مرسي ومسلمو بورما

مرسي ومسلمو بورما

المغرب اليوم -

مرسي ومسلمو بورما

عمار علي حسن

الغرب اهتم بمسلمى البوسنة وكوسوفا، ليس حباً فى الإسلام، إنما لتصفية آخر جيب للاشتراكية فى أوروبا، فاهتم المسلمون، مدفوعين بدعاية سياسية رهيبة وتعبئة صارخة، وجمعنا النقود وأرسلنا قوافل الإغاثة، ورفعنا لافتات لعفة الأخوات اللاتى اغتصبهن ذئاب الصرب. هكذا حدث فى أفغانستان حين اهتم بها الغرب لنصب فخ للقوات السوفيتية المحتلة. الغرب لا يهتم الآن بمشكلة مسلمى ميانمار (بورما)، مع أنهم يتعرضون لتطهير عرقى ودينى يترجم فى مذابح وحشية وتهجير قسرى وسجن، علاوة على فرض الإفقار والأمية، ومع إهمال الغرب لا نسمع صوتاً مدوياً للمسلمين فى العالم العربى. أما فى مصر فتلتزم السلطة السكوت، رغم أن الرئيس من «الإخوان المسلمين»، ربما ينتظر تعليقاً أمريكياً أو أوروبياً ليتحرك أو ينطق.. يا للعار. هكذا كتبتُ على صفحتى بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» وانهمرت التعليقات والتمليحات والتحميلات والتلميحات، لكنى وجدت فى بعضها نموذجاً لحوار جاد، فالتقطت الصالح والجاد والعلمى منها لنوسع النقاش حول هذه القضية. فها هو الأستاذ محمد السيد يقول لى: «هذا حق أريد به باطل» قاصداً أننى استشهدت بقضية عادلة كفرصة للقدح فى الرئيس مرسى، ورددت عليه: «بل حق أريد به حق؛ لأنه ليس كل حق يراد به باطل، إلا فى أذهان من يدورون فى فلك البطلان، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً». أما الأستاذ محمود حمدى عثمان فيقول فى إحاطة ظاهرة: كلامك صحيح يا دكتور، وإن كنت أراه دوماً نقداً مبطناً للرئاسة على طول الخط، ولكن ماذا لو فعلها مرسى، واتخذ إجراءات فى هذا الصدد، هل كان سيجد الزخم الشعبى والمعارضين خلفه؟ سيقال: مغامر، يريد أن يدخل مصر فى معترك وعر، ومراهق سياسى وليس لديه قراءة للواقع الدولى، ويريد أن يكون خليفة للمسلمين، وما دخله ببورما هذه، وقد سبق أن قالها أحدهم فى أحداث السفارة الأمريكية: لماذا يتظاهر المصريون والرسول غير مصرى؟ وعندما يساعد مرسى غزة المحاصرة، بمرور البضائع وفتح المعبر، انظر إلى معارضى مرسى ماذا يقولون؟ أستحلفك بالله -ودع قلبك يجيبك- ماذا كنت ستقول حينها؟ مصر الجريحة وضعف التنسيق العربى والإسلامى يجعل حركة مرسى مغلولة، وما مشكلة سوريا (القريبة منا) ببعيد، ولا أحد يزايد على (عروبة وإسلامية) مرسى وجماعته، فهم المتهمون دوماً بالعالمية والتنظيم الدولى». وأقول له بصريح العبارة: إن أحداً لم يطالب مرسى بأن يرسل قوات عسكرية أو يسمح بذهاب «مجاهدين» إلى هناك، بل مجرد تصريح، بيان، استدعاء سفير للتباحث، طرح الموضوع عاجلاً على منظمة المؤتمر الإسلامى وهذا دورها، التحرك مع السفراء العرب فى الأمم المتحدة.. موقف بسيط، لن يكلفنا شيئاً مادياً ولا عواقب مغامرات غير محسوبة، لكنه واجب، ويكسبنا احترام كل من يدافع عن حقوق المظلومين والمهضومين فى العالم. وحرى بثورة طالبت بالحرية والكرامة الإنسانية أن تتفاعل، ولو شفاهة، مع كل القضايا العادلة، بدبلوماسية ناجعة وناجحة، وبرأى ورؤية ثاقبة، وليس بغطرسة ولا عنتريات فارغة، ولا إجراء يؤثر سلباً على المصلحة الوطنية، أو يزيد أثقالاً على بلدنا المحمل بتركة تنوء بها الجبال. وهنا يقول الأستاذ محسن عوض الله: «من الظلم للإخوان أن نتعامل معهم كجماعة دينية أو حزب دينى، فهم جماعة سياسية يتعاملون بمنطق المصلحة، وفى السياسة الميكافيلية دائماً هى الحل، ولا عجب فى ذلك». أما الأستاذ موسى عتمان فيقول: «أنت محق، للغرب أهداف ليس من بينها نصرة مظلوم أو ردع ظالم، والعرب وسائل فى أيديهم تحقق لهم مآربهم». وهنا يتدخل الأستاذ عصام مجاهد ليضع ختاماً بليغا ودالاً: «نحن مفعول بنا دائماً ويجب ألا ننتظر تغييراً من حاكم ينتظر الأوامر الأمريكية». نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مرسي ومسلمو بورما مرسي ومسلمو بورما



GMT 23:46 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

القطب التيجاني... وحماية المستهلك الروحي!

GMT 23:34 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

هل ستتفتح زهور الصين وتثمر في أفريقيا؟

GMT 23:31 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

كيف نفسر البلطجة الإسرائيلية؟

GMT 23:26 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

قصة وعِبرة!

GMT 23:21 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

عن يمين وشمال

GMT 20:14 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

جوال قتّال

GMT 20:12 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الدهناء وبواعث الشجن

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 23:49 2024 السبت ,21 أيلول / سبتمبر

فيلم نادر يكشف سراً عن منى زكي
المغرب اليوم - فيلم نادر يكشف سراً عن منى زكي

GMT 22:07 2020 الإثنين ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

"عنكبوت" فيراري ينطلق بقوة 1000 حصان نسخة مكشوفة من SF90

GMT 08:20 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

يارا تظهر بإطلالة مثيرة في فستان أخضر مميز

GMT 11:17 2022 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سعر الريال القطرى أمام الجنيه المصرى اليوم الأربعاء 23-11-2022

GMT 14:49 2021 الخميس ,26 آب / أغسطس

4 ساعات غطس للرجل المغامر

GMT 03:18 2020 الأربعاء ,03 حزيران / يونيو

منظمة الصحة العالمية تزف بشرى سارة بشأن "كورونا"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib