ملاحظات على المسودة الأولية للدستور
تأجيل تشييع جنازة الملحن المصري محمد رحيم للمرة الثانية ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً عشرات المتطرفين اليهود بمدينة الخليل يحاولون مهاجمة رئيس القيادة المركزية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة
أخر الأخبار

ملاحظات على المسودة الأولية للدستور

المغرب اليوم -

ملاحظات على المسودة الأولية للدستور

حسن نافعة

7 ـ رئيس الدولة من أهم سمات النظام المختلط (أو البرلماسى) وجود رأسين على قمة هرم السلطة التنفيذية، فهناك رئيس الدولة، من ناحية، ورئيس الحكومة، من ناحية أخرى، وكلاهما يتمتع بسلطات حقيقية. ولأن رئيس الدولة فى أى نظام مختلط ينتخب بالاقتراع السرى المباشر، فمن الطبيعى أن ترجح كفته فى مواجهة رئيس الحكومة أو الفرع الآخر للسلطة التنفيذية، لكنه ليس مطلق السلطات. فدوره فى صنع وتنفيذ السياسات يقتصر فى الواقع على مجالى السياسات الخارجية والأمن الوطنى أما بقية المجالات فتترك لرئيس الحكومة. ولأن هذا الأخير هو وحده الذى يخضع للمساءلة أمام البرلمان الذى يملك حق سحب الثقة منه، فإنه يتعين على رئيس الدولة أن يختاره من الحزب الحاصل على أغلبية المقاعد فى البرلمان. ويلاحظ أن مسودة الدستور المصرى لم تراع فى الواقع مثل هذه التوازنات الدقيقة. فقد أطلقت سلطة رئيس الدولة ورجحت كفته ليس فقط فى مواجهة رئيس الحكومة، وإنما أيضا فى مواجهة السلطة التشريعية نفسها، بل منحته بعض الصلاحيات التى تسمح له بالتدخل، حتى وإن كان محدوداً فى شؤون السلطة القضائية. ففى مواجهة الحكومة يلاحظ أن رئيس الجمهورية هو المسؤول الفعلى عن وضع السياسة العامة للدولة والإشراف على تنفيذها (وهى سلطة لن ينتقص منها كثيراً ما تقضى به المادة 145 من وجوب إشراك الحكومة)، وهو الذى يسمى رئيس الوزراء (دون أن يكون ملزماً باختياره من الحزب الحاصل على الأغلبية البرلمانية)، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، ويعين الموظفين المدنيين والعسكريين وكذلك الممثلون الدبلوماسيون ويعزلهم، ويملك حق العفو عن العقوبة أو تخفيفها، وهو الذى يدعو الناخبين للاستفتاء، ويعلن حالة الطوارئ (بعد موافقة الحكومة).. إلخ. وفى مواجهة السلطة التشريعية، يلاحظ أن مسودة الدستور تمنح رئيس الدولة الحق فى حل مجلس النواب، خصوصاً فى حال إصرار هذا الأخير على عدم منح ثقته لرئيس الحكومة الذى يختاره (المادة 144)، كما يملك تعيين عشرة أعضاء فى كل من مجلسى النواب والشيوخ. أما فى مواجهة السلطة القضائية فيلاحظ أن رئيس الدولة هو الذى يعين رئيس وأعضاء المحكمة الدستورية العليا (رغم أن جهات أخرى هى التى ترشحهم حسب نص المادة 183 من المسودة) ويصدر قرار تعيين رؤساء الهيئات القضائية (رغم أنهم يختارون إما بواسطة الجمعيات العامة لهيئاتهم القضائية أو بواسطة المجلس الأعلى للقضاء كما هو الحال بالنسبة للنائب العام). ورغم تمتع رئيس الجمهورية فى النظام السياسى المصرى بمثل هذه السلطات والصلاحيات الضخمة، فإنه لا يخضع، وفقا لنصوص المسودة المطروحة للنقاش العام، لأى نوع من المساءلة أو المحاسبة السياسية. أما خضوعه للمحاسبة القانونية فلا يكون إلا فى حالة واحدة فقط وهى ارتكابه جرائم أثناء تأديته أعمال منصبه أو بسببه (المادة 172). ويلاحظ هنا أن توجيه الاتهام لرئيس الدولة بسبب ارتكابه جريمة هو قرار سياسى محض لأن قرار الاتهام يتعين أن يصدر فى هذه الحالة بأغلبية ثلثى أعضاء مجلس النواب. كما يلاحظ أن رئيس الدولة لا يعزل إلا بعد إدانته من جانب محكمة خاصة، ويكتفى بإيقافه عن ممارسة مهام منصبه إلى أن يتم الفصل فى قرار اتهامه. فى سياق كهذا يبدو لنا النظام السياسى المصرى، كما تعكسه مسودة 24/10، أقرب إلى النظام الرئاسى منه للنظام البرلمانى، ويصعب من ثم وصفه بالنظام المختلط أو البرلماسى، وبالتالى ينطوى على خلل فى التوازن بين السلطات يتعين إصلاحه. ولتصحيح هذا الخلل نقترح: 1- قصر السلطات التنفيذية لرئيس الدولة على النواحى المتعلقة بالسياسة الخارجية والأمن القومى. 2- إحالة بقية السلطات التنفيذية إلى رئيس الحكومة القابل للمحاسبة أمام البرلمان وسحب الثقة منه. 3- تقييد سلطته إلى أدنى حد ممكن حين يتعلق الأمر بتعيين رؤساء الأجهزة الرقابية والحيلولة دون ممارسته أى تأثير على السلطة القضائية. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملاحظات على المسودة الأولية للدستور ملاحظات على المسودة الأولية للدستور



GMT 16:02 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 16:00 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 15:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

GMT 15:54 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

GMT 15:53 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 15:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وجع فى رأس إسرائيل

GMT 15:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حكم «الجنائية» وتوابعه

GMT 15:44 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

«الثروة» المنسية ؟!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib