حسن نافعة
وصلتنى رسائل عديدة تعبر عن مشاعر قلق مما آلت إليه الأوضاع، وتعكس انقساما واضحا فى الآراء حول الموقف من الدعوة للحوار. وقد اخترت من بينها رسالة، أعتقد أنها تعبر عما يدور فى ذهن قطاع عريض من المواطنين، أنشرها، دون تعليق من جانبى، لكن بعد إجراء تعديلات فى الصياغة، بما لا يخل بالمعنى:
«بعد الموافقة على الدستور بنعم وتمرير المواد المعيبة فيه، أصبح من العبث استمرار قادة ورموز الحركة الوطنية فى جبهة الإنقاذ فى التشبث بنفس شروط الحوار الوطنى السابقة على الاستفتاء، ويجدر بهم الآن أن يعلموا أن انتخابات مجلس النواب المقبلة ستشكل فرصة أخيرة لكل المصريين من خارج تيار الإسلام السياسى لإعادة التوازن للحياة السياسية.
لقد بات واضحا من قراءة نتائج الاستفتاءات والانتخابات، منذ ثورة 25 يناير حتى الآن، أن وزن تيار الإسلام السياسى لا يتعدى فى أحسن الأحوال 20% من إجمالى من يحق لهم التصويت، وأن شعبيته قد تراجعت بشكل ملحوظ. وإذا توافرت جميع الضمانات التى تكفل حرية ونزاهة الانتخابات البرلمانية المقبلة فلن يحصل هذا التيار فى أحسن الأحوال على أكثر من 30% من مقاعد مجلس النواب القادم، مما سيفتح الطريق أمام حدوث التوازن المطلوب بين سلطات الدولة الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية، ويسمح فى الوقت نفسه بإعادة النظر فى مواد الدستور المعيبة وتصحيحها.
لذا أدعو قادة ورموز جبهة الإنقاذ الوطنى إلى تركيز الجهد على طرح المواقف التالية كأسس للحوار:
1- قانون انتخابات يحقق العدالة ويضمن تكافؤ الفرص بين الجميع.
2- فتح باب التسجيل فورا للمصريين بالخارج، وإتاحة الوسائل التقنية التى تمكنهم من الإدلاء بأصواتهم، ولدينا من الوقت ما يكفى لإنجاز هذه المهمة، إن خلصت النوايا وشرعنا فى العمل دون تأخير أو تسويف.
3- تنقية جداول الناخبين وتحديثها.
4- إشراف قضائى كامل.
5- إسناد الإشراف على مراقبة الانتخابات إلى جهة محايدة غير المجلس القومى لحقوق الإنسان، الذى تقوده شخصية كشفت عن توجهاتها وميولها المنحازة.
6- الإصرار على وجود رقابة دولية ومحلية فى الوقت نفسه، مع منح الأولية للرقابة الدولية، نظرا لحالة الاستقطاب الحادة القائمة حاليا.
7- اقتراح عقد الانتخابات يوم الأربعاء بدلا من السبت، وذلك تفاديا لاستخدام المنابر للدعاية الانتخابية يوم الجمعة، وهى وسيلة أصبحت شائعة لكسر الحظر الانتخابى، وهدر لتكافؤ الفرص للمرشحين.
8- ضرورة قيام وزارة الأوقاف بالتنبيه على جميع الخطباء والدعاة بعدم استخدام المساجد للدعاية لصالح أى من المرشحين أو الأحزاب المتنافسة، وتوقيع الجزاء على كل من يقدم على ارتكاب هذا العمل فى بيوت الله.
9- فرز الأصوات فى اللجان الفرعية، مع الحرص فى الوقت نفسه على مطابقة سجل بيانات الناخبين الموقعين بالسجل مع عدد البطاقات بصندوق الانتخاب وعدد البطاقات غير المستخدمة لضمان عملية فرز صحيحة للأصوات.
ولأن هذه الضمانات تكفل انتخابات حرة وشفافة، أعتقد أن وضعها على مائدة الحوار الآن وربطها بجدول زمنى للتنفيذ سيساعد على تلافى جميع العيوب التى ظهرت فى استفتاء مارس 2011، وفى انتخابات مجلسى الشعب والشورى، وفى الانتخابات الرئاسية، وأخيرا فى الاستفتاء على الدستور المعيب.
على جبهة الإنقاذ، الآن وليس غدا، توحيد الصف وخوض الانتخابات ككيان واحد وتفويت الفرصة على تيار السلطة فى التمكن من مجلس النواب».
ويختتم القارئ رسالته بالعبارة التالية، التى أنقلها كما هى دون تعديل: «نصيحة مواطن مهموم بهم بلده زى ملايين المصريين اللى ملناش فى السياسة وكل اللى يهمنا نشوف بلدنا بخير وكل مواطن يجد له مكاناً فيها. أخيرا أتمنى أن يصل صوتى لمن يهمه الأمر لإنقاذ آخر فرصة للحفاظ على مصر. يا رب احمى بلدى من ولادها».
المواطن: يحيى قطب
نقلاً عن جريدة " المصري اليوم " .