نحن والروس 1  2
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

نحن والروس (1 - 2)

المغرب اليوم -

نحن والروس 1  2

عمار علي حسن

مع توالى الدعوات إلى التوجه ولو قليلا إلى روسيا؛ ردا على تجميد أمريكا جزءا من المعونة العسكرية السنوية لمصر، يأخذنى ذهنى إلى مساحة أعمق وأوسع وأجمل من السياسة ومنافعها ومصالحها المتقلبة، ألا وهى العلاقات الثقافية بين العرب، دينا وتاريخا وحضارة، وبين الروس، فالثقافة بوسعها أن تصلح أحيانا ما تفسده السياسة دوما. فنحن حين نطالع قول الشاعر الروسى الشهير «بوشكين»: «كثير من القيم الأخلاقية موجزة فى القرآن فى قوة وشاعرية» ونردفه بقول نظيره ومواطنه «ليرمونتوف»: «سماء الشرق قد قربتنى بلا إرادة منى من تعاليم النبى محمد» ندرك أن المساحة الدينية بين العرب والروس كانت محل تفكير وتدبر منذ أمد بعيد، دلت عليه دلالة مباشرة الرسائل التى تبادلها الإمام محمد عبده مع الروائى الروسى الكبير ليف تولستوى، التى دفعت الأخير إلى أن يقول للأول فى لحظة صدق مع النفس: «يوجد دين واحد، الإيمان الصادق. وأعتقد أننى لا أخطئ حين أعتقد أن الدين الذى أعتنقه هو نفسه الذى تعتنقونه». وصاحب تفهم هؤلاء الروس العظام للدين الإسلامى، تأثير قوى للثقافة العربية فى الأدب والفكر الروسى، عبر أربعة مسارات الأول هو حركة الاستشراق الروسى فى القرن الثامن عشر على أيدى باير وكير، ثم فى القرن التاسع عشر على أيدى بولديريف وسينكوفسكى، والعالم المصرى الشيخ محمد طنطاوى، الذى سافر إلى روسيا لتدريس اللغة العربية فقوبل باحتفاء شديد. أما الثانى والأقدم فتم من خلال التجارة التى تعود إلى زمن العرب الزاهر، حيث تشير مصادر تاريخية عدة إلى وجود علاقات تجارية بين العرب والروس أيام الخلافتين الأموية والعباسية. والثالث هو جهود المترجمين من العربية إلى الروسية التى تعود إلى القرن الحادى عشر، ثم حركة التأليف عن الحضارة العربية والتى بدأت فى روسيا خلال القرن الخامس عشر الميلادى، لتنتهى بإنشاء أكاديمية فى بطرسبرج عام 1724 كان لها فضل جم فى إصدار دوريات علمية للتعريف بالشرق، وبعدها تم تدريس العربية فى عهد القيصرة كاترينا الثانية (1762 - 1796). والمسار الرابع والأقوى هو المناطق الإسلامية فى آسيا الوسطى والقوقاز التى كانت متاخمة لروسيا القيصرية ومنضوية تحت لواء الاتحاد السوفيتى المنهار، ثم المسلمون الموجودون فى روسيا الاتحادية نفسها منذ قرون طويلة. وهنا تقول الدكتور مكارم الغمرى المختصة فى الأدب الروسى فى مؤلفها المتميز «مؤثرات عربية وإسلامية فى الأدب الروسى» إن هذه المؤثرات «انسابت من خلال خطين متميزين، خط يستلهم التراث الروحى الإسلامى ممثلا فى القرآن الكريم وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وخط يستلهم مفردات الحضارة العربية. وانعكست هذه المؤثرات خصوصا فى إنتاج أدباء الحركة الرومانتيكية الروسية، وعلى رأسها بوشكين الذى قام باستلهام القيم القرآنية بحثا عن المثال الأخلاقى الخاص والقومى، وللتعبير عن الأفكار البطولية والنضال المنكر للذات فى فترة النهضة القومية الروسية. أما سيرة الرسول فصارت بالنسبة لصفوة المثقفين الروس، ومنهم الأدباء ورواد الحركة الوطنية نموذجا للقدوة الحسنة الصابرة على تبليغ الرسالة والمكافحة فى سبيلها. وقد لبت عناصر الحضارة العربية احتياجات التطور الإبداعى للرومانتيكيين الروس فى سعيهم نحو التجديد والخروج على القوالب الكلاسيكية، وتأكيدهم حرية الإبداع، فأخذوا عن الأدب العربى رموزه وأخيلته، وتعدوا إلى محاولة اقتباس أسلوب الشعر العربى وبلاغته». (ونكمل غدا إن شاء الله تعالى)

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن والروس 1  2 نحن والروس 1  2



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 10:47 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

سعادة غامرة في يونيون برلين بعد عودة جماهيره

GMT 02:45 2020 الأحد ,19 إبريل / نيسان

ديكورات غرف سفرة مودرن

GMT 18:04 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

الصين تنشر الصورة الأولى لـ"فيروس كورونا" القاتل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib