مرسى وله حوار

مرسى وله حوار

المغرب اليوم -

مرسى وله حوار

عمار علي حسن

حال السيد الدكتور المهندس محمد مرسى كحال من يدعو البعض إلى مائدة طعام، وحين يسألونه عن الأصناف التى سيأكلونها، يلتهم المائدة كلها، ثم يدعوهم ليتناقشوا حول أفضل أنواع «الفوار» لهضم ما ابتلع وملأ به بطنه حتى التخمة، وحين يبدون اعتراضاً على تجويعهم يتهمهم بالخيانة أو يرميهم بأنهم راغبون فى الانتحار. فى الحقيقة، من يستأثر بالمائدة هو الذى ينتحر، وإن طال احتضاره، فحجم ما يبلعه أكبر من قدرته على الاستيعاب والتحمل، لاسيما أن معدته ومعدة أهله وعشيرته، مهترئة، سواء بفعل حداثة عهدها بطعام السلطة الدسم، أو بفعل الحالة النفسية المريضة التى تنعكس على الحالة العضوية، والتى يطلق عليها الأطباء «الأمراض النفسجسمية» أو «السيكوماتية»، والتى تأخذ عند البعض صورة اضطراب معدى ومعوى حاد. مثل هذا الاضطراب يؤدى، بلا شك، إلى خروج روائح كريهة، يشمها المصريون الآن، مشبعة بخيانة الثورة والنصب على الثوار، وعدم الإيمان بالوطن وأولوياته لحساب الجماعة وحساباتها الضيقة الصغيرة التافهة، ومحاولة العودة مرة أخرى إلى عهود الاستبداد والقهر والظلام، ورغم أن الجماعة معدومة الذمة والكفاءة، ماضية فى عصر الليمون على أفعالها، فإن الرائحة تزكم الأنوف، والفشل يطاردها كالقدر المطبق. حاولت أن أبحث عن عناوين لهذه المائدة المسمومة التى يسمونها حواراً، والتى ذهب إليها المتأخونون والمؤلفة جيوبهم وبعض حسنى النية ممن يُستدعون للدغة الخامسة على الأقل من جُحر الإخوان، فوجدت أنه من الممكن أن تكون العناوين على النحو التالى: «- مرسى يحاور نفسه.. - مرسى يجالس مرسى.. - مرسى يحاور حوارييه.. - مرسى يحاور أتباعه.. - مرسى يحاور أذنابه.. - مرسى يحاور ذيوله.. - مرسى يلعب بالوقت.. - مرسى يشغل الفراغ.. - مرسى يتسلى.. - مرسى يقود السيرك السياسى.. - مرسى يأكل الخروف ويدعو ضيوفه إلى العظام والأظلاف والفروة.. - السلطة تدلك مرسى وتدلله.. - عنتر ولبلب فى قصر الاتحادية..». كل هذه عناوين تصلح للعبث الذى يقوم به مرسى، وتؤكد ما قاله ذات يوم لإرهابى متقاعد من أمراء الجماعة الإسلامية حين طلب منه أن يعطيه إشارة ليأمر أتباعه بقتل رموز المعارضة: لا تشغل بالك بهم، قتلهم سيجر علينا متاعب دولية لا قبَل لنا بها، دعهم، فهم كالتلاميذ الذين يستيقظون صباحاً فى نشاط وحين يأتى العصر يكونون قد خملوا وناموا. المخلوع مبارك وصل إلى هذا التغطرس بعد ثلاثين عاماً من الحكم، حين أطلق صيحته الشهيرة «خليهم يتسلوا»، لكن مرسى، الذى يتماهى مع جلاده، وصل إلى هذا بعد شهور، فما يعشش فى رأسه من أفكار، وما لاقاه وما يحمله من مهمة لا علاقة لمصر بها، جعله يصل إلى هذه النقطة فى سرعة خاطفة، ويمضى فى طريقه مدعياً القوة، مع أن كل حركاته وسكناته وإيماءاته وتفوهاته تُظهر أنه خائف، لكنه قليل حيلة، تأتيه الأوامر فيعتمدها، وتأتيه الخواطر المضحكة فيدعو منافسيه إلى حوار. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرسى وله حوار مرسى وله حوار



GMT 23:46 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

القطب التيجاني... وحماية المستهلك الروحي!

GMT 23:34 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

هل ستتفتح زهور الصين وتثمر في أفريقيا؟

GMT 23:31 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

كيف نفسر البلطجة الإسرائيلية؟

GMT 23:26 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

قصة وعِبرة!

GMT 23:21 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

عن يمين وشمال

GMT 20:14 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

جوال قتّال

GMT 20:12 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدهناء وبواعث الشجن

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:49 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

فيلم نادر يكشف سراً عن منى زكي
المغرب اليوم - فيلم نادر يكشف سراً عن منى زكي

GMT 22:07 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"عنكبوت" فيراري ينطلق بقوة 1000 حصان نسخة مكشوفة من SF90

GMT 08:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

يارا تظهر بإطلالة مثيرة في فستان أخضر مميز

GMT 11:17 2022 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الريال القطرى أمام الجنيه المصرى اليوم الأربعاء 23-11-2022

GMT 14:49 2021 الخميس ,26 آب / أغسطس

4 ساعات غطس للرجل المغامر

GMT 03:18 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

منظمة الصحة العالمية تزف بشرى سارة بشأن "كورونا"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib