الإخوان والسلفيون عناق أم افتراق
منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد الشرطة البرازيلية تعتقل خمسة أشخاص متورطين في محاولة انقلاب خططوا فيها لقتل الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونائبه جيش الاحتلال يُفيد بإصابة نحو 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة فقط استشهاد أكثر من 43970 فلسطينيًا وإصابة 104,008 آخرين منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر استقالة رئيس أبخازيا أصلان بجانيا بعد احتجاجات ضد اتفاقية استثمارية مع روسيا السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر
أخر الأخبار

الإخوان والسلفيون.. عناق أم افتراق؟

المغرب اليوم -

الإخوان والسلفيون عناق أم افتراق

عمار علي حسن

هناك وهْم سيطر على أذهان كثير من المتعجلين والمنافسين والمغرضين بأن الحركة الإسلامية، دعوية كانت أم مسيسة، هى نسيج واحد، أو كتلة واحدة صمّاء، لا فرق بين أجزائها ولا أشتاتها. ويزداد هذا التصور وضوحاً وقوة وقت الاستقطاب السياسى الحاد، حين يرى الناس أتباع هذه الحركة مصطفين فى طابور واحد، فيعتقد الناظر إليهم أنهم بنيان مرصوص. وفى ظل الشد والجذب يزداد عند عتاة المختلفين فى الرأى والاتجاه مع ما اصطُلح على تسميته «الإسلام السياسى» حين يعتبرون أنهم فصيل واحد، وأن ما بينهم من اختلاف أو خلاف ظاهر هو محض توزيع أدوار، أو تعدد زائف فى إطار التوحد والتجانس والتماسك الصارم، الذى يجمع بينهم فى الغاية وكثير من الوسائل وجوانب جلية فى الخطاب. ويروق أحياناً للأجهزة الأمنية أن تضعهم فى «سلة واحدة» وإن كانت تُقسِّمهم لديها فى ملفات داخلية، حتى يسهُل لها التعامل معهم، بالشدة أو اللين. وهناك من يُحيل إلى المنبع أو المصدر الذى ينهل منه الجميع والذى يتماهى ويرتشح ويتمدد فى خطابهم وخُطبهم وتخريجاتهم وفتاواهم وآرائهم ومواقفهم ويقول: إنهم واحد وإن ظهروا أو تظاهروا بغير ذلك. وداخل هذا النسيج العريض المتراوح بين «الصوفى الانكفائى» و«السلفى الجهادى»، ظلت هناك دوماً درجات متفاوتة من التفاعل البينى، أو ذلك الذى يربط كل هؤلاء بغيرهم من الحركات والتيارات والاتجاهات السياسية والفكرية، أو بعوام المجتمع العريض والواسع، الذى يشكل سياقاً حاضناً لكل هذه التفاعلات، الذاهبة والآيبة بين ظهور وخفوت، بلا هوادة ولا انقطاع. من بين هذه التفاعلات تلك التى تربط «جماعة الإخوان المسلمين»، كبرى الحركات الإسلامية المسيّسة، و«السلفية» التى أصبحت أكثر من الإخوان انتشاراً، وربما أمضى أثراً، من الزاويتين الففهية والفكرية والاجتماعية، لا سيما بعد أن تمكن نهجها من رؤوس بعض قيادات الإخوان أنفسهم، «فـتسلفوا» وراحوا يبتعدون تدريجياً عن «التصور المتوازن» الذى أطلقه مؤسسهم ومرشدهم الأول الشيخ حسن البنا، مغلبين كون الجماعة «دعوة سلفية» على كونها «حقيقة صوفية». لكن تبقى العلاقة بين الإخوان والسلفيين بمصر فى حاجة ماسة إلى المراقبة الدائمة، حتى نشهد تبدُّلاتها، عناقاً وفراقاً، مع توالى الأحداث والوقائع، وتغيُّر المصالح، لا سيما فى ظل عملية السيولة السياسية التى أعقبت ثورة 25 يناير. *** ملاحظات أولية هناك أربع ملاحظات أساسية يجب ذكرها أولاً قبل الإجابة عن السؤال المركزى فى هذا المقام، وهو: ما طبيعة العلاقة بين الإخوان والسلفيين فى مصر؟ 1 - إن السلفية فى مصر، كما هى فى غيرها من البلدان الإسلامية، ليست طريقاً واحداً، سواء من حيث دوائر الاعتقاد، أو المناهل الفقهية التى تغرف منها، أو توجهاتها حيال القضايا الحياتية المطروحة، وموقفها من الجماعات والتنظيمات والفِرق الإسلامية الأخرى. 2 - إن الإخوان أيضاً لم يعدوا، على المستوى الواقعى، جماعة واحدة، رغم أن الظاهر يطرح هذا ويلح عليه دوماً. فهناك مجموعة «محافظة» أقرب إلى «الفكر السلفى» و«القطبى»، نسبة إلى «سيد قطب»، باتت متحكِّمة فى الجماعة، لكن هذا لا يمنع أن هناك من لا يزال مخلصاً للفكرة الرئيسية التى وُلدت الجماعة فى رحابها، وتأسست عليها، وانطلقت منها، والتى وضعها وهندسها حسن البنا. وهذا الفريق يميل إلى سلفية رشيد رضا، المعتدلة، ويبتعد عن أنماط من السلفية المتشددة التى تتزاحم على رقعة الحياة فى الوقت الراهن. 3 - لا يقف السلفيون والإخوان بمفردهم فى الساحة الاجتماعية والدينية والسياسية، إذ توجد أنماط أخرى من التديُّن والتوجه السياسى، تتجاور مع هاتين الكتلتين، وبينهما حدوداً للتجاذب والتنافر. مثل الطُرق الصوفية، التى باتت نازعة إلى السياسة عقب الثورة، والجماعة الإسلامية التى راجعت أفكارها وتخلت عن العنف وانتهجت سُبل التغيير السلمى، وتنظيم الجهاد الذى لا يزال بعضه يميل إلى حمل السلاح، وجماعات وأحزاب تتبنى تصوراً إسلامياً معتدلاً، لا ينفر من الثقافة المدنية. 4 - إن الحدود مفتوحة أمام الأفراد للتحرك داخل رقعة الحركة الإسلامية أو الاستدفاء بنسيجها العريض، لا سيما بعد أن صار لها تمثيل سياسى شرعى، فالإخوانى يُمكن أن يتزحزح دينياً بشكل تدريجى إلى التصوف مغبوناً من التيار المحافظ الذى يُسيطر على الجماعة، أو سياسياً إلى «التيار المدنى» الذى يتفاعل معه إيجابياً قطاعٌ من شباب الإخوان، الذين كوّنوا ما يسمى بـ«التيار المصرى» أو الذين تحلقوا حول القيادى الإخوانى عبدالمنعم أبوالفتوح، الذى خرج عن طوع الجماعة، وكونوا حزب «مصر القوية». كما يمكن للسلفى أن يتزحزح قليلاً، ولو من باب الانتفاع، نحو جماعة الإخوان، التى تُفضل أن يكون المنضمون إليها من الشباب الصغار حتى يمكن لها أن تربيهم على يدها، أو نحو ذراعها السياسية حزب «الحرية والعدالة» المفتوح من الناحية القانونية أمام كل المصريين. وهذا الأمر يمكن أن ينطبق على بعض المتصوفة الباحثين عن منفعة، أو المقتنعين بأن الالتفاف حول المجموعة التى وصلت إلى السلطة من بين فصائل وجماعات التيار الإسلامى بات أمراً ضرورياً. *** هندسة العلاقة بين الإخوان والسلفيين فى ضوء الملاحظات التى ذكرتُها سابقاً، يمكن القول إن علاقة السلفيين بالإخوان فى مصر تتوزع على ثلاثة أشكال هندسية، على النحو التالى: (أولاً) التوازى: لم تكن النشأة الأولى لبعض دعاة السلفية بعيدة عن جماعة الإخوان، سواء فكرياً أو تنظيمياً، لكنهم افترقوا عنها تباعاً، من منطلق أن ما هى عليه من تصورات لا تعبر من وجهة نظرهم عن صحيح الإسلام. وقاد هذا الموقف إلى وقوع صدامات بين الطرفين عام 1980، لا سيما فى جامعة الإسكندرية، التى كان التيار السلفى قد بدأ يشق طريقه فيها متأثراً بالأفكار التى يطرحها محمد إسماعيل المقدم. وبعدها أخذ كل من الإخوان والسلفيين يتصرفون فى كثير من الأحيان على أنهم بين فريقين متنافسين، يوازى كل منهما الآخر، ويسعى إلى الانتصار الدعوى عليه فى نهاية المطاف، حتى ظهر هذا بجلاء خلال الانتخابات التشريعية التى أعقبت ثورة يناير. «السلفية» ليست طريقاً واحداً وتختلف فى الاعتقاد والمناهل الفقهية.. ولم تعد «الإخوان» جماعة واحدة.. ويسيطر عليها مجموعة «محافظة» أقرب إلى «الفكر السلفى» و«القطبى» وكان أحد أهداف السلفيين من الدخول إلى غمار الساحة السياسية المباشرة، التى كانوا يفضلون الابتعاد عنها فيما سبق، هو عدم تركها كليةً للإخوان، نظراً لمخاوف مبرّرة لديهم من أن استيلاء جماعة الإخوان الكامل على السلطة سيجعلها بالضرورة نازعة إلى الاستيلاء على منابر الوعظ، لنشر دعوتهم، وحرمان السلفيين من هذه المزية التى تمتعوا بها طويلاً فى مقابل ابتعادهم عن السياسة فى مرحلة ما قبل ثورة يناير. ويعزى هذا التوازى بالنسبة للسلفيين إلى مسائل فقهية أو فكرية، إذ يرون أن الإخوان تخلوا عن الكثير من مقتضيات الدين فى سبيل تحصيل المكاسب السياسية، ويُوجّهون نقداً لاذعاً إلى مؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا، الذى يبدو فى نظر غلاة السلفية «رجلاً ضل وأضل». وفى مجال السياسة يبلغ الخلاف بين الطرفين أشده فى قضيتى ولاية المرأة والمسيحى، فبينما يُبدى الإخوان مرونة فى هذا الصدد، يتشدد السلفيون حيالهما إلى أقصى حد، مرجعين هذا إلى مسائل عقدية وفقهية لا تفريط فيها بالنسبة لهم. ويمتد الأمر إلى السياسة الخارجية، حيث يضغط السلفيون دوماً بغية تصليب الموقف الإخوانى المستعد لإبداء مرونة حيال إيران. كما لا تروق لهم سياسة الرئيس الإخوانى محمد مرسى إزاء إسرائيل والغرب عموماً. وفى ظلال هذه المواجهة ينظر الإخوان إلى السلفيين باعتبارهم من أبرز القوى المهدِّدة لهم فى المجتمع المصرى، إن لم تكن أقواها على الإطلاق فى المرحلة الراهنة، وينظرون باندهاش وخوف إلى المكسب الكبير الذى حققه السلفيون فى الانتخابات البرلمانية، رغم أن عملهم فى المجال السياسى المباشر لم يكن قد تعدى بضعة أشهر. ويرتاب الإخوان فى أن السلفيين تقدموا فى زمن قياسى ليخطفوا جزءاً كبيراً من الحصاد الذى ظلت الجماعة تزرعه وترعاه على مدار ثمانية عقود من الزمن. ويخشى الإخوان من أن تؤثر امتدادات السلفيين خارج مصر، بحكم الروابط التى تصلهم بالوهابية وغيرها، على توظيفهم كأداة فى أيدى جهات أجنبية، لا سيما خليجية، لا يروق لها حكم الإخوان، وليس من مصلحتها تقدُّم مشروعهم ونجاحهم، لأن هذا سيدفعهم ويغريهم إلى تحريك المجموعات الإخوانية الطافية على السطح والغاطسة فى تلك الدول ضد الأنظمة الحاكمة هناك. علاوة على أن بعض الموسرين فى الخليج ممن يعتنقون التصور السلفى تغبنهم سيادة الرؤية الإخوانية وانتصارها فى العالم الإسلامى من شرقه إلى غربه، والذى يبقى دوماً ساحة مفتوحة للصراع أو التنافس بين الجانبين، سواء كان ظاهراً عياناً بياناً أو مستتراً مخفيًّا يدور تحت السطح. وهذا صراع على نشر الرؤية والمسار، وتجنيد الأتباع، ومن ثمّ تحصيل السلطة والثروة، وتمثيل الإسلام أمام العالم. (ثانياً) التقاطع: وهذا التقاطع أو التلاقى يعود إلى أمور فكرية وحركية فى آن، وكلاهما يتعرض للتغيير المستمر والدائب، وفق ما يتم تداوله فى السوق الفقهية من ناحية، والمصالح المتجددة من ناحية ثانية. فهناك تلاقٍ بين الإخوان والسلفيين فى قضايا عدة، منها التوجُّه الاقتصادى ذى الطابع الرأسمالى، والذى يتبناه الطرفان، مدللين على هذا بنصوص وإحالات وتأويلات مفرطة، منطلقين من أساس وهو «حق الملكية الخاصة»، من دون وضع حدود لها وعليها، سوى ما على المسلم من زكاة وصدقة. ويتلاقى الجانبان أيضاً فى سعيهما إلى تحقيق هدف واحد، وإن اختلف تصور كل منهما له، ألا وهو «أسلمة المجتمع»، وتتشابه رؤيتهما للعالم إلى حد كبير، لا سيما بعد أن زحف الفقه السلفى إلى النفس الإخوانية، وأصبح معتنقو أفكار «سيد قطب» متحكمين فى رقبة الجماعة. ابتداءً فإن البيان المؤسس لجماعة الإخوان يبين أنها «دعوة سلفية وطريقة سُنية»، بالطبع إلى جانب كونها «حقيقة صوفية، وهيئة سياسية، وجماعة رياضية، ورابطة علمية ثقافية، وشركة اقتصادية، وفكرة اجتماعية». لكن غلب على المقررات الثقافية للجماعة -وفق قرار البنا- النهج الصوفى، حيث كانوا يدرسون الكثير من كتب التصوف البارزة مثل «الحِكم العطائية» لابن عطاء الله السكندرى و«رسالة المسترشدين» للحارث المحاسبى، و«المواهب اللدنية» للقسطلانى، و«الأنوار المحمدية» للنبهانى، و«الرسالة القشيرية» للقشيرى، و«إحياء علوم الدين» للغزالى. وفى السنوات المتأخرة أخذت الكتب التى يعتمد عليها السلفيون فى دراستهم وتعاليمهم تتسرب فى ثقة وقوة إلى مقررات الإخوان منذ نهاية الستينات، ومنها كتب «سبل السلام» و«المغنى» و«زاد المعاد» و«معارج القبول» وغيرها، وذلك فى ظل لجوء الإخوان إلى بلدان الخليج هرباً من النظام الناصرى. وقد انعكس «تسلُف الإخوان» حسب تعبير «حسام تمام»، على توجهات الجماعة حركياً. وسأترك هنا لأحد الواعين، ممن أتيح لهم أن ينخرط فى صفوف السلفيين أولاً، ثم الإخوان ثانياً، وهو الأستاذ رضا الباز، ليسرد علينا بعضاً من حكايته مع الطريقين، فى كتاب بعنوان «لماذا تخلف المسلمون؟.. من واقع تجربتى مع جماعات التبعية» لندرك تشابه البنية الكلية الرئيسى بينهما، من زواية القيم الجوهرية والنظر إلى المختلف فى الرأى والنهج والتعامل مع الأتباع. فها هو يقول: «فى التسعينات انضممت إلى المنهج السلفى باحثاً عن طريق الهداية، وأطلقت لحيتى، واعتكفت معهم، ولكنى لم أستمر طويلا لأسباب كثيرة، منها أننى لم أشعر بنفسى كقيمة إنسانية، وكفرد له حق إبداء الرأى وواجب احترامه ومناقشته، وكنت متحرجاً عندما أجد فى نفسى سؤالاً وأخشى من طرحه كى لا يرمينى أحد بجهالة أو بعدم التأدُّب.. ووجدت أن معيار التفرقة بينهم هو الدرجات العلمية الشرعية، حسب وصفهم، ولم يكن أحدٌ على الإطلاق يبحث فى مواهب الأفراد فيوليها الاهتمام.. ولم أسمع أحداً منهم يقول رأيى أنا كذا، بل كانوا يبحثون عن رأى السابقين، وهى مُلزمة، وتصبح حكماً لا يُراجَع فيه إذا وُجد رأى آخر للسابقين، وهذا ما لم أستطع قبوله. ومن أسباب رفضى لهم أيضاً هو منهجهم المتهاون مع الحاكم ومحاربة كل من يتصدى له، حيث كانوا يُكفِّرون أحزاب المعارضة ويشوِّهون سمعة كل من يدعو إلى التظاهر. وقد كنت أعرف من هذه الجماعة مَن يعمل طرف أمن الدولة، وأثناء الاعتكاف كان البعض يحذروننا منهم». وبالنسبة إلى تجربته مع الإخوان يقول: «فى عام 2003 انضممت إلى جماعة الإخوان، باحثاً أيضاً عن طريق الهداية، وحضرت ما يسمونها بالجلسات التربوية.. وكان مأخذى على الفكر الإخوانى هو عسكرة الجماعة، بمعنى تعاملها بألفاظ عسكرية، مثل جندى وكتيبة وسرية، وهى بالفعل تُشعرك بأنك فى حالة حرب حتى تضمن طاعتك العمياء، فلا يكون لك حق معرفة كيف ولماذا اتُخذ هذا القرار؟ وكانت صدمتى الكبرى عندما فكّرت فى دخول الانتخابات من دون موافقتهم، فقد وجدت وجهاً عبوساً قمطريرا، وأصبح صديق الأمس عدو اليوم، وأصبحت لا أرى إلا جماعة انتخابات بحتة، لا تعرف فى هذا الرحمة ولا الأخلاق، فكل الأمور أصبحت مستباحة، لكن بشكل سرى. ثم صدر أمر بعزلى، وهو شكل من أشكال العقاب الداخلى، فلم يكن أحد يتحدث معى أو يتصل بى، فصرتُ وحيداً بعد الألفة والتزاور والسؤال والتشاور، ثم قاموا بالتشهير بى، وكلما كنت أعترض كان المسئول يقول لى: هذا عمل فردى، ولا أستطيع السيطرة على كل الأعضاء. ثم قاموا بنشر الشائعات عنى دون رحمة، ولمن لا يعلم، فالجماعة لديها أقوى جهاز اختلاق ونشر شائعات فى مصر.. كما وجدتُ الإخوان غير راغبين فى الخروج على الحاكم المستبد، ففى مناقشة صريحة مع مسئول بالجماعة سألته: لماذا لا تخرجون إلى الشارع، وسيقف معكم الشعب؟ وكانت الإجابة: مبدأ الجماعة هو الفرد المسلم، فالأسرة المسلمة، فالمجتمع المسلم، كما أن الشعب سيخذُلنا وسيكون ذلك ذريعة للنظام كى يقضى علينا، وبالتالى القضاء على حاملى راية الدين». الإخوان يخشون من تأثير امتدادات السلفيين خارج مصر بحكم الروابط التى تصلهم بالوهابية وتوظيفهم كأداة فى أيدى جهات أجنبية وخليجية لا يروق لها حكم الجماعة مثل هذه الشهادة تكررت كثيراً فى كتابات ودراسات، وحوارات صحفية، بعضها كان لخارجين على جماعة الإخوان، مثل ثروت الخرباوى والسيد عبدالستار المليجى وهيثم أبوخليل وانتصار عبدالمنعم، وبعضها كان لمن عايشوا السلفيين بمختلف اتجاهاتهم سنين عددا، ولم تكن معايشتهم لهم بغرض المراقبة أو التحرى عنهم، إنما كانوا منهم، مقتنعين بهم وبطريقهم، لكنهم، وعن وعى تام، خرجوا عنهم. ولا يخلو تقاطع الإخوان مع السلفيين من خِداع. وهنا يمكن أن ننتقل من الحال النظرية إلى التطبيق العملى حتى نُقرِّب الأمر من الأفهام والأذهان. فنظراً إلى أنهم حديثو عهد بممارسة السياسة يُلدغ السلفيون غير مرة من جُحر الإخوان، تارة لقلة الخبرة، وطوراً لطمع بعض شيوخهم الذين يبحثون عن الدفء فى حضن السلطة الجديدة، ويجهِّزون أنفسهم ليقولوا للناس: لا يجوز الخروج على ولى الأمر، ثم يكون لهم ما أرادوا. ومن يدفع الثمن هم شباب السلفيين ورجالهم البسطاء، الباحثون عن الالتزام والإخلاص فى خدمة ما يعتقدون أنه الطريق المستقيم، أو الوجهة الصحيحة الأصيلة والأصولية للإسلام، بما جعلهم فى النهاية، ورغم أى اختلاف معهم، صرحاء واضحين، وتلك مزيّتهم. المرة الأولى كانت أيام الانتخابات البرلمانية الأولى بعد ثورة 25 يناير، حين كان تابعو الجماعة يوجِّهون الناخبين ليصوتوا فى خانتها على حساب السلفيين. أتذكر وقتها ذلك الرجل البسيط الذى قال أمام إحدى اللجان فى حى محرم بك بالإسكندرية: «جئت لأنتخب الناس اللى مع الشيخ محمد حسان»، وهنا انبرى له شاب إخوانى، ورفع فى عينيه لافتةً مرسوماً عليها ميزان ضخم، وقال له كاذباً: أحباب الشيخ حسان رمز «الميزان» يا حج، مع أن الرجل كان يقصد رمز «الفانوس» بالطبع. تكرر الأمر فى جميع اللجان على مستوى الجمهورية، وكان أنصار الجماعة فزعين من تلك القوة الجديدة الضاربة التى تهز عرش توظيفهم للدين فى مجال السياسة، وتُزاحِمهم على اصطياد الناس من عواطفهم ومشاعرهم الطيبة النازعة إلى الإيمان بالله، كى تُترجم إلى أصوات فى صناديق الانتخابات. وفى اليوم التالى صرخ مرشحون سلفيون فى ألم مما يجرى لهم من خداع، وسجّلت الصحف هذه الصرخات فى سطور جليّة، أدعوهم لمعاودة قراءتها الآن. وقُبيل الانتخابات الرئاسية ذهب المهندس خيرت الشاطر وفى يده الدكتور محمد مرسى ليقدمه إلى شيوخ السلفيين، وعاد ومعه عهود ووعود بعد أن أجاب مرسى شفاهة على السؤال المصيرى بالنسبة إليهم: متى وكيف ستُطبِّق شرع الله؟ إلى جانب إغراءات بالحصول على مكاسب سياسية عبارة عن مواقع ومناصب فى قمة الجهاز الإدارى للدولة. ولمّا فاز مرسى لم يربح السلفيون إلا مواقع صغيرة، لا تتناسب مع الوعود التى سمعوها ولا حجم وجودهم السياسى ولا قدر العشم فى الإخوان، ومن وُضع منهم فى الجانب العلوى من اللوحة، مثل عماد عبدالغفور وباسم الزرقا، وجدوا أنفسهم بلا عمل حقيقى، إنما مجرد أسماء وظائف بلا مضمون، فلا الرئيس يطلب منهما مساعدة ولا استشارة، ولا المجتمع ينظر إليهما باعتبارهما يشكلان أى رقم فى معادلة صنع القرار. ولأن الإخوان يراهنون على أن «آفة حارتنا النسيان»، فقد عادوا اليوم ليدعوا السلفيين كى يصطفُّوا إلى جانبهم فى مواجهة المعارضة التى ضبطت مرسى متلبساً بالتنكر لكل شىء وراغباً فى الجموح والجنوح إلى الاستبداد، وحتى يغازلوهم من جديد، سموا استعراض القوة الذى مارسوه عند جامعة القاهرة وحديقة الحيوانات بـ«الشريعة والشرعية»، بعد أن جلس الشاطر، الذى لا حيثية رسمية له فى الدولة، مع شيوخهم ووعدهم بمناصب وزارية، وفى حركة المحافظين ومجالس المدن، فصدَّقوه وأمنوا على كلامه، وذهبوا حاشدين أتباعهم ليدافعوا باسم «الشريعة» عن رئيس جعل نفسه معصوماً، مع أن الشرع لا يُقر ذلك أبداً. لقد سألتُ واحداً من كبار شيوخ السلفية قبل شهرين تقريباً من انتخابات مجلس الشعب الفائتة: لماذا تصرون على الدخول إلى غُمار السياسة بما فيها من تلاعُب وخداع وأكاذيب، على حساب دوركم الحقيقى فى ترسيخ العقيدة وامتلاء الأرواح وسمو الأخلاق والنفع العام، وهو ما يحتاجه مجتمعنا الآن؟ فابتسم وأجابنى: حتى لا نترك الساحة بكاملها للإخوان، فيزيحوننا من مجال الدعوة. هو نفسه سعى بيده إلى أن ينزاح عن الدعوة، بعد أن يتمكن الإخوان، ولا يكونوا بحاجة إليه، وسيجد عما قريب أن مجرد وجود نص فى الدستور حول «صيغة الشريعة» التى طالب بها السلفيون لا يعنى أن الإخوان معنيون بالتفاصيل التى تسكن رأسه، وسيذوقون طعم المراوغات التى ذاقتها كل القوى الوطنية منذ أن دخل الإخوان مجال السياسة فى ثلاثينات القرن المنصرم. هكذا فعل الإخوان مع كل من تحالف معهم، أكلوه بمجرد الوصول إلى هدفهم، فهذه عقيدتهم السياسية التى لا يعرفها السلفيون جيداً، وعليهم أن يجرِّبوا من جديد، لعلهم ينتبهون جيداً حين تلسعهم اللدغة الجديدة. (ثالثاً) التعامُد: فكل من الفريقين يسعى إلى استغلال ما غرسه الآخر فى تربة المجتمع من قيم وأفكار وخبرات، حتى يمكنه تعزيز موقعه باتجاه التحكُّم فى مفاصل الدولة، ولا يشغله فى هذا المقام ما يلاقيه من نقد مُبطن من قِبل الفريق الآخر، فالمهم أن يحقق هدفه. فالسلفيون لم يطرحوا مشروعاً سياسياً من قبل. إذ إن جهد جمعياتهم وجماعاتهم كان منصرفاً إلى الدعوة والنفع العام، ومن ثم فهم بلا خبرة سياسية ولم ينظر إليهم جموع الشعب قبل الثورة باعتبارهم طرفاً قادراً على أن يطرح رؤية، ويقدم كوادر تدير الدولة. لكنهم يحاولون من خلال التماهى النسبى مع مشروع الإخوان والاتكاء عليه أحياناً، أو التحالف المؤقت والمحسوب معهم فى بعض المواقف السياسية المتتالية، أن يُبرهنوا للرأى العام على أن بوسعهم أن يخوضوا غُمار العمل السياسى باقتدار. وهم يدركون فى هذه الناحية أن الأغلبية الكاسحة من الشعب المصرى لا تُفرِّق، حتى الآن، بشكل حدّى وجدّى بين الفريقين، إذ إن العوام ينظرون إلى الإخوانى والسلفى على أنهما ينتميان إلى «جماعة واحدة» ولا يعنيهم ما يدركه ويكتبه ويقوله المختصون من أنهما شخصان مختلفان لجماعتين منفصلتين. من جانبها تدرس قيادات الإخوان دوماً كيفية تحويل السلفيين إلى قوة مضافة إلى رصيد الجماعة، بدلاً من أن تكون خصماً منهم، وذلك فى ظل واقعيتهم السياسية المفرطة، التى تُقدِّر، من دون شك، أن السلفيين تمكنوا من جذب قطاع عريض إلى فكرهم. ويحدث هذا أحيانا بالاتفاق بين الطرفين، حال وجودهم فى خندق واحد فى مقابل القوى «المدنية»، يسارية كانت أو ليبرالية، مثلما حدث خلال الاستفتاء على التعديلات الدستورية فى 19 مارس 2011، والذى كان الخطوة الأولى على طريق وصول الإخوان إلى السلطة. ويصنع القيادى الإخوانى النافذ، خيرت الشاطر، الذى يُنظر إليه باعتباره المرشد الحقيقى لجماعة الإخوان، حبلاً سُريًّا غليظاً بين جماعته وقطاع من التيار السلفى، لا سيما من خلال ما تُسمى «الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح»، وما يجعل هذا الحبل متيناً أن الشاطر نفسه يميل إلى الفكر السلفى، ويعتبره بعض السلفيين منهم، وإن كان قيادياً فى الإخوان. وعبر هذه الهيئة وغيرها يتحرك الشاطر ليخلق من بعض التيار السلفى ظهيراً للإخوان. كما يمكن أن يحدث هذا التعامد بالخديعة، مما يدل عليه اتهام السلفيين للإخوان خلال الانتخابات البرلمانية التى جرت فى نهاية 2011 بأنهم ضلّلوا الجماهير الذاهبة للتصويت لصالح حزب النور، وكان رمزه «الفانوس»، وحملوهم على التصويت للإخوان، ورمزهم «الميزان». ويتعامد المشروع الإخوانى على جسد السلفيين عبر استعمالهم كفزاعة جديدة للداخل والخارج، سائرين فى هذا على درب نظام مبارك، الذى طالما استخدم الإخوان فزاعةً للغرب تارة، وللداخل المصرى تارة، ونجح فى تمرير هذه الصورة، بما منحه فرصة جيدة لإطالة عمره. المجال مفتوح لأعضاء التيارات الدينية للتحرك داخل كياناتها.. الإخوانى يمكن أن يتزحزح دينياً إلى «التصوف» أو سياسياً إلى «التيار المدنى».. والسلفى يمكنه التزحزح من باب الانتفاع تجاه الإخوان فالغرب أعلن غير مرة، أنه لا يوجد أىُّ مانع يحول دون تفاعله الإيجابى مع الإخوان، بوصفهم فى رأيه جماعة دينية معتدلة يمكن التفاهم معها وترتيب كل ما يجعل المصالح الغربية فى مأمن. وحين يرى المسئولون فى الغرب، بل وسائر الشعوب هناك، ما يطرحه التيار السلفى من أفكار وآراء وما يبدر عنه من أفعال وتصرفات، سينحازون إلى المنطق القائل: «نار الإخوان ولا جنة السلفيين»، وهذه مقولة بدأت تأخذ طريقها إلى الترديد داخل المجتمع المصرى ذاته. *** مستقبل العلاقات بين الطرفين لا يُعبِّر عن الحالات الثلاث التى سبق ذكرها أكثر من إجابة القيادى السلفى ياسر برهامى، عن سؤال لمجلة «الدوحة» (عدد نوفمبر 2012) مفاده: «حزب النور حزب معارض أم يدعم السلطة التى على سدتها الإخوان؟»، حيث قال: «حزب معارض، يقبل ما يوافق المصلحة، ويتحالف أحيانا مع المنافس أو المخالف»، فالقسم الأول من قوله يعنى (التوازى) والثانى (التلاقى) والثالث (التعامُد). لكن السؤال: ما مستقبل هذه المسارات الثلاثة؟ والإجابة التى تأتى للوهلة الأولى: كل الاحتمالات واردة، لكن هذا يجب أن يتوزع على خلفيات فكرية وفقهية تتسم بالثبات النسبى، ومقتضيات للمصالح تتصف بالدينامية أو التغيُّر، الذى بدوره يعزى إلى أسباب عديدة. ومستقبل العلاقة بين الجانبين لا يحلق فى فراغ، إنما يرتبط فى جانب عريض منه بوضع التيار المدنى المنافس لهما، فكلما قوى هذا التيار تداعى الإخوان والسلفيون للتقارب من أجل مواجهته، والعكس صحيح. كما يرتبط هذا المستقبل بمدى إمكانية تنازُل الإخوان عن نصيب من الكعكة السياسية لصالح السلفيين، بحيث يبدو أن الحُكم بقبضة «التيار الإسلامى» كله لا «جماعة الإخوان»، فالسلفيون ظنوا عقب انقضاء الانتخابات التشريعية وحصولهم على المركز الثانى، وكذلك بعد مناصرتهم لمرسى واقتناصه الرئاسة، أنهم سيجلسون إلى جانب الإخوان بنسبة تمثيل معقولة فى كراسى السلطة التنفيذية، لكن آمالهم تبدّدت، لكن اليأس من هذا لم يدب فيهم تماماً، فمن بينهم من لا يزال يحلم بأن يلحق بما تمنى، ولو بعد حين. أما القانطون من الإخوان، وغير الواثقين فيهم، فقد ينحازون إلى الاعتماد على سواعدهم، من خلال الفوز بالأغلبية فى الانتخابات المقبلة، وفرض وجودهم بقوة. وهناك طرف رابع فى هذه المعادلة يتمثل فى بقية القوى الإسلامية، لا سيما «الجماعة الإسلامية» و«السلفية الجهادية» و«الجماعات الصغيرة الهامشية» الأشد تطرفاً، وتيار ما يسمى «الإسلام الحضارى» أو الإسلاميين المستقلين، وبعض الأحزاب القريبة من الرؤية الإسلامية مثل حزب العمل، علاوة على كيانات أسسها خارجون على جماعة الإخوان مثل «الريادة» و«النهضة» و«التيار المصرى»، ثم حزبى «مصر القوية» و«الوسط». فهذه القوة يمكن أن تكون خصماً من «الإخوان» و«السلفيين» أو محلاً لمنافسة بينهما، حيث سيحاول كل منهما أن يجذبها إليه بقدر المستطاع، ولو فى تحالفات انتخابية مؤقتة. ويمكن لهذه الكتل النازعة إلى الاعتدال والوسطية أن تقترب من التيارين اليسارى والليبرالى، وتشكل تحديًّا كبيراً للإخوان والسلفيين. ويتوقف مسار العلاقة بين الإخوان والسلفيين أيضاً على السياقات الآتية، محلية وإقليمية ودولية، لا سيما فى ظل ارتباط الطرفين بالتزامات خارجية. فالقضايا المصرية الخالصة المرتبطة باحتياجات الشعب، ستلعب دورها فى رسم ملامح هذه العلاقة، فإن نجح الإخوان فى تحقيق إنجازات اقتصادية واجتماعية، فإن السلفية الدعوية المسيّسة ستحاول الاقتراب منهم، للاستفادة من تنامى شعبيتهم، والعكس صحيح إن أخفقوا فإن السلفيين سيبتعدون عنهم، وقد ينضمون إلى صفوف المعارضة، ويطرحون أنفسهم كبديل لهم. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإخوان والسلفيون عناق أم افتراق الإخوان والسلفيون عناق أم افتراق



GMT 16:03 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 16:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 15:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واقعية «سرقات صيفية» أم واقعية «الكيت كات»؟

GMT 15:52 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

خليط من الأحاسيس

GMT 15:49 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مصطفى مشرفة

GMT 15:45 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فوكوياما وترامب!

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح مثقفا!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 03:36 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أهم صيحات المكياج لشتاء2018

GMT 16:14 2016 الإثنين ,22 شباط / فبراير

انتحار شاب "30عامًا" في جماعة قرية اركمان

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

تصميم فندق على هيئة آلة جيتار في أميركا

GMT 04:24 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مصر تقترب من تحديد موقع مقبرة زوجة توت عنخ آمون

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

تنظيم حملة للتبرع بالدم في جرسيف

GMT 06:27 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

ساندرا تشوي تبحث أحدث صيحات الموضة مع "جيمي تشو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib