل القائمة، حاملة رقم ستة وعشرين، بصبر لا يلين. هذه الظروف القاسية جعلت أكثر المشروعات رواجاً فى مدينة المنيا هى المقاهى. وتلك ظاهرة لا تخطئها عين، فعلى ضفتى شارع «الحسينى»، الذى يصل أبعد طرفين فى المدينة، تتراص المقاهى، غارقة وسط سحب الدخان الأسود، والأبخرة المتصاعدة من أكواب ساخنة، يرتشفها شباب يجلسون فى استسلام يروضون الوقت، ربما منذ أن تحلّ الشمس فى قلب السماء حتى الهزيع الأخير من الليل. وحين يهدّهم تعب الجلوس، ينفضون ملابسهم، ويتفرقون فى الشوارع الضيقة المكللة بالهدوء إلى بيوتهم، انتظاراً ليوم جديد من البطالة الممقوتة. وتعيش المنيا رواسب ثقافة «مجتمع الموظفين»، ورغم أن الوظيفة الحكومية قد تبخرت وكادت أن تكون واحدة من المستحيلات، ومع أن الموظفين باتوا، بعد المد الانفتاحى الذى اجتاح مصر بدءاً من عام 1974، من شريحة المساكين الذين يستحقون الصدقة، ينتظر شباب المنيا الملازمون المقاهى، مقعداً متهالكاً على مكتب صدئ بمؤسسة بائسة، لا تنتج شيئاً، وتعيش عالة على خزينة الدولة التى أتى الفساد والكسل على أغلب ما فيها. قلة من شباب المنيا تتمرد على الكسل وتقتل الانتظار وتحمل أمتعتها وتسافر إلى الشمال فى مغامرات لا تتوقف، أو تفرّ خارج القطر المصرى كله، بحثاً عن أرض براح ورزق وفير، وشعارها الدائم «فى السفر سبع فوائد».. يتفرقون فى بلاد الناس، وترحل بهم السنوات، لكن أحداً منهم ليس بوسعه أن ينسى وداعة المنيا، ولا أُلفتها، وصحبة ناسها الطيبين، وليس بإمكانه أن يطرد الحسرة التى تنشب أظافرها الحادة فى روحه، حين يتذكر آلاف الشباب الجالسين على المقاهى يحملقون فى الفراغ، ويطلقون أمام أفواههم هالات متلاحقة من سحب صغيرة سوداء. نقلاً عن جريدة " الوطن" .

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عن المنيا التى أحبها عن المنيا التى أحبها



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 10:47 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

سعادة غامرة في يونيون برلين بعد عودة جماهيره

GMT 02:45 2020 الأحد ,19 إبريل / نيسان

ديكورات غرف سفرة مودرن

GMT 18:04 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

الصين تنشر الصورة الأولى لـ"فيروس كورونا" القاتل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib