شهداء يحكون ما سيأتى 2  2
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

شهداء يحكون ما سيأتى (2 - 2)

المغرب اليوم -

شهداء يحكون ما سيأتى 2  2

عمار علي حسن

مادت الأرض تحت أقدام المتظاهرين حين فرقع رصاص من الجهة اليمنى للميدان، لكن السماء بقيت على حالها من الهدوء، مفتوحة أمام الروحين اللتين تسعيان فى الأثير نحو أهداف لا يمكن حصرها أبداً. اقتربت روح أحمد من روح حنا وقالت لها: - ما تكشّف لنا أراحنا من الحسرة. - لا تنسى أن ما نراه ليس كل شىء. - لكنه أبعد كثيراً مما يراه أولئك الذين يندفعون بكل كيانهم من أجل الحرية والكرامة، ولديهم شعور جارف بأنهما ثمرتان دانيتان. - لا يدرى أى منهم، أن من سيضعون فى يده ما حصدوه سيسعى إلى الاستئثار به، وأن من سينازعونه لا يقلون عنه أنانية. - الخيانة تلف حبالها الغليظة حول هذا الميدان الفسيح. - ورائحتها العفنة تصل إلى عنان السماء. - لكن الغاضبين الأبرياء لا يدرون عن هذا شيئاً. - لو كان بيدنا لوقفنا فوق عمود النور هذا وقلنا كل شىء. - هذا مستحيل.. مستحيل. - وحتى لو كان ممكناً، هل تعتقد أنهم سيصدقون؟ - لا يصدق أغلب الناس إلا ما فى رؤوسهم من أوهام. - لكن هناك من يتخيل بعض ما سيجرى. - ما سيقع أبعد من أى خيال. - الناس دود فى صخر أصم. - أو أغنام فى مرعى يزحف عليه رمل ساف. - لكن هناك من لا يريد أن يصير دودة ولا نعجة. - هؤلاء هم الأجدر بأن يحيوا، لكنهم أكثر من يدفع الثمن. - لأن أغلب الناس مربوطون من معداتهم. - وهذا ما سيتم اصطيادهم منه، كما تعرف. - وهناك طعوم أخرى للصيد ستظهر وتأخذ كل شىء إلى الوراء. - تقصد من يزعمون أنهم يمتلكون مفاتيح الجنة ومغاليق النار. - نعم. سيزحفون بعد قليل إلى هذا المكان، الذى لم يدر بخلدهم أبداً أنهم سيأتون إليه فى يوم من الأيام، وسيقفون هنا ويصرخون بما لم نقصده أبداً، ويزعمون أنهم كل شىء. - ستراق دماء جديدة هنا. هم لن يدفعوا شيئاً، لكنهم سيجنون أشياء. - إلى حين. - نعم إلى حين. - دعهم يفرحون بما تحت أقدامهم. - طامعون. - وكاذبون. - لكن على قلب رجل واحد. - قطيع، لكن هذه مزيتهم الأصيلة. - لو امتلك منافسوهم نصف ما لهم من توحد واتحاد لما بقى لهم هم أى مكان تحط عليه أقدامهم. دارت الروحان فى الميدان من جديد، بينما الليل يمضى راحلاً فى طريقه، غير عابئ بالدماء التى تلطخ حوافه المضاءة بنور المصابيح الخافتة. توقفتا عند رأس الفتاة الثائرة صفاء. كانت تبحث عن حسن وسط الزحام. هاتفته منذ ساعة وأخبرها أنه فى الميدان. قال لها إنه سيقابلها أمام محل بيع الحقائب المغلق الآن، والذى اشترت له منه قبل الثورة بشهرين حقيبته، وأهدته له فى عيد ميلاده. كانت صفاء تقف والحيرة تسكن ملامحها وعيناها زائغتان تحملقان فى الوجوه التى تظهر قسماتها فى هالات النور. ثم مرقت الروحان فى مروج خضراء لا تبدو لها نهاية، والسعادة تغمرهما، بعد أن تساقطت الهموم إلى غير رجعة، وبدا لهما أن كل ما يتصارع عليه هؤلاء هناك فوق التراب والطين وبين امتدادات الملح الأجاج شىء تافه جداً، لكن أكثر الناس لا يعلمون، بمن فيهم هذا القصير المكروش الذى قفز إلى أعلى فى غفلة من الأيام والناس، فنسى تودده وتذلـله، وانتفخت أوداجه، والتوت شفتاه أكثر، وكاد أن يصرخ بكل ما أوتى من قوة: - أنا ربكم الأعلى. متجاوزاً العتبة التى أوقفها عنده أتباعه الذين شبهوه بالأنبياء وخلعوا عليه ولاية مزعومة لا تعرف إلى نفسه ولا إلى أنفسهم سبيلاً، ولا كل عبيد السلطان فى الأرض. لكن الروحين اللتين تطيران حول الرؤوس فى الميدان كانتا تعرفان جيداً الرؤيا التى قصّتها عجوز على ابنتها المصابة فى الثورة وهى تراها تذبل وتتوجع وتكبر فجيعتها بمرور الأيام. نظرت إليها وفى عينيها دموع متحجرة، وقالت: - فرجه قريب. فتطلعت الفتاة إليها، وتحركت شفتاها المقددتين، وقالتا فى هدوء وارتخاء: - خير. فأغمضت الأم عينيها قليلاً وقالت: - رأيت رجلهم الاحتياطى الذى وضعوه على الكرسى الكبير وهو جالس على الأرض، فوق رأسه لفافة بيضاء، وقدماه مغروستان فى التراب، وعيناه ذاهبتان نحو قرص الشمس المجروح بسكين الغروب. ولم تدرك البنت مغزى ما سمعت، حتى شرحت لها أمها ما تعتقده، مثلما شرحت رؤى ليل سابقة وتحققت. وسمعت تأويل الحلم روحا أحمد وحنا فضحكتا وقالتا معاً: - صدقت. ورأتا معها نهاية كل شىء، حيث راحت الجدران المتعرجة تنهار فوق تلال من الرمل الساف القاحل، وانداح صراخ وعويل فى جنبات المكان. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهداء يحكون ما سيأتى 2  2 شهداء يحكون ما سيأتى 2  2



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 08:46 2014 الثلاثاء ,10 حزيران / يونيو

افتتاح مطعم للفلافل في شارع محمد السادس في مراكش

GMT 08:59 2017 الإثنين ,11 كانون الأول / ديسمبر

12 مغربيًا في وضعية صعبة محتجزون لدى عصابة ليبية

GMT 10:29 2015 الأربعاء ,06 أيار / مايو

الضّعف الجنسي عند الرّجل سببه المرأة

GMT 19:17 2017 السبت ,10 حزيران / يونيو

زكرياء حدراف يصرّ على مغادرة الدفاع الجديدي

GMT 10:25 2017 السبت ,25 شباط / فبراير

عمر هو عمر

GMT 16:22 2013 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

حكاية غريبة لـ"رحى" تساعد النساء على إيجاد العرسان بسرعة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib