أسيوط وبركات مرسى
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

أسيوط وبركات مرسى

المغرب اليوم -

أسيوط وبركات مرسى

عمار علي حسن

المستطيل الأخضر الذى يقذف من جوفه صهدا ودخانا أصبح فجأة طعاما لعجلات باردة قاسية لقطار يجرى على عجل نحو محطته الأخيرة، ولا وقت لديه للمضغ والبلع والهضم، ففى ثوان معدودات ترك لنا فضلاته على القضبان الراقدة فوق الإهمال والبطش، وهى لم تكن سوى قطع لحم طرى، معجونة بدم تدفق من شرايين كل المصريين، وبدمع سكبته عيونهم بين صباح غير مشرق ومساء معتم، ونادى كثيرون: أين كرامات الرئيس؟ قبل هذه النداءات، كانت هنا أروى. كانت نور وريم وهبة. كان مصطفى ومحمود، وكانت يد السماء مبسوطة كعادتها بالرحمات والنسمات، لكن يد الذين رفعهم الناس على الأعناق ليقيموا العدل فتجبروا، كانت مقبوضة على ما اقتنصوه فى سرعة كعصابة محترفة، وهم يظنون ويتوهمون أن كل شىء قد دان لهم، وصار طوع بنانهم، وأنهم الوارثون والممكنون، ورسل العناية الإلهية، الذين ليس بينهم وبين الله حجاب، وأن كل شىء سيجرى فى يسر، لا تعب ولا أخذ بالأسباب، ولا ترتيب أو تدبير وتخطيط، لأن كراماتهم ستحل على الرءوس بالزاد والطمأنينة، وتسبيحاتهم ستحجب الشر الداهم المستطير، ودعواتهم ستغير ما تجرى به المقادير. ألم يزر الرئيس أسيوط ويدعو لشعبها من جوف المسجد، فلم الخوف إذن؟ وكيف لم يطن دعاء الرئيس فى أذن عامل «التحويلة» فيستيقظ ولو فجأة ليوقف الدهس والدم والفجيعة والعار؟ وكيف لم يصل الدعاء إلى مسامع سائق القطار فينعق على المحطة لا يغادرها حتى يمر الميامين بسلام إلى فصولهم المكسوة بلحمهم وحلمهم؟ وكيف لم ترن وتكسر الصمت الرهيب المميت الذى كان يخيم على سائق الباص فلا يمر إلى المقبرة؟ سيقول العقلاء الذين يحسبون كل شىء على الآلات الرقمية: ما علاقة الرئيس بهذا؟ وأقول لهم: صحيح، لكن هذا ليس كلامنا إنما كلام تجار الدين الذين قالوا للناس: لو انتخبتمونا سيفتح الله عليكم بركات من السماء. وكنا نحن نردد أيامها قول الله تعالى: «أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُزَكُّونَ أَنفُسَهُمْ بَلْ الله يُزَكِّى مَنْ يَشَاءُ وَلا يُظْلَمُونَ فَتِيلاً»، وكنا دوما نذكرهم بقول الرسول الكريم: «لا تزكوا أنفسكم، إن الله أعلم بأهل البر منكم»، إلا أنهم أشاحوا لنا بأيديهم وقالوا: «نحن جماعة الله المختارة»، أيدينا فوق أياديكم، وبناتنا أرقى من بناتكم، وصدّقهم البسطاء. إنه الكلام الراقد فى سطور يقرأونها ليل نهار فى منهجهم التعليمى الداخلى وفى أناشيدهم ومدائحهم التى يصدحون بها فى معسكراتهم وشُعَبهم. إنها اللغة والطريقة التى جعلت المخالفين يقابلونها بالاستهجان والسخرية وأحيانا بالمزايدة أوالمبالغة، ولكل فعل رد فعل مساو له فى المقدار ومضاد له فى الاتجاه. ولذا راح الناس يتداولون على شبكات التواصل الاجتماعى ما يلى: 1- زار مرسى السعودية فسقطت لأول مرة طائرة من النقل الجوى الداخلى بالمملكة. 2- صافح بطريرك الأقباط فى إثيوبيا فمات بعد عشر ساعات، وبعدها بأسابيع مات رئيس الوزراء ميليس زيناوى. 3- قابل هيلارى كلينتون فتوفيت والدتها. 4- زار مطروح فاحترق بعد يوم سوق ليبيا. 5- زار أسيوط فوقع حادث القطار، ومات 51 طفلا. هذه ردود غاضبة لشيطنة الرئيس، وتصويره على نحو معين، لكنها أقوال نابعة من فعل مضاد لمن أرادوا أن يصوروه وكأنه اختيار العناية الإلهية، وقد أخذت هذه الأقوال دفعة قوية بعد حادث أسيوط المؤلم، إلى درجة أن أحدهم اختلق خبرا على «الفيس» يقول: محافظ سوهاج يناشد الرئيس ويرجوه ويتوسل إليه ألا يزور المحافظة أبدا. نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أسيوط وبركات مرسى أسيوط وبركات مرسى



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 10:47 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

سعادة غامرة في يونيون برلين بعد عودة جماهيره

GMT 02:45 2020 الأحد ,19 إبريل / نيسان

ديكورات غرف سفرة مودرن

GMT 18:04 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

الصين تنشر الصورة الأولى لـ"فيروس كورونا" القاتل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib