ملاحظات على المسودة الأولى للدستور
تأجيل تشييع جنازة الملحن المصري محمد رحيم للمرة الثانية ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً عشرات المتطرفين اليهود بمدينة الخليل يحاولون مهاجمة رئيس القيادة المركزية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة
أخر الأخبار

ملاحظات على المسودة الأولى للدستور

المغرب اليوم -

ملاحظات على المسودة الأولى للدستور

حسن نافعة

  الحريات الفردية يثير الباب الثانى من مسودة الدستور، الذى جاء تحت عنوان «الحقوق والحريات والواجبات العامة»، إشكاليات عديدة. ولأنه طويل نسبياً، حيث يحتوى على 52 مادة، يصعب التعليق على كل مواده تفصيلاً فى مثل هذا الحيز الضيق. لذا سأكتفى بانتقاء أمثلة محددة تتعلق بالمواد التى أرى أنها الأكثر إثارة للجدل، وسأخصص مقال اليوم لمناقشة البعد المتعلق بالحقوق والحريات الفردية تاركين البعد الخاص بالحقوق والحريات العامة لمقال الغد إن شاء الله. هناك ملاحظة عامة تفرض نفسها فى البداية وهى وجود حرص واضح على تضمين الباب الثالث قائمة طويلة بالحقوق والحريات التى يراد للدستور المصرى أن يكفلها كاملة غير منقوصة. غير أنه يلاحظ فى الوقت نفسه أن معظم نصوص هذا الباب أيضا صيغت بطريقة ركيكة، ومن ثم تحتاج إلى إعادة صياغة ليصبح المعنى أكثر دقة ووضوحاً وخالياً من كل ثغرات محتملة. ويصلح نص المادة 36، على سبيل المثال لا الحصر، للاستدلال به فى هذا المقام. يقول النص: «للمنازل حرمة فلا يجوز دخولها ولا تفتيشها ولا مراقبتها إلا فى الأحوال المبينة فى القانون وبأمر من القاضى المختص.. ويجب تنبيه من فى المنازل قبل دخولها وتفتيشها، وذلك كله فى غير حالات الخطر أو الاستغاثة». ويبدو خلل الصياغة هنا ليس فقط واضحاً للعيان وإنما معيبا أيضا، لأنه قد يؤدى - دون قصد من المشرع طبعاً - إلى حالات انتهاك غير مقصود لأصل الحق. فلو أن النص المذكور كان قد استبدل بنص كالتالى: «ويجوز دخول المنازل دون تفتيشها فى حالة وجود خطر يهدد سلامتها أو حياة من فيها وفى حالات الاستغاثة»، أو بأى نص آخر مشابه، لتحقق الهدف المنشود بصورة أفضل وبخسائر محتملة أقل! وهناك مواد أخرى عديدة تعكس صياغتها، كما وردت فى المسودة، موقفاً سياسياً ورؤية أيديولوجية محددة، من شأنهما إثارة خلافات أكثر حدة. فهناك على سبيل المثال، لا الحصر، نص المادة 39 المتعلقة بحرية العقيدة الذى جاء على النحو التالى: «حرية الاعتقاد مصونة. وتكفل الدولة حرية إقامة دور العبادة للأديان السماوية على النحو الذى ينظمه القانون». إذ يلاحظ هنا أن هذا النص يتحدث عن «حرية الاعتقاد» وليس عن «حرية العقيدة»، والفرق كبير جدا بين التعبيرين، كما يلاحظ أن الحرية المكفولة فى هذا السياق ليست مطلقة وإنما مقصورة على الأديان السماوية وحدها دون غيرها، وهو نص يثير مخاوف وشبهات لا مبرر لها. وهناك مواد أخرى أكثر إثارة للجدل والخلاف، من الناحية الموضوعية، ربما كان أهمها المواد التى تتعلق بالمساواة وعدم التمييز، خاصة بين المرأة والرجل. فقد جاء نص المادة 68، على سبيل المثال، على النحو التالى: «تلتزم الدولة باتخاذ جميع التدابير التى ترسخ مساواة المرأة مع الرجل فى مجالات الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية وسائر المجالات الأخرى دون إخلال بأحكام الشريعة الإسلامية..»، وهو نص قد يوحى لمن يقرؤه على الفور بأن الشريعة الإسلامية لا تعترف بالمساواة بين المرأة والرجل، ولا تتعامل مع المرأة باعتبارها إنسانا كامل الأهلية، وهو فهم خاطئ تماما. الأهم أنه يتناقض بشكل كامل مع نص المادة 30 من نفس المسودة، الذى جاء على النحو التالى: «المواطنون لدى القانون سواء، وهم متساوون فى الحقوق والواجبات العامة، لا تمييز بينهم فى ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين أو العقيدة أو الرأى أو الوضع الاجتماعى أو الإعاقة». ولا جدال فى أن عبارة «دون إخلال بأحكام الشريعة الإسلامية» التى وردت فى نص المادة 68 أدخلت المجتمع كله فى متاهات لا أول لها ولا آخر، خصوصا أنها جاءت معطوفة على «مجالات الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية وسائر المجالات الأخرى». إذا كان القصد من وراء إدراج هذه العبارة ضمان تطبيق أحكام الشريعة الإسلامية فى قضايا الميراث والأحوال الشخصية، فهذا تزيُّد لا مبرر له، وذلك لسبب بسيط وهو أن أحكام الشريعة الإسلامية مطبقة بحذافيرها بالفعل فى هذه المجالات، ومنصوص عليها أيضا فى جميع القوانين المعنية، ولا يتهدد تطبيقها فى أى وقت أى نوع من المخاطر. لذا أعتقد، كما يعتقد غيرى كثيرون، أنه كان بوسع تيارات الإسلام السياسى التى أدخلتنا فى تيه هذا الجدل العقيم، خاصة السلفية منها، أن تكتفى بالنص فى الأحكام العامة للدستور على «حظر إصدار تشريعات تتناقض مع أحكام الشريعة الإسلامية» دون الإشارة فى أى مكان من مسودة الدستور إلى «الشريعة» أو «أحكام الشريعة» أو حتى مبادئ الشريعة. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"  

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ملاحظات على المسودة الأولى للدستور ملاحظات على المسودة الأولى للدستور



GMT 15:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

وجع فى رأس إسرائيل

GMT 15:47 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حكم «الجنائية» وتوابعه

GMT 15:44 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

«الثروة» المنسية ؟!

GMT 14:49 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 14:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 14:47 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 14:45 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 14:44 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib