جريمة بطعم الفضيحة
تأجيل تشييع جنازة الملحن المصري محمد رحيم للمرة الثانية ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً عشرات المتطرفين اليهود بمدينة الخليل يحاولون مهاجمة رئيس القيادة المركزية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة
أخر الأخبار

جريمة بطعم الفضيحة

المغرب اليوم -

جريمة بطعم الفضيحة

حسن نافعة

الحصار الذى ضربه المتظاهرون حول مبنى المحكمة الدستورية العليا طوال يوم الأحد الماضى، وأدى إلى منع قضاة المحكمة من الوصول إلى أماكن عملهم، وأجبرهم على تأجيل دعاوى مهمة مرفوعة أمامها، كان يفترض أن ينظر فيها فى ذلك اليوم، يعد جريمة كبرى يتعين ألا تمر بغير عقاب أو محاسبة. صحيح أن التظاهر حق يكفله الدستور ويحميه القانون فى كل الدول الديمقراطية، لكن ينبغى أن يمارس الحق فى الحدود التى يسمح بها القانون ويحقق المصلحة العامة. ولأن إرهاب القضاة ومنع هيئة قضائية، مهما كانت وجهة نظرنا فى تشكيلها الحالى أو فى طبيعة الدور الذى تقوم به، لا يمكن أن يكون عملا يقره القانون أو يستهدف تحقيق مصلحة عامة، علينا جميعا أن نستنكر ما جرى أمام المحكمة الدستورية العليا وأن ندينه بكل قوة. الجريمة التى نحن بصددها هنا هى جريمة من نوع خاص. فهى لا تعد من الجرائم الفردية التى يسهل توجيه الاتهام إلى مرتكبيها كأشخاص تمهيدا لمحاكمتهم وإنزال العقاب العادل بهم، وإنما هى أقرب ما تكون إلى الجريمة السياسية التى يمكن أن تطول الجهات والقوى المنظمة لها أو المحرضة عليها، كما أنها فى الوقت نفسه جريمة تطول الأجهزة الأمنية التى عجزت عن تأمين المحكمة أو قصَّرت فى اتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتها، سواء تم ذلك بقصد أو بغير قصد. وإن دل ما حدث، طوال الأحد الماضى، على شىء فإنما يدل على حجم الفوضى التى بدأت تعم جنبات الحياة السياسية فى مصر، كما يدل أيضا على عمق الهوة السحيقة التى بدأنا جميعا نتجه نحوها بأقصى سرعة. كنت قد طالعت فى وسائل الإعلام المختلفة تصريحات للدكتور سعد الكتاتنى، رئيس حزب الحرية والعدالة، يعبر فيها عن رفضه الدعوات الخاصة بالتظاهر أمام المحكمة الدستورية ويناشد القائمين عليها إلغاءها. ومع ذلك فقد تم تنظيم المظاهرة وتوجه المئات، وربما الآلاف، لحصار المحكمة، وخشى القضاة على أنفسهم من هذه الحشود الضخمة الغاضبة، فلم يذهب البعض منهم أصلا، بينما منع البعض الآخر من الدخول، أو دخل من ممرات جانبية يعرفها أكثر من غيره، ولذلك لم تنعقد المحكمة وتم تأجيل القضية. فكيف نفهم ما حدث: هل هو توزيع للأدوار بين فصائل مختلفة لتيار «الإسلام السياسى»، أم هو دليل على حالة انفصام فعلى بين حزب ليس له سلطان على أعضاء لا يدينون له بـ«السمع والطاعة»، وجماعة لها وحدها حق السمع والطاعة ليس فقط من جانب الأعضاء وإنما من جانب الحزب أيضا؟! أخطر ما فى هذه القضية هو مغزاها السياسى. فالذين تظاهروا أمام المحكمة الدستورية العليا، سواء كانوا تابعين لحزب الحرية والعدالة أو لجماعة الإخوان أو للسلفيين، أو لغيرهم من فصائل تيار «الإسلام السياسى»، سيحسبون، لا محالة، على الدكتور مرسى، حيث يعتقد كثيرون أن مظاهرة من هذا النوع لا يمكن أن تنظم دون علمه أو استئذانه. لذا من الطبيعى أن يبدو الدكتور مرسى فى مرآة ما جرى أمام المحكمة الدستورية أقرب ما يكون إلى قائد ميليشيات منه إلى رئيس دولة، خصوصا أن هذه المظاهرة نظمت فى اليوم التالى مباشرة لمليونية «الشرعية والشريعة» المؤيدة له، مما يضفى على الجريمة مذاق الفضيحة أيضا. لست من المفتونين بالمحكمة الدستورية العليا فى مصر، وسبق لى أن وجهت انتقادات لاذعة إلى بعض ما صدر عنها من أحكام فاحت منها رائحة السياسة. ويعلم القاصى والدانى أن هذه المحكمة، التى قادها فى الماضى قضاة عظام وكانت تعد، حتى وقت قريب، واحدة من أهم المحاكم الدستورية فى العالم، سيّست فى عهد مبارك الذى استعمل سلطته فى تعيين رؤسائها من شخصيات موالية له لم تكن الأحق برئاستها. كما يعلم القاصى والدانى أن الفساد الذى انتشر فى كل عظام الدولة وصل إلى المؤسسات والهيئات القضائية التى لم تستطع أن تنجو بنفسها من عبث النظام السابق. غير أن تطهير القضاء من قلة فاسدة مازالت تنخر فى عظامه كالسوس شىء، وما يقوم به رئيس الدولة حاليا شىء آخر. فتطهير القضاء مهمة نبيلة يجب أن يتولاها مجلس القضاء الأعلى بنفسه، أما ما يقوم به رئيس الدولة حاليا فلا علاقة له بالرغبة فى التطهير، وينطوى على ازدراء واضح للمؤسسة القضائية وإهانة لرجالها ومحاولة لتحطيم سلطة يبدو أنها أصبحت تشكل عقبة أمام طموحات الجماعة التى ينتمى إليها، وتلك مسألة لا يمكن لأى وطنى شريف أن يقبلها. لذا ننتهز الفرصة لتوجيه التحية خالصة لمؤسسة القضاء وإلى رجالها المخلصين المدافعين بحق عن استقلال السلطة القضائية وعن كرامتهم التى هى من كرامة شعب مصر كله. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جريمة بطعم الفضيحة جريمة بطعم الفضيحة



GMT 16:02 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 16:00 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 15:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

GMT 15:54 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

GMT 15:53 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 15:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وجع فى رأس إسرائيل

GMT 15:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حكم «الجنائية» وتوابعه

GMT 15:44 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

«الثروة» المنسية ؟!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib