المسكوت عنه
البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات
أخر الأخبار

المسكوت عنه

المغرب اليوم -

المسكوت عنه

عمرو الشوبكي

فى مصر خطابان هما وجهان لعملة واحدة، وانتعاش أحدهما مرتبط بالآخر، واختفاؤه يعنى اختفاء الآخر، ورغم أنهما يمثلان أزمة مصر الحقيقية، فإنهما ظلا حتى الآن مهيمنَيْن على الساحة السياسية والإعلامية.

والحقيقة أن مصر عرفت منذ انتفاضة 30 يونيو خطابين متعاديين، أحدهما معارض، ولكنه فى الحقيقة لا ينتمى للمعارضة التى تعرفها دول العالم، لأنه يرغب فى هدم المسار السياسى برمته لا تغييره أو إصلاحه، والثانى مؤيد يستدعى مفاهيم فاشية فى الإقصاء والتخوين دمرت مجتمعات قبلنا ويصر على تكرارها فى مصر.

والحقيقة أن خطاب الإقصاء المؤيد وخطاب الإقصاء المعارض لن ينقلا مصر خطوة واحدة للأمام، فمعارضة الإخوان لم ترها مصر منذ ثورة 1919 لأنها معارضة كراهية وتخريب وتمثل أكبر سند للاستبداد منذ عقود، فقد سبق أن عرفت مصر صورا مختلفة من المعارضة، فقد عارض الوفديون سلطة عبدالناصر، وعارض الناصريون واليساريون سلطة السادات، بل انتفضوا ضده فى واحدة من أكبر انتفاضات الشعب المصرى فى 18 و19 يناير، ولكن على خلاف الإخوان لم يكونوا ميليشيات ولا لجاناً إلكترونية تغتال معارضيهم، ولم يشمتوا فى مآسى الشعب المصرى ويتمنوا له الفشل والشر، لأنهم معارضون لنظامه السياسى، ولم يفرحوا ويقولوا للإرهابيين: تسلم الأيادى، عقب استشهاد أى جندى شريف ضحية للإرهاب الذى دعموه.

الفارق بين الإخوان والآخرين ليس فى أنهم عارضوا السلطة، إنما فى حجم الكراهية التى يبثونها كل يوم، حتى صاروا يعطون ألف مبرر لخطاب التطبيل والتحريض السلطوى والوطنية التى تغنى ولا تبنى، حتى لا يعترفوا بأن هناك ملايين رفضوا ومازالوا حكم الجماعة ومستعدين أن يقبلوا السيئ، لأنهم اعتبروا أنهم شاهدوا فى عهدهم الأسوأ.

فى مقابل هذا الخطاب، هناك صراخ وهتاف آخر يحرض كل يوم على القتل والتصفية وإقصاء المخالفين فى الرأى ويعتبر النقد معطلا لمسيرة الحكم والاعتراض على الأخطاء- (كثير منها فج وصادم)- تواطؤا مع الإخوان، وتزايد خطاب التحريض ضد ثورة يناير وضد مئات الآلاف من الشباب وطلاب الجامعات الذين مثلوا على مدار التاريخ المعاصر ضمير مصر والحركة الوطنية، واختزلهم فى عشرات النشطاء المشبوهين.

وبدا خطاب التأييد والتهليل بمثابة ضامن أمين لسوء الأداء والفشل الداخلى وغياب أى رؤية سياسية للإصلاح، وكأن مصر قادرة على الاستمرار بدولة مأزومة ومترهلة إلى الأبد وبشعارات إقصائية فى حق معارضيها أكثر قسوة وحدة مما كنا نراه فى العهود السابقة.

إن أخطر ما تواجهه مصر الآن هو أن هذين الخطابين ينتجان كل يوم العنف والكراهية، فى حين عجزت السلطة عن أن تخلق مساحة فعل سياسى سلمى بينهما، قادرة على استقطاب جزء من صانعى الرفض والاحتجاج إلى ساحة المعارضة السياسية السلمية، وأيضا جزء من المؤيدين والهتافين إلى ساحة العمل السياسى، الذى يقبل الآخر ويعتبر المعارضين ليسوا متآمرين ولا مخربين.

إن نتائج هذا الاستقطاب كارثية على المجتمع، فى ظل حياد سلبى للسلطة تجاه جرائم حقيقية تجرى على الساحة السياسية والإعلامية، واهتمت بفرز المؤيدين والمعارضين وليس (وهو الدور الأساسى الغائب) وضع مبادئ وأسس بناء نظام سياسى جديد يرى أن هناك علماً اسمه التنمية السياسية مثل التنمية الاقتصادية، وفى الحالة المصرية دوره أهم وأخطر، ويجعل بذلك الاستقطاب والتطرف والكراهية على هامش العملية السياسية لا وقودها ومحركها، كما يجرى الآن، ويقف فى وجه العنف المادى واللفظى الذى بات حلاً سهلاً للكثيرين ودون رادع قانونى، ولن تستطيع الدولة، مهما كانت قسوة إجراءاتها الأمنية، السيطرة على هذا العنف.

الدولة المصرية فى خطر نعم، والدولة المصرية مستهدفة نعم، وهناك خطر الإرهاب نعم، ومندوبو الخارج فى الداخل نعم، هذه كلها أخطار، ولكن أين نتائج (وخطر) الحرص على استمرار خطابى الكراهية والتحريض يغذيان بعضهما البعض ويخطفان المجتمع لصالح التخوين والتكفير، حتى صرنا أمام أخطار جسيمة لا يراها البعض إلا فى أبعادها التآمرية بعيدا عن أى رؤية سياسية للتعاطى معها.

المسكوت عنه أن فى مصر خطابين يبدوان للكثيرين أنهما عدوان، والحقيقة أنهما عدوان فى الشكل والمظهر الخارجى، ولكن وجود كل منهما مرتبط بوجود الآخر، وحين ينتعش الأول ينمو الثانى، وأن تواطؤهما معاً بات ضد الشعب المصرى.

حان الوقت لأن نعتبر أن أخطر ما تواجه مصر الآن هو خطاب تيار من المؤيدين الإقصائيين تماما مثل خطر خطاب الإخوان الكارهين، وبينهما يقع الشعب المصرى بأغلبيته المؤيدة الوطنية الطيبة، وأقليته المعارضة التى لا تمارس ولا تحرض على العنف، وعلى أطرافهما يجب أن يذهب خطاب التحريض والكراهية ليبقى فى الهامش، وهو أمر يحتاج فعلا سياسيا وليس مواجهات أمنية أو إعلامية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسكوت عنه المسكوت عنه



GMT 20:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 20:14 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 20:08 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ترمب وإحياء مبدأ مونرو ثانية

GMT 20:06 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 20:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 20:01 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

GMT 19:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

في انتظار ترمب!

GMT 19:54 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة ساركوزي!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة توتنهام ضد ليفربول في الدوري الإنكليزي

GMT 21:17 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 02:19 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يواصل نزيف النقاط بالتعادل مع ديبورتيفو ألافيس

GMT 17:49 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

بشرى بوشارب تُعلن عن رواية "المهاجرة" في القاهرة

GMT 22:17 2016 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد لاستخدام العشب الصناعي في حديقة منزلك

GMT 17:54 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

سون هيونغ مين يفوز بجائزة لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي

GMT 15:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

آن هاثاواي تفتخر برشاقتها بعد الولادة في فستان أسود
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib