مستشرق مولع بالتصوف 1  3
منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد الشرطة البرازيلية تعتقل خمسة أشخاص متورطين في محاولة انقلاب خططوا فيها لقتل الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونائبه جيش الاحتلال يُفيد بإصابة نحو 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة فقط استشهاد أكثر من 43970 فلسطينيًا وإصابة 104,008 آخرين منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر استقالة رئيس أبخازيا أصلان بجانيا بعد احتجاجات ضد اتفاقية استثمارية مع روسيا السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر
أخر الأخبار

مستشرق مولع بالتصوف (1 - 3)

المغرب اليوم -

مستشرق مولع بالتصوف 1  3

عمار علي حسن

جاءنى المستشرق الإيطالى الكبير الدكتور جوزيبى سكاتولين وطلب منى أن أكتب تقديما لكتابه الجديد «تأملات فى الحوار الدينى والتصوف: من أجل ثورة روحية متجددة» وأعطانى المخطوط فأتاح لى فرصة طيبة أن أواصل الاطلاع على إنتاجه العلمى العميق والجاد، وأن أستفيد منه قدر استطاعتى، لاسيما هذا الكتاب، الذى انطوى على أبحاث متفرقة تنقلنا من العام إلى الخاص، ومن الغرب إلى الشرق، وتحاول أن تغرف من معين الروح لتلقيه فى عين التوحش والتربص، وكل هذا مكتوب فى سلاسة ويسر. ومما زاد من سعادتى أننى عرفت أن مولانا شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب سيكتب تصديرا للكتاب نفسه. وهذا كتاب لم يولد دفعة واحدة، بل جاء ما انطوى عليه واحتواه تباعا وعلى فترات متباعدة، ليرسم معالم إيجابية مؤلفه، وهو يتفاعل بعقل خلاق ونفس فياضة بالمشاعر الإنسانية الخالصة، بذهن صاف رائق، ووفق ناظم أساسى يجمع أشتات الكتاب، وعمود فقرى يمسك بأطرافه على تنوعها وتعددها، قد نراه فى جملة واحدة ألا وهى «حاجة العالم الآن إلى التصوف». وتبرهن مادة الكتاب على شيئين، لا يخطئهما عقل فهيم ولا تهملهما نفس بصيرة، الأول هو أننا أمام باحث يمتلك أدواته باقتدار، سواء جزالة العبارة وسلاستها أو وضوح الفكرة ونصاعتها، ناهيك عن إمكانية ظاهرة فى تتبع مسار للبرهنة يخدم الرؤية ويعزز الحجة ويأخذ القارئ إلى الأمام وفق منهج علمى رصين. والثانى هو أن المؤلف يتمتع بإحاطية، يدل عليها عمق مادة الكتاب التى نرى فيها ظلالا لعلم اللغة ومقارنة الأديان والتصوف والفلسفة والنقد الأدبى والتحقيق التاريخى، ما ينم بالقطع عن تكوين معرفى قوى، واستقامة علمية ظاهرة، ورغبة جادة فى امتلاك ناصية الإبداع والإضافة، ما استطاع كاتبنا إلى ذلك سبيلا، متوسلا فى هذا بإجادة اللغات: الإيطالية والعربية والفرنسية والإنجليزية والعبرية والفارسية فضلاً عن اللغات الكلاسيكية اللازمة للبحث مثل اللاتينية واليونانية. ورغم أن سكاتولين يعلن فى كتابه هذا اعتزازه بمسيحيته فإنه يبدى تقديرا واحتراما ظاهرا للإسلام، دينا وحضارة ورافدا من روافد المعرفة الإنسانية، وهو هنا يقدم نموذجا للاستشراق العلمى، الذى نأى بنفسه عن أن يكون خادما للمشروع الاستعمارى، إنما سعى بموضوعية ونزاهة إلى خدمة العلم، بعقل منفتح، وصدر متسع، وبحث دائب عن الحقيقة، وسعى حثيث وراء الحكمة الخالصة. كما يبتعد سكاتولين فى كتابه هذا وغيره من الكتب عن إسار «المركزية الأوروبية» العمياء، ويميل فى إنصاف، بل ينضم، إلى قافلة الباحثين المؤمنين بأن المعرفة والعلم مداميك بعضها فوق بعض، بنتها الأمم التى تعاقبت على السيادة عبر التاريخ، وقدمتها إلى غيرها، لتراكم فوقها، أو تنطلق منها إلى أعلى وإلى الأمام. وهو هنا يضيف رافدا جديدا لهذه المدرسة العادلة، من خلال تتبع درب الصوفية من الفلسفات الإشراقية القديمة إلى الرهبنة المسيحية ثم الزهد الإسلامى، وغير ذلك من التيارات الروحية التى تمثل قلب كل دين، مهما اختلفت أشكاله وتعبيراته عن غيره من الأديان. وقد أوجد سكاتولين رابطا قويا، لا نبذل جهدا لنصل إليه، بين موضوع «الحوار الدينى» وبين ما يحفل به التصوف من فيوضات، بوسعها أن تخلق حياة روحية بين الأديان العالمية، حسب تعبيره، قد أصبحنا فى حاجة ماسة إليها فى عصر العولمة. ولم يكتف هنا بتقديم التصور النظرى، بل قدم دليلا تطبيقيا وعمليا على أطروحته تلك من خلال المضاهاة والتواشج بين اثنين يمثلان قمة العطاء الروحى فى المسيحية والإسلام، وهما المفكر المسيحى البارز أوريجانوس (ت 253 أو 254م) الذى راكم المحبة على العشق، والشاعر الصوفى المصرى البارز عمر بن الفارض (ت 1235م) الذى اشتهر بـ«سلطان العاشقين». فرغم اختلاف التجربتين، منهلا ومنشأ ومسارا وسياقا، فإن كليهما رام «الحب الإلهى» وعاش تجربة روحية عميقة، وقدما نموذجا صلبا لبناء طريق إنسانى واحد، أو على الأقل طريق جديد مختلف عن ذلك المفعم بصراعات ضارية، لم تقف عند حد التلاسن أو نقار الديكة، بل لعبت الدور الأكبر فيها سنابك الخيل وجنازير الدبابات. (ونكمل غدا إن شاء الله تعالى) نقلاً عن جريدة "الوطن"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مستشرق مولع بالتصوف 1  3 مستشرق مولع بالتصوف 1  3



GMT 16:03 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 16:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 15:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واقعية «سرقات صيفية» أم واقعية «الكيت كات»؟

GMT 15:52 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

خليط من الأحاسيس

GMT 15:49 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مصطفى مشرفة

GMT 15:45 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فوكوياما وترامب!

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح مثقفا!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 03:36 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أهم صيحات المكياج لشتاء2018

GMT 16:14 2016 الإثنين ,22 شباط / فبراير

انتحار شاب "30عامًا" في جماعة قرية اركمان

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

تصميم فندق على هيئة آلة جيتار في أميركا

GMT 04:24 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مصر تقترب من تحديد موقع مقبرة زوجة توت عنخ آمون

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

تنظيم حملة للتبرع بالدم في جرسيف

GMT 06:27 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

ساندرا تشوي تبحث أحدث صيحات الموضة مع "جيمي تشو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib