لجنة عك الانتخابات

لجنة عك الانتخابات

المغرب اليوم -

لجنة عك الانتخابات

عمرو الشوبكي

إذا كنت تعانى من فوضى وعشوائية وتسيب فى الاقتصاد والإدارة والإعلام فلابد أن تحاول ألا تمتد هذه العشوائية إلى السياسة والقانون أيضا، وللأسف إن ما عرف باسم لجنة قانون الانتخابات كرست هذه العشوائية.

والحقيقة أن مشكلة اللجنة هى مشكلة السلطة السياسية التى تركت قانون الانتخابات وتقسيم الدوائر برمته لمجموعة من الحرفيين وخبراء القانون والأمن وغاب تماما أى حضور لسياسيين من أى نوع، تماما مثلما كان يجرى فى عهد مبارك، ومع ذلك فشلوا فى وضع نص قانونى خال من العوار الدستورى.

وحين تتصور اللجنة أن حل مشكلة العوار الدستورى فى القانون الذى أصدرته هو فى زيادة عدد المقاعد الفردية، فهى بذلك لم تعرف أن هناك إطارا ورؤية سياسية يجب أن تحكم أى قانون وإلا تحول الأمر إلى قوانين تفصيل تذكرنا بترزية القوانين فى مصر. فمثلا الهند التى يتجاوز عدد سكانها مليارا و200 مليون نسمة عدد برلمانها 550 عضوا فهل يعقل أن يصل البرلمان المصرى إلى حوالى 600 نائب فى بلد يعانى من أزمات جمة لأن اللجنة فشلت فى وضع قانون دستورى وملائم سياسيا.

لم تحاول اللجنة الاقتراب من الثوابت المعوجة والخاطئة التى وضعتها لنفسها وعقّدت بها أمور الانتخابات، فلماذا مثلا وضعت قوائم أربعا بنظام القائمة المطلقة وليس أكثر؟ ولماذا قسمت الدوائر الانتخابية بهذه الطريقة العشوائية غير المسبوقة فى تاريخ مصر أو غيرها من دول العالم؟.

الحقيقة أن اعتبار القوائم الأربع من المقدسات التى لا تمس ولا تناقش أمر صعب قبوله، ولا يقل خطورة عن عوار تقسيم الدوائر الفردى، وأن تداعياته وتأثيراته ستكون شديدة السلبية على البرلمان القادم وعلى المسار السياسى برمته.

إن الانطباع الذى خلفه وجود هذه القوائم لدى قطاع من الرأى العام والناخبين كان سلبيا ليس بسبب أعضائها إنما نتيجة قانون تعجيزى جعل هناك صعوبة شديدة أمام الأحزاب والقوى السياسية أن تقيم قوائمها على مساحة ممتدة لآلاف الكيلومترات وتضم أكثر من 10 ملايين ناخب، وهو ما فتح الباب أمام تدخل أجهزة الدولة فى تشكيل بعض القوائم، وسيخلق انطباعاً لدى القوائم الخاسرة وقطاع يعتد به من الرأى العام أن هناك قائمة مؤيدة للسلطة نجحت بفضل دعم الأجهزة وليس عبر الخيار الحر للناس، وسيساهم فى تزايد الصوت الاحتجاجى بصورة كبيرة وفصل البرلمان عن قطاعات واسعة من المجتمع.

والحقيقة أن كل المقترحات التى قدمت إلى اللجنة حول زيادة عدد القوائم وتحويلها من 4 قوائم إلى قوائم تخص المحافظات الكبيرة والمتوسطة (من 22 إلى 25 قائمة مثلا) وبنسبة الثلث، أو حتى 8 قوائم كما طالبت بعض الأحزاب- نالت توافق قوى كثيرة، وهو ما سيعنى تمثيلا أفضل للقوى المحلية، وفرصا أكبر للقوى السياسية والمجتمعية بدلا من القوائم الأربع التى شهدت سيطرة للمركز فى القاهرة على تشكيل كل القوائم التى لعبت فيها المحافظات دور الكومبارس أو المحلل لما تتفق عليه العاصمة.

وبالتوازى مع زيادة عدد القوائم يمكن اعتماد نظام فردى بنسبة الثلثين يقوم أساسا على نائبين لكل ما يقرب من نصف مليون ناخب مع مراعاة ظروف بعض الدوائر ذات الطبيعة الخاصة (حلايب وشلاتين مثلا).

لجنة قانون الانتخابات لم يحكم عملها أى رؤية من أى نوع وحتى القانون الذى أصدرته فشلت فى جعله دستورىا ومازالت تتخبط فى عملها حتى تحول قانون الانتخابات إلى مشهد من مشاهد التعثر السياسى الذى نعيشه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لجنة عك الانتخابات لجنة عك الانتخابات



GMT 14:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 14:46 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 14:44 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 14:42 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 14:40 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:01 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 13:59 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تغييرات في تفاصيل المشهد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 16:57 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 09:02 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً

GMT 21:31 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تفتتح التداولات بـ "ارتفاع"

GMT 20:59 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أهم توصيات مؤتمر الموثقين بمراكش

GMT 11:42 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

فك لغز مقتل أستاذ جامعي في الجديدة

GMT 10:02 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

وكالة ناسا ترصد صخرة «وجه الإنسان» على كوكب المريخ

GMT 17:57 2016 الأربعاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال يضرب "بحر البوران" قبالة سواحل مدينة الحسيمة

GMT 05:37 2020 السبت ,16 أيار / مايو

طريقة عمل غريبة بالسميد وجوز الهند

GMT 02:12 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع برحلة تلتقي فيها الشاعرية مع التاريخ في لشبونة

GMT 21:25 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصحافي رشيد بوغة في مدينة تيفلت
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib