الرأسمالية و«الرقص مالية» 2  2
منظمة الصحة العالمية تُؤكد أن 13 % من جميع المستشفيات في لبنان توقفت عملياتها أو تقلصت خدماتهاالطبية في القطاع الصحة في غزة تؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي أعدم أكثر من 1000 عامل من الكوادر الطبية في القطاع عطل فنى يُؤخر رحلات شركة الخطوط الجوية البريطانية في أنحاء أوروبا وزارة الصحة اللبنانية تُعلن سقوط 3544 شهيداً و 15036 مصاباً منذ بداية العدوان الإسرائيلي على البلاد الشرطة البرازيلية تعتقل خمسة أشخاص متورطين في محاولة انقلاب خططوا فيها لقتل الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ونائبه جيش الاحتلال يُفيد بإصابة نحو 11 جندياً إسرائيلياً في معارك جنوب لبنان خلال 24 ساعة فقط استشهاد أكثر من 43970 فلسطينيًا وإصابة 104,008 آخرين منذ أن شنت إسرائيل حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر استقالة رئيس أبخازيا أصلان بجانيا بعد احتجاجات ضد اتفاقية استثمارية مع روسيا السلطات السورية تفرج عن صحفي أردني بعد 5 أعوام من اعتقاله افتتاح الملعب الكبير للحسيمة ويحتضن أولى مبارياته اليوم الاثنين بين منتخبيْ جزر القمر ومدغشقر
أخر الأخبار

الرأسمالية و«الرقص مالية» (2 - 2)

المغرب اليوم -

الرأسمالية و«الرقص مالية» 2  2

عمار علي حسن

فى ظل يقظتها، استعاضت الرأسمالية عن الجغرافيا التى انحسرت من تحت أقدامها إثر غروب زمن الاستعمار التقليدى بتعزيز نفوذها الاقتصادى فى العالم المعاصر، عبر ربط أطراف رأسمالية صغيرة فى بلدان العالم الثالث بمراكز رأسمالية كبيرة فى الدول المتقدمة صناعياً، فيما عرف بنظرية «التبعية»، وكذلك عبر تحويل الدول التى استقلت عن الاستعمار إلى سوق رائجة لبضائع الغرب الاستهلاكية، وإلى معامل مفتوحة لتجريب الكثير من النظريات الغربية فى الإنسانيات والطبيعيات فى آن، وتحويل ممارسات الغربيين وتصوراتهم ومنظومة قيمهم إلى قطب لافت لعيون مليارات البشر فى مختلف أرجاء المعمورة. لكن هذه اليقظة لم تلبث أن قطعتها سِنة من نوم عميق، حين تملك الغرور من رؤوس الرأسماليين وأياديهم، فتصوروا أن الليبرالية بشقها الاقتصادى المتجسد فى الرأسمالية، وليس بشقها السياسى المتمثل فى الديمقراطية، هى قدر لا مفر منه أمام كل من يروم تقدماً ورفعة للدولة والفرد، ولم يلتفت هؤلاء المغرورون إلى أصوات تعالت من أفواه بعض المفكرين الغربيين أنفسهم، انتقدت دعاة «المركزية الغربية» الذين يستهزئون مما لدى أبناء الحضارات الأخرى من أفكار وأساليب لتسيير الحياة على الأرض، ويكفرون بـ«شجرة المعرفة الإنسانية» التى تؤكد أن كل البشر قد شاركوا فى صناعة التقدم الراهن، عبر دورات حضارية انطلقت من مصر القديمة ومعها بلاد الرافدين، وانتهت فى أوروبا الحديثة، مروراً بالحضارات الإغريقية والرومانية والفارسية والعربية الإسلامية. ولم يلتفت غلاة الرأسماليين كذلك إلى تحذير الأديان السماوية من تحويل الإنسان إلى عبد للدولار، والانحراف به عن غاية خلقه، ومهمة وجوده على هذه الأرض، وقد لفت هذا الانحراف أنظار بعض الحركات الاجتماعية فى البلدان المسيحية، فظهرت حركة لاهوت التحرير فى أمريكا اللاتينية، التى لم يرق لها تطويع رسالة المسيح، عليه السلام، لخدمة الرأسمالية، مثلما فعل ماكس فيبر الألمانى فى حديثه عن الروح الرأسمالية للبروتستانتية، وظهرت عن بعد رؤى نقدية عنيفة للمسلك الرأسمالى على أيدى بعض الكتاب المنتمين إلى ما يسمى «التيار الإسلامى»، فهاجم سيد قطب ما سماها «جاهلية القرن العشرين» ووسم أحد كتبه بـ«معركة الإسلام والرأسمالية» مقدماً تصوراً مبدئياً عن صراع الحضارات الذى وسعه صمويل هنتنجتون وأضاف إليه ومنحه بعض التبريرات النظرية والعملية. كما هاجم عبدالوهاب المسيرى منطق «اللذة» الذى يسيطر على الرأسمالية المعاصرة، وكتب إسلاميون كثر عن خطيئة الانحياز الغربى إلى «الفردية» وراحوا يقدمون البديل، الذى جسده أحمد سيكوتورى فى كتابه الصغير المهم «الإسلام دين الجماعة»، وظهرت كتابات لا تحصى تهاجم المعاملات الربوية، وتنبئ بأنها ستقود العالم إلى الهلاك، لكن صوت أتباع الأديان السماوية ضاع وسط إصرار الرأسماليين على التقدم فى مسارهم مهما كانت النتيجة، ووسط فشل منتقدى النظريات الاقتصادية الحديثة فى تقديم بديل متماسك ومتكامل، والاكتفاء بمقولات فضفاضة تدور فى الغالب الأعم حول القيم الأخلاقية. ولم يلتفت غلاة الرأسمالية أيضاً إلى أطروحات الماركسية حول ما تفعله تصرفات الرأسماليين من إذكاء الصراع الطبقى، وكيف يؤدى هذا إلى تحلل النظام الرأسمالى وانهياره تحت أقدام ثورة «البروليتاريا». ولم يقف هؤلاء طويلاً أمام حديث الماركسية أيضاً عن الاستعمار بوصفه أعلى مراحل الرأسمالية، فاندفعت الجيوش الغربية مرة أخرى إلى العالم الثالث، متخذة من حدث 11 سبتمبر ذريعة لتحقيق رغبة المركب الصناعى العسكرى الأمريكى فى إعادة العالم إلى زمن الاستعمار التقليدى، فتم احتلال أفغانستان والعراق والصومال عبر إثيوبيا، والتهديد غير مرة بتطوير الهجوم ليطول بلاداً أخرى، ثم تمدد نفوذ حلف شمال الأطلسى «الناتو» شرقاً وقضم «المجال الحيوى» لروسيا الاتحادية، لا سيما بعد أن وضعت الولايات المتحدة الأمريكية قواعد عسكرية لها فى آسيا الوسطى والقوقاز، ولولا صمود المقاومة فى العراق وأفغانستان والصومال، واستعادة روسيا زمام أمرها وبعض مجدها الضائع، لتطورت هذه الحركة الاستعمارية وأعادتنا إلى زمن الإمبراطوريات التى لا تغرب عنها الشمس، ولا شك أن هذا الاندفاع الاستعمارى هو أحد الأسباب الرئيسية للأزمة المالية الراهنة، وليست مصادفة أن يكون مقدار المبلغ الذى تدخلت به الحكومة الأمريكية لإنقاذ الاقتصاد يساوى حجم تكلفة الحرب على العراق واحتلالها وهو سبعمائة مليار دولار. لكن يبقى هناك من لم يلتفت أكثر إلى كل ما يجرى، ألا وهم بعض صانعى القرار الاقتصادى فى بلادنا، حيث لا يزالون مخلصين لولعهم بالاقتصاد الرمزى الذى يقوم على وفورات مالية يتضارب بها الناس فى البورصات دون أن تقابلها قواعد إنتاجية حقيقية، ويؤمنون بأن الخصخصة المفتوحة على مصراعيها والدولة المنكمشة إلى أدنى حد هى طريق الخلاص لمجتمعاتنا من التخلف الاقتصادى، فهذه ليست رأسمالية بالمعنى العلمى والتاريخى، إنما «رقص مالية»، وهى تلك التى يؤمن بها رجال المال فى بلدنا وفق قاعدة «دعه يخطف.. دعه يمر».

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرأسمالية و«الرقص مالية» 2  2 الرأسمالية و«الرقص مالية» 2  2



GMT 16:03 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

نعم... نحتاج لأهل الفكر في هذا العصر

GMT 16:00 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مشكلة العقلين الإسرائيلي والفلسطيني

GMT 15:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

واقعية «سرقات صيفية» أم واقعية «الكيت كات»؟

GMT 15:52 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

خليط من الأحاسيس

GMT 15:49 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مصطفى مشرفة

GMT 15:45 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فوكوياما وترامب!

GMT 15:42 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد صلاح مثقفا!

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:38 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود
المغرب اليوم - حزب الله يعلن مهاجمة قاعدتين إسرائيليتين وتجمعات للجنود

GMT 10:56 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية
المغرب اليوم - شريف سلامة يكشف أسباب قلة أعمالة الفنية

GMT 03:36 2018 الخميس ,18 كانون الثاني / يناير

تعرفي على أهم صيحات المكياج لشتاء2018

GMT 16:14 2016 الإثنين ,22 شباط / فبراير

انتحار شاب "30عامًا" في جماعة قرية اركمان

GMT 14:23 2018 الأربعاء ,21 شباط / فبراير

تصميم فندق على هيئة آلة جيتار في أميركا

GMT 04:24 2018 السبت ,20 كانون الثاني / يناير

مصر تقترب من تحديد موقع مقبرة زوجة توت عنخ آمون

GMT 05:44 2017 الأربعاء ,27 كانون الأول / ديسمبر

تنظيم حملة للتبرع بالدم في جرسيف

GMT 06:27 2017 الخميس ,07 كانون الأول / ديسمبر

ساندرا تشوي تبحث أحدث صيحات الموضة مع "جيمي تشو"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib