شجرة الثورة 2
منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد الشرطة البرازيلية تعتقل خمسة أشخاص متورطين في محاولة انقلاب خططوا فيها لقتل الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونائبه جيش الاحتلال يُفيد بإصابة نحو 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة فقط استشهاد أكثر من 43970 فلسطينيًا وإصابة 104,008 آخرين منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر استقالة رئيس أبخازيا أصلان بجانيا بعد احتجاجات ضد اتفاقية استثمارية مع روسيا السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر
أخر الأخبار

شجرة الثورة (2)

المغرب اليوم -

شجرة الثورة 2

عمار علي حسن

خارج ميدان التحرير تناسلت شجرة الثورة أشجاراً، بعد أن ذاع صيتها. ففى نهاية السنة الميلادية امتلأت محلات الزهور بشجرة الثورة، ليشتريها الناس فى «الكريسماس» وتهافت الجميع عليها، كان طولها مترين ونصف المتر وعرضها متراً ومكونة من تسعة أدوار، ومزينة بأعلام مصر، وعليها تمثال صغير لبابا نويل مرحباً بالثورة، ولمبات تنيرها فى الليل، وإكسسوارات متعددة الأشكال والأحجام. مضى حاملوها مختبئين فى ظلالها، يتذكرون كلمات أصحاب محلات الزهور، الذين قالوا لهم: - إنها شجرة طبيعية معمرة، يمكن وضعها فى المنزل، وطولها يمكن أن يصل إلى ثلاثين متراً إذا تمت زراعتها زراعة جيدة. وفى الذكرى الأولى للثورة، غرس الشباب شتلات فى حدائق المدن، وأطلقوا على كل منها «شجرة الثورة»، وراحوا يرنون إليها من بعيد أو قريب، وينتظرون أن تفرد أشرعتها فى وجه الريح، وقالوا للعابرين حكايتها، حتى لا ينسى أى منهم تلك الأيام التى خرج فيها الملايين يدقون الهواء بأيديهم، ويهزون الشوارع بحناجرهم. جاءت الذكرى الثانية لتجد الشجرة قد كبرت، وأطلقت فروعها طيعة أمام مزيد من اللافتات، لافتة تتحدث عن الجنرال الكبير الذى وقع فى الفخ، وتطالب بمحاكمته، وتحتها يهمس البعض بأن هناك مقبرة جماعية دفنوا فيها ثواراً بعد قتلهم فى ميدان التحرير وفى الشوارع الخلفية، وأهلهم ينتظرون رجوعهم، والصحف تصفهم بـ«المفقودين»، لافتة أخرى تهجو المتأخونين، وتقابلها هناك على حائط السنترال صورة لعضو قديم فى الحزب الوطنى «المنحل» بعد أن أطلق لحيته، ثالثة مكتوب عليها بخط صغير العبارة التى قالها أحد شباب الثورة ذات يوم: «حين نفكر برهة فى أن الأرض التى نحيا عليها مجرد رغيف خبز يطير فى الهواء، هكذا نراها إن وقفنا فوق المريخ، وأنها لا تُرى بالعين المجردة إن أتيح لنا أن نقف فوق عطارد، وأنها مجرد كوكب فى مجموعة شمسية هى واحدة من عدة مجموعات فى المجرة، التى هى واحدة من عدة مجرات فى الكون الفسيح، سنتواضع ونرضى، ونحتقر الطغاة والمتجبرين وندوسهم بأقدامنا لغرورهم، ويذهب عنا الهم والحزن». وجلس الشباب تحت اللافتات، وغاصوا فى حديث طويل حول ما جرى. نظرت البنت إلى وجه الولد فوجدته راقداً تحت ركام من الغضب والحزن، اقتربت منه وقالت له: «لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ومن أوصلنا إلى ما نحن فيه الطاغية التابع المطيع الذى أمسك بالمقود، ونظر إلى ما فعله الشعب باعتباره مجرد غضبة، والمقدمات الخاطئة تؤدى إلى نتائج خاطئة، لكن هذه ليست نهاية الطريق، سنجمع أشتاتنا، ونقوم من جديد، وفى المرة المقبلة، علينا أن نتجنب الدهاليز المظلمة التى انزلقت إليها أقدامنا فضاع منا الطريق». وفى مدينة تبعد عن ميدان التحرير بألف كيلومتر كاملة، نظر شاب إلى شجرة الثورة التى غرسوها فى حديقة وسيعة، ومصمص شفتيه، وتنهد بحرقة، حتى اهتزت أوراقها من لفح الهواء الساخن، ثم قال: - تتساقط أوراق الشجرة تباعاً وكأن الخريف قد أتى مبكراً تسوق ريحه الغابرة عصا الخيانة والغدر والشقاق. لكن آخر وقف فى ميدان التحرير ونظر طويلاً إلى الفروع الملفوفة فى الحروف بينما شتاء الغضب يرمى صقيعه على البيوت فلتهب الحناجر وترتفع الأيدى لتدق الهواء من جديد، وقال: - تسقط ورقة من شجرة الثورة فتنمو أوراق، يسقط شهيد تحتها فيصير كتيبة من المناضلين، يسقط حلم عابر فتنبت آمال مجنحة، يختطف المستبدون ميداناً فتولد ميادين. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شجرة الثورة 2 شجرة الثورة 2



GMT 16:03 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 16:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 15:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واقعية «سرقات صيفية» أم واقعية «الكيت كات»؟

GMT 15:52 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

خليط من الأحاسيس

GMT 15:49 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مصطفى مشرفة

GMT 15:45 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فوكوياما وترامب!

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح مثقفا!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:38 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود
المغرب اليوم - حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 03:36 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أهم صيحات المكياج لشتاء2018

GMT 16:14 2016 الإثنين ,22 شباط / فبراير

انتحار شاب "30عامًا" في جماعة قرية اركمان

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

تصميم فندق على هيئة آلة جيتار في أميركا

GMT 04:24 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مصر تقترب من تحديد موقع مقبرة زوجة توت عنخ آمون

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

تنظيم حملة للتبرع بالدم في جرسيف

GMT 06:27 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

ساندرا تشوي تبحث أحدث صيحات الموضة مع "جيمي تشو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib