المشروع الإسلامى كما أفهمه
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً عشرات المتطرفين اليهود بمدينة الخليل يحاولون مهاجمة رئيس القيادة المركزية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان
أخر الأخبار

المشروع الإسلامى كما أفهمه

المغرب اليوم -

المشروع الإسلامى كما أفهمه

حسن نافعة

وصلتنى تعقيبات عديدة على مقالى الأسبوعى المنشور فى صفحة الرأى يوم الأحد الماضى، تحت عنوان: «المشكلة مع التنظيم الإخوانى وليس مع المشروع الإسلامى». بعض هذه التعليقات يتساءل عما أقصده بالمشروع الإسلامى، وبعضها الآخر يوجه لى الاتهام، صراحة أو ضمنا، بأننى «أمسك العصا من منتصفها وأحاول إرضاء الجميع».. إلخ. وأود أن أشير هنا بشكل عابر إلى أننى لم أكتب إلا ما يعبر عن اجتهادى وقناعاتى الشخصية، وليس لاسترضاء أو إغضاب أحد. ولأننى لست عضواً فى أى تنظيم، ولا طامعاً أو طامحاً فى أى دور أو منصب، أحمد الله أن منحنى ما يكفى من الشجاعة لأعبر عن وجهة نظرى فى كل وقت، وبحرية تامة دون طمع فى ذهب المعز أو خوف من سيفه. ولا أقصد من العودة للحديث اليوم عن هذا الموضوع نفى تهمة أو تبرير موقف، وإنما فقط توضيح ما قصدت لكل من سأل واستفسر. «المشروع الإسلامى» الذى قصدته هو المشروع الفكرى الذى أطلقه الأفغانى فى منتصف القرن التاسع عشر وحمل رايته الإمام محمد عبده من بعده، واستهدف تحرير عقل الإنسان المسلم وتمكينه من التصالح مع ذاته أولاً، ومع الآخرين ثانياً، ومع العصر الذى يعيش فيه ثالثاً، وهو مشروع موجه للمسلمين كافة، بصرف النظر عن أوطانهم أو جنسياتهم، واستنهاض هممهم لتقديم نموذج فى السلوك والمعاملات يليق بعظمة دينهم الحنيف. ولأنه دين يعترف بكل الأديان السماوية التى سبقته وجاء متمماً لها فلا يتصور عقلا، حين يُفهم على وجهه الصحيح، أنه يحض على التعصب أو الكراهية أو استخدام العنف فى مواجهة الآخر المختلف، أو سبب فى التخلف أو عائق أمام التقدم أو متناقض مع العلم أو مناهج التفكير الحديثة. وهذا هو بالضبط ما استوعبه مصلح اجتماعى كبير، فى حجم جمال الدين الأفغانى، وإمام وعالم كبير فى حجم الشيخ محمد عبده، ومن سار على نهجهما من أمثل الشيخ رشيد رضا وعبدالرحمن الكواكبى وقاسم أمين وغيرهم. لو قدر لمثل هذا المشروع الفكرى أن يتواصل لاستطاع العالم الإسلامى من خلاله أن يعثر على صيغة للتصالح مع عصره، والانطلاق على طريق النهضة والتقدم، مع الحفاظ فى الوقت نفسه على ذاته وهويته. غير أن العالم الإسلامى لم يتمكن للأسف، ولأسباب كثيرة، من مواصلة هذه المسيرة الفكرية. فقد وقع تحت مطرقة الاحتلال الأوروبى، من ناحية، وسندان التسييس، من ناحية. وإذا كان الاحتلال الأوروبى قد سعى لفرض نموذجه «التغريبى» بالقوة، فقد راحت فصائل «الإسلام السياسى» التى ظهرت، وعلى رأسها جماعة الإخوان المسلمين، تدفعه نحو التقوقع والانغلاق على الذات بدعوى حماية خصوصيته الثقافية والحضارية. عندما ظهرت جماعة الإخوان المسلمين وقدمت نفسها فى البداية كحركة دعوية هدفها بناء وتربية الإنسان المسلم تربية صحيحة، ليصبح نواة لبناء الأسرة المسلمة فالمجتمع المسلم فالدولة المسلمة فالأمة الإسلامية، بدت حينئذ وكأنها أحد تجليات «المشروع الإسلامى»، وانتقاله من الحيز الفكرى البحت إلى الحيز الحركى، ومن هنا ترحيب الجماهير به بل حماسهم له فى البداية. غير أنه ما إن بدأ «تنظيم» الجماعة يقوى ويشتد ساعده، حتى بدأت تظهر عليه ذات الأعراض المرضية التى تصيب التنظيمات العقائدية كافة: فقد حلت الجماعة محل الأمة وأصبحت المصلحة التنظيمية للجماعة هى مصلحة الأمة، بل مصلحة الإسلام ذاته، ثم حل الجهاز الخاص محل الجماعة وأصبحت مصلحة الجهاز من مصلحة الجماعة، ثم حل المرشد محل كل أجهزة وتنظيمات الجماعة، لينتهى المطاف بهيمنة حفنة صغيرة يقودها مرشد يكاد يعتبر نفسه نبياً مرسلاً. ولأن تنظيم الإخوان لم يعد وحده على ساحة العالم الإسلامى، بعد أن تفرعت عنه أو نشأت من خارجه تنظيمات أخرى كثيرة فى مصر وفى غيرها من البلدان، فقد أصبح لكلٍ مشروعه «الإسلامى» الخاص، وتحولت إلى عبء ليس فقط على المجتمعات الإسلامية بل على الإسلام ذاته. المشروع الإسلامى الذى نقصده ليس مشروع «جماعة الإخوان» فى مصر، أو مشروع «حركة النهضة» فى تونس، أو مشروع «حركة طالبان» فى أفغانستان وباكستان، فتلك كلها برامج سياسية لتنظيمات تستهدف الوصول إلى السلطة، ولكنه مشروع لتحرير الفكر وتحرير العقل الإسلامى، بدأه الأفغانى ومحمد عبده فى منتصف القرن التاسع عشر، ثم توقف قبل أن ينضج ويكتمل. والمطلوب أن نعيد إحياءه وأن نستكمل مسيرته. نقلا عن جريدة المصري اليوم 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المشروع الإسلامى كما أفهمه المشروع الإسلامى كما أفهمه



GMT 14:49 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 14:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 14:47 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 14:45 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 14:44 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 14:40 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

GMT 14:38 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمى يوارب الباب ويسمح بالفيلم الإيراني!!

GMT 14:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib