شهداء الشرطة

شهداء الشرطة

المغرب اليوم -

شهداء الشرطة

عمرو الشوبكي

هم شهداء يسقطون ضحية الواجب، وشرف بدلة «حضرة الضابط» حتى ينعم باقى أفراد الوطن بالأمن والسكينة، شهداء يرحلون عن دنيانا بكل نبل وهدوء ودون ضجيج لأن دولتنا الضعيفة لم تحمهم وتدافع عنهم. لقد سقط الأسبوع الماضى اثنان من شباب مصر «اللى زى الورد» فى مطاردة اثنين من المجرمين فى أسيوط، هما: الشهيد الملازم أول باسم عادل سرور، وزميله الملازم أول أحمد سعيد محمود، وكلاهما بالتأكيد فى العشرينيات من عمره، وقبلهما سقط العشرات. ففى شهر سبتمبر من العام الماضى سقط الشهيد المجند على درويش بعد أن تعرض لاعتداء من قبل سيارة لا تحمل لوحات معدنية فى كمين ببنى سويف، ثم سقط فى شهر ديسمبر النقيب الحسن الشريف أحمد عبدالجواد أثناء فض مشاجرة فى المنيا، وبعدهما سقط الملازم أول أحمد البلكى وأمين الشرطة أيمن عبدالعظيم محمود أثناء حمايتهما سجن بورسعيد، وبعدها قام رجال الشرطة بتبادل إطلاق النار مع المتظاهرين سقط إثر ذلك 30 قتيلا آخرون فى مأساة حقيقية، لأن من ماتوا مواطنون أبرياء، ومن حكم عليهم بالإعدام فى مجزرة استاد بورسعيد متهمون بارتكاب واحدة من أبشع الجرائم التى شهدتها مصر. وتكرر رد الفعل نفسه فى السويس، حين سقط جندى أمن مركزى وسط أحد زملائه، فانتقم له بشكل فورى وقتل 4 من المتظاهرين بصورة خارج كل القواعد القانونية، ليلحق كل هؤلاء بركب شهداء قطار البدرشين من المجندين البسطاء الذين سقط منهم ما يقرب من 20 شهيداً منسياً. إن هؤلاء الضحايا ليسوا نجوم فضائيات حتى يجدوا من يتكلم عنهم، وليس وراءهم جماعات حقوق إنسان تطالب بحقوقهم، ولا جماعة تقف وراءهم وتحرض أعضاءها من أجل القصاص لهم، ولا حتى نقابة للشرطة تدافع عنهم مثلما هو الحال فى كل البلاد الديمقراطية. نعم كانت هناك أزمة كبيرة فى علاقة المجتمع المصرى بالشرطة، لأن نظام مبارك حملها تقريبا عبء الدفاع عن كثير من خطاياه، فحول كل ملفات البلاد لجهاز الأمن: من تعيين المعيدين فى الجامعات حتى «تعيين المعارضة»، ومن التفاوض مع العمال المضربين حتى التعامل مع الاحتقانات الطائفية. ومع ذلك ظل هناك آلاف من أبناء هذا الجهاز عملوا بشرف وبمهنية، وكانوا ضحية المنظومة القديمة والجديدة، التى تركتهم فى العراء حتى اضطر البعض منهم لأن يأخذوا حقهم بيدهم مثلهم مثل كثير من الجماعات فى مصر. إن إصلاح الشرطة ليس كما يصوره البعض هو انتقام أو تصفية حسابات مع جهاز بأكمله، ولا تجاهل الظروف الصعبة وفى بعض الأحيان غير الإنسانية التى يعمل بها كثير من شباب الضباط والمجندين، إنما هو تغيير ظروف العمل والعقيدة الشرطية، والحصول على غطاء سياسى يدعم رجال الشرطة فى عملهم طالما كان فى إطار القانون. لا أعتقد أن العنف الذى مارسه بعض رجال الداخلية أمام مديريات الأمن والسجون فى مواجهة المتظاهرين راجع إلى توجيهات إخوانية للوزير الجديد، إنما هو ردود فعل «قبيلة» الشرطة التى تحركت بصورة ثأرية مثل باقى «قبائل» المجتمع المصرى بعد أن شعرت بأنه لا أحد يشعر بآلامها، وعاد الخوف مرة أخرى من أن تدفع الداخلية ثمن أخطاء السياسة والحكم، من دماء أبنائها والشعب المصرى. رحم الله شهداء الشرطة وكل شهداء مصر. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شهداء الشرطة شهداء الشرطة



GMT 14:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 14:46 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 14:44 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 14:42 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 14:40 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:01 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 13:59 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تغييرات في تفاصيل المشهد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 16:57 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 09:02 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً

GMT 21:31 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تفتتح التداولات بـ "ارتفاع"

GMT 20:59 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أهم توصيات مؤتمر الموثقين بمراكش

GMT 11:42 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

فك لغز مقتل أستاذ جامعي في الجديدة

GMT 10:02 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

وكالة ناسا ترصد صخرة «وجه الإنسان» على كوكب المريخ

GMT 17:57 2016 الأربعاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال يضرب "بحر البوران" قبالة سواحل مدينة الحسيمة

GMT 05:37 2020 السبت ,16 أيار / مايو

طريقة عمل غريبة بالسميد وجوز الهند

GMT 02:12 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع برحلة تلتقي فيها الشاعرية مع التاريخ في لشبونة

GMT 21:25 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصحافي رشيد بوغة في مدينة تيفلت
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib