الإعلام الحكومي

الإعلام الحكومي

المغرب اليوم -

الإعلام الحكومي

عمرو الشوبكي

مشكلات الإعلام الحكومى كثير منها مهنى وبعضها سياسى، فهناك مشكلات تتعلق بملكية الدولة له وعدم فصل هذه الملكية عن الحكومة والأغلبية الحزبية الحاكمة، فسابقا كان الحزب الوطنى هو المسيطر من خلال أغلبية مشكوك فى نزاهتها، وحاليا سيطرت جماعة الإخوان المسلمين بأغلبية حقيقية وديمقراطية. هناك مشكلات أخرى تتعلق بتبعية الإعلام للسلطة السياسية ومراكز النفوذ حتى تجاوزت فكرة أن هناك إعلاماً حكومياً مطيعاً ينفذ إملاءات الحكومة، إنما فى وجود إعلام حكومى وخاص واقع تحت هيمنه كاملة أو جزئية لأصحاب السلطة والنفوذ، سواء كان حكومياً أو خاصاً، وبات بعضه يعالج أموراً سياسية واجتماعية شديدة الخطورة بطريقة مريبة ومقلقة. وقد وصفت أغلبية مجلس الشورى الصحافة القومية بأنها جزء من «النظام البائد»، وعادت واستخدمت نفس أساليب هذا النظام فى اختيار رؤساء تحرير الصحف القومية، واستبعد على أثرها أسماء هى من بين الأكثر كفاءة فى تاريخ الصحافة القومية. صحيح أن هناك نسبة اعتادت أن يكون «لها تمام» عند جهة ما، وفى العهد السابق كان هو النظام بأجهزته ومؤسساته المختلفة، وبعد الثورة مال البعض إلى المجلس العسكرى، ثم اكتشف أنه ليس حريصا على أن يؤثر فى هذه المساحة ولا فى غيرها، فانصرف إلى نفاق التحرير وثوار الميدان، ثم تراجع بعد أن اكتشف عدم تأثيرهم فى صنع القرار، وعاد ووجد ضالته مع الإخوان فكتب البعض استمارة عضوية فى الحرية والعدالة - قدروا بـ40 صحفياً فى مؤسسة قومية كبرى قبل انتخاب مرسى و70 بعدها - وبقيت الغالبية خارج أى تصنيف حزبى أو سياسى تبحث عن تكوين مهنى أفضل حتى لو كان بعضها جامل الحكومة فى العهد السابق، أو التزم بالخطوط الحمراء التى وضعتها مؤسسته بعدم انتقاد «حكمة الرئيس». إن فهم الأغلبية الحزبية فى مجلس الشورى لمشكلات الصحافة القومية والإعلام الحكومى على أنه مجرد تغيير للقيادات الحالية وإبدالها بأسماء موالية للإخوان، لن يحل مشكلة الصحافة الحكومية. فيكفى أن الصحافة القومية فقدت اثنين من أبرز رموزها المهنية، وهما محمد عبدالهادى فى الأهرام وياسر رزق فى الأخبار فى أعقاب تلك التغييرات. والحقيقة أن تجربة رزق كانت نموذجية، لأنها ظلت مرتبطة بخبرة الصحافة القومية، على عكس عبدالهادى الذى اكتسب جزءاً من خبرته وتمايزه المهنى من خارج الصحافة القومية، فقد ظل ياسر ابناً وفياً لمدرسة الأخبار، وحين ذهب إلى مجلة الإذاعة والتليفزيون ليرأس تحريرها كان من القلائل الذين فتحوا أبوابها لأسماء ومصادر صحفية كان زملاؤه فى باقى الصحف الحكومية يخشون من مجرد السلام عليها. إن كثيراً من أبناء هذه المؤسسات عارضوا النظام السابق، أو بالحد الأدنى حافظوا على مهنيتهم ودفعوا ثمناً ربما أكثر من آخرين، لأن معارضتهم كانت مدفوعة الثمن من صعودهم الوظيفى لوجودهم داخل مؤسسات حكومية ورسمية. إن مصر بحاجة إلى مجلس قومى للإعلام وهيئة مستقلة لإدارة الإعلام الحكومى عن طريق تحويله من إعلام حكومى إلى إعلام عام يقدم خدمة عامة مملوك للدولة وليس الحكومة. إن من يبحث عن استقلالية الإعلام الحكومى عن طريق تغيير قياداته الحالية بقيادات جديدة تكون أكثر موالاة للإخوان يخطئ خطأ جسيماً، فلم تطرح حتى الآن فكرة واحدة ذات قيمة تتعلق بكيفية إصلاح الإعلام الحكومى حتى يمكنه أن يتحول إلى إعلام دولة يقدم خدمة عامة للمجتمع وليس للحزب الحاكم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإعلام الحكومي الإعلام الحكومي



GMT 14:47 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 14:46 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 14:44 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 14:42 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 14:40 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 14:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 14:01 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 13:59 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تغييرات في تفاصيل المشهد

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 15:24 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة
المغرب اليوم - أفكار لتوزيع قطع الأثاث حول المدفأة

GMT 16:57 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

حذار النزاعات والمواجهات وانتبه للتفاصيل

GMT 09:02 2024 الثلاثاء ,29 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة الفنان المصري حسن يوسف اليوم عن عمر يناهز 90 عاماً

GMT 21:31 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بورصة الدار البيضاء تفتتح التداولات بـ "ارتفاع"

GMT 20:59 2024 السبت ,26 تشرين الأول / أكتوبر

أهم توصيات مؤتمر الموثقين بمراكش

GMT 11:42 2017 الثلاثاء ,05 أيلول / سبتمبر

فك لغز مقتل أستاذ جامعي في الجديدة

GMT 10:02 2024 الجمعة ,11 تشرين الأول / أكتوبر

وكالة ناسا ترصد صخرة «وجه الإنسان» على كوكب المريخ

GMT 17:57 2016 الأربعاء ,26 تشرين الأول / أكتوبر

زلزال يضرب "بحر البوران" قبالة سواحل مدينة الحسيمة

GMT 05:37 2020 السبت ,16 أيار / مايو

طريقة عمل غريبة بالسميد وجوز الهند

GMT 02:12 2018 الأربعاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

استمتع برحلة تلتقي فيها الشاعرية مع التاريخ في لشبونة

GMT 21:25 2018 الخميس ,25 تشرين الأول / أكتوبر

انتحار الصحافي رشيد بوغة في مدينة تيفلت
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib