تماسك الجيش
أخر الأخبار

تماسك الجيش

المغرب اليوم -

تماسك الجيش

عمرو الشوبكي

ظل الجيش يمثل قيمة كبيرة فى ضمير المصريين وفى ذاكرتهم الجماعية، فهو الذى وقف سدا منيعا ضد أطماع الخارج وساهم فى بناء الدولة المصرية الحديثة بهمة وكفاءة، وثار مرتين ضد الاحتلال والحكم الفاسد، الأولى مع ثورة عرابى، والثانية مع ثورة يوليو، وظل فى أعين الكثيرين رمز «الحداثة» والتقدم، فنظر كثير من بسطاء المصريين بإعجاب وفخر إلى أبناء وطنهم وهم يستخدمون أحدث الأسلحة التى تستخدمها جيوش العالم المتقدم بصورة تعوضهم- ولو معنويا- عما فاتهم من تقدم صناعى وتكنولوجى. ومع مجىء الإخوان للسلطة ردد الكثيرون سؤال متى سينزل الجيش؟ ونزل فعلا الجيش وعزل مرسى بعد انتفاضة 30 يونيو، ونسى كثيرون فى غمرة الفرح بعودة دوره السياسى، ولو المقيد، السؤال الأهم: كيف نحافظ على تماسك الجيش من تهديدات الإخوان ومن حملاتهم، وماذا يصبح شكل مصر ومستقبلها لو تخلخل الجيش داخليا، ولا نقول انقسم مثلما حدث مع الجيش السورى القوى، والليبى المنهار واليمنى الضعيف؟ ماذا سيكون مصير مصر لو نجحت حملة الإخوان فى خلخلته داخليا؟ إن ميزة مصر فى وجود الجيش الوطنى المتماسك غابت عن سوريا، فالجيش السورى جيش النظام الطائفى وليس جيش الدولة والشعب، ولو كان تصرف مثل الجيش المصرى كجيش دولة وتخلص من نظام بشار لصالح الشعب لكانت سوريا اليوم فى وضع أفضل مليون مرة مما هى فيه الآن، ولكانت لم تبق رهينة بين دولة تنهار وجيش نظام طائفى، وبين ميليشيات جبهة النصرة الإرهابية، ولما دفع أيضا الشعب السورى الشقيق 100 ألف قتيل جراء تمسك الجيش بالنظام القاتل. إن قوة الجيش المصرى فى تماسكه وانضباطه فى مواجهة مؤامرات الخارج ومندوبيهم فى الداخل، وليس فى دوره السياسى، فهو ليس جيشا طائفيا مثل الجيش السورى، ولا جيشا فاشلا مثل جيش القذافى، ولا جيشا إخوانيا ولا ليبراليا، إنما هو جيش محترف وهو أمر لم يرق للكثيرين. نعم الجيش المصرى مستهدف من الداخل والخارج، وهناك من يكرهه لأسباب غير وطنية بعد أن ظل على هامش الحياة السياسية والاجتماعية يخاطب نفسه فى المقاهى عقب ثورة يوليو 52، وعلى المواقع الإلكترونية بعد ثورة 25 يناير، أو يلقى الحجارة ويطلق الرصاص على الأهالى والشرطة مع زيارة مسؤول أجنبى أو مع مناسبة وطنية مثل 6 أكتوبر. إن تآمر الإخوان على الجيش مؤكد ولو نجحوا فى خلخلته أو اختراقه لكان مصير مصر شبيها بجمهورية الإخوان فى السودان المقسم، أو ليبيا فى عصر لا دولة، أو سوريا فى ظل إرهاب النظام وجبهة النصرة، ولن نكون دولة مثالية (وهمية فى الحقيقة) يتصور البعض أنها ستكون بلا «عسكر». إن امتلاك أمة لجيش دولة وليس جيش نظام يعد خطوة متقدمة جدا فى مسار أى شعب، وهى ميزة كبرى لا يعرف قيمتها إلا الشعوب التى دفعت مئات الآلاف من الضحايا بسبب غياب هذا الجيش الوطنى لصالح جيش النظام أو القبيلة أو الطائفة. حماية الجيش ستبدأ فى حمايته للمسار المدنى والديمقراطى ومساعدة هذا الشعب على تحمل مسؤولياته فى بناء نظام سياسى جديد، وليس فى البحث عن وضع استثنائى فى دستور أو قانون، لأن الجيش هو عماد الدولة وهو ليس حزبا أو شخصا أو كيانا هامشيا يحتاج لحصانة خاصة، فهو جيشنا الوطنى الذى يعتبر الدفاع عن تماسكه فرض عين على كل مصرى.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تماسك الجيش تماسك الجيش



GMT 20:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 20:14 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 20:08 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ترمب وإحياء مبدأ مونرو ثانية

GMT 20:06 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 20:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 20:01 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

GMT 19:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

في انتظار ترمب!

GMT 19:54 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة ساركوزي!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 08:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا
المغرب اليوم - ترامب يؤكد أن بوتين يرغب في اجتماع لإنهاء حرب أوكرانيا

GMT 21:52 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يقيل مدربه باراخا بعد التراجع للمركز قبل الأخير

GMT 11:01 2019 الأحد ,21 إبريل / نيسان

اكتنز ثواب وفضل ليلة النصف من شهر شعبان

GMT 20:16 2019 الأربعاء ,17 إبريل / نيسان

الهدف الأول لليفربول عن طريق ساديو مانيه

GMT 12:05 2018 الخميس ,19 إبريل / نيسان

"ديور" تطلق مجموعة جديدة ومميزة من الساعات

GMT 00:12 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

إنتر يواصل ملاحقة الصدارة بثنائية في كومو

GMT 23:47 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

نيكولاس غونزاليس سعيد باللعب في غير مركزه مع يوفنتوس
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib