أيام يوليو
البرلمان اللبناني ينتخب جوزيف عون رئيسا جديدا للبنان بعد ولة انتخابية ثانية ظهر الخميس "99 صوتًا من أعضاء مجلس النواب اللبناني يحسمون جولة الانتخابات الرئاسية" إستعدادات وتحضيرات يشهدها قصر بعبدا بانتظار الرئيس اللبناني الـ14 للبلاد بدء عملية تصويت نواب البرلمان اللبناني بالاقتراع السري في الدورة الثانية لانتخاب الرئيس الجديد بدء جلسة الدورة الثانية في البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس الجمهورية نادي وست هام يونايتد يُعلن أقال مدربه الإسباني جولين لوبتيغي بسبب سوء نتائج الفريق هذا الموسم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون يُقدم العزاء في وفاة أسطورة الملاكمة عبد القادر ولد مخلوفي مقتل 3 وإصابة 3 آخرين جراء تحطم طائرة مائية في جزيرة سياحية أسترالية توقف حركة الطيران بين سوريا والإمارات بعد انطلاق أول رحلة جوية أمس الثلاثاء قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم مدينة الظاهرية جنوب الخليل في الضفة الغربية وتصادر عدداً من المركبات
أخر الأخبار

أيام يوليو

المغرب اليوم -

أيام يوليو

عمرو الشوبكي

هَلَّت أيام يوليو مرة أخرى ومرت 63 عاما على تاريخ الشعب المصرى مع القدر، حين قام الجيش بثورة 23 يوليو بكل ما فيها من إنجازات كبرى وإخفاقات مؤلمة، ومع ذلك ظلت دون غيرها حاضرة فى ضمير الشعب، حتى لو تجاهلها البعض وكرهها البعض الآخر، إلا أنها بقيت عابرة للزمن، لأنها وضعت منظومة قيم جديدة وليس فقط مجرد إدارة حكم وبرنامج سياسى.

والحقيقة أن الجيش قام بحركته المباركة، كما وصفت أولا فى ذلك الوقت فى صبيحة يوم 23 يوليو، ونفس هذا الجيش تدخل لتنفيذ إرادة أغلب الشعب فى 3 يوليو 2013، وبين «التدخلين» جرت مياه كثيرة جعلت هناك استحالة لتكرار يوليو الأولى مرة أخرى، حتى لو كان هناك بعض جوانب الشبه فى وضع الأحزاب والنخب السياسية فى المرحلتين، بصورة جعلت تدخل الجيش أمراً سلساً، بل مطلوباً لدى قطاع واسع من المواطنين.

ومع ذلك فإن تجربة يوليو الأولى تظل مختلفة عن يوليو الثانية، وأى محاولة لاستنساخ 23 يوليو 52 مرة أخرى فى 23 يوليو 2015 ستكون نتائجها وخيمة على الجميع.

فثورة 23 يوليو أسست نظاما جديدا وبثت قيما جديدة، فى حين أن 30 يونيو و3 يوليو عدلت مسارا وأنقذت مصر من مصائر سوداء، ولكنها لم تبن مشروعا سياسيا من أى نوع، لا هى مع الديمقراطية ولا مع الاشتراكية، ولا هى تخوض معارك التحرر الوطنى على أرض الواقع كما جرى فى عهد عبدالناصر، والمؤكد أنه ليس بالهتافات الرديئة يمكن أن نفتعل معارك وخصومات ليست هى معارك العصر الحقيقية.

فالمطلوب من مصر الآن ليس الهتاف ضد أمريكا ولا طرد المستعمر (الذى طردنا بالفعل)، إنما تعلم التفاعل النقدى مع المنظومة العالمية وتكريس قيم المهنية والإنجاز والإصلاح المؤسسى داخل المجتمع، وهى أمور تحلها خطط علمية وليس هتافات «حنجورية».

المؤكد أن «23 يوليو» كانت تجسيداً حياً لنضال الشعب المصرى من أجل الاستقلال والتحرر، والذى بدأ مع «العسكرى» أحمد عرابى، ثم بـ«المدنيين» سعد زغلول ومصطفى النحاس، وانتهى بجمال عبدالناصر، الذى انتمى نظريا للمؤسسة العسكرية، ولكنه فى نفس الوقت فعل عكس القواعد التى يفرضها انتماؤه لهذه المؤسسة حين بنى تنظيما سريا ثوريا اخترق به الجيش وقلب به نظام الحكم الملكى العتيد.

وعلى خلاف تجارب الجيوش الانقلابية فى أمريكا الجنوبية وأفريقيا وتركيا، عرفت مصر تجربة «الضباط الثوريين»، الذين أسسوا تنظيمات سرية مثل نظرائهم المدنيين، وقاموا بالثورة على النظام القائم.

ومن هنا كان تحرك تنظيم الضباط الأحرار فى ثورة يوليو ضد قيادة المؤسسة العسكرية نفسها ومنقلبا عليها وعلى نظام الحكم، وليس مثل تحرك قادة المؤسسة العسكرية فى جيوش أمريكا الجنوبية ضد نظم منتخبة وشرعية فى كثير من الأحيان.

إن «أيام يوليو» تعنى بالنسبة لأغلب المصريين ترسيخ قيم جديدة: التحرر الوطنى، العدالة الاجتماعية، الكرامة الإنسانية، وهى كلها قيم أهدرت فى العقود الثلاثة الأخيرة، فقد نجحت ثورة يوليو فى تحقيق الاستقلال الوطنى وإعلان الجمهورية، وأقامت نظاماً سياسياً جديداً على أنقاض النظام القديم، وصاغت عقدا اجتماعيا حصلت بمقتضاه على «توكيل» من الجماهير للدفاع عن مصالحها وتقديم الحلول نيابة عنها فى كثير من الأحيان.

وقد كان عصر يوليو هو فى الحقيقة عصر الثورات التحررية الكبرى فى العالم الثالث كله، بدءا من الصين، مروراً بأفريقيا وآسيا، وانتهاء بأمريكا الجنوبية، وقادت مصر هذه الحقبة التى قضت على عروش كثيرة وأنهت عصر الاستعمار. وقد صُمم نظام يوليو بصورة مخالفة للنظام الذى عجز عن إنجاز الاستقلال، فالأحزاب تم حلها، لأنها عجزت عن تحقيق الاستقلال الوطنى وتواطأ بعضها تارة مع القصر وتارة مع الاحتلال، والدستور الذى لم يُحترم كثيرا إبّان العهد الملكى تم «تبديله» بشرعية ثورية أسست لنظام جديد على أسس ثورية لا دستورية.

صحيح أن ثورة يوليو لم تكن ديمقراطية، فقد أسس عبدالناصر نظاماً غير ديمقراطى قام على الحزب الواحد، وتساوى مع زعماء العالم الثالث «المدنيين»، الذين أسسوا نظما سياسية تقوم على الحزب الواحد أيضاً، متصورين أن مواجهة الاستعمار فى الخارج وتحقيق التنمية فى الداخل يتطلبان نظماً تعبوية من هذا النوع، وتساوت التجارب الاشتراكية والرأسمالية، و«المدنية» و«العسكرية»، وبدت الهند استثناء واضحاً من كل تجارب التحرر الوطنى بتأسيسها تجربة ديمقراطية لم تخلُ من مشكلات أيضاً.

من حق التيارات السياسية أن تختلف على أيام يوليو، فهناك مَن يرفضها بالكامل، وهناك مَن يؤيدها بالكامل، وهناك مَن يؤيد أو يرفض بتحفظ، فكل هذا مشروع فى عالم السياسة، ولكن ما يجب أن نتفق عليه جميعا بصرف النظر عن اللون السياسى والحزبى أن «يوليو التحرر الوطنى» هى جزء مشرق من التاريخ المصرى والعربى، وأن احترام نضال أجيال سابقة من المصريين والعرب دفعوا أرواحهم ثمنا لهذا الهدف هو جزء من الذاكرة الوطنية التى لا يجب على أى بلد يرغب فى التقدم أن يتخلى عنها.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أيام يوليو أيام يوليو



GMT 20:18 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

كبير الجلادين

GMT 20:14 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

التغيير في سورية... تغيير التوازن الإقليمي

GMT 20:08 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ترمب وإحياء مبدأ مونرو ثانية

GMT 20:06 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

سوريا... والهستيريا

GMT 20:04 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

لا يطمئن السوريّين إلّا... وطنيّتهم السوريّة

GMT 20:01 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

هيثم المالح وإليسا... بلا حدود!

GMT 19:59 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

في انتظار ترمب!

GMT 19:54 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

محاكمة ساركوزي!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

ملخص وأهداف مباراة توتنهام ضد ليفربول في الدوري الإنكليزي

GMT 21:17 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

المكاسب المالية تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 02:19 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

فالنسيا يواصل نزيف النقاط بالتعادل مع ديبورتيفو ألافيس

GMT 17:49 2017 الثلاثاء ,17 كانون الثاني / يناير

بشرى بوشارب تُعلن عن رواية "المهاجرة" في القاهرة

GMT 22:17 2016 الإثنين ,10 تشرين الأول / أكتوبر

فوائد لاستخدام العشب الصناعي في حديقة منزلك

GMT 17:54 2016 الجمعة ,14 تشرين الأول / أكتوبر

سون هيونغ مين يفوز بجائزة لاعب الشهر في الدوري الإنجليزي

GMT 15:48 2016 الأحد ,11 كانون الأول / ديسمبر

آن هاثاواي تفتخر برشاقتها بعد الولادة في فستان أسود
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib