من المجرم إذن
ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على منطقة البسطة وسط بيروت إلى 11 شهيداً و63 مصاباً عشرات المتطرفين اليهود بمدينة الخليل يحاولون مهاجمة رئيس القيادة المركزية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية القوات المسلحة السودانية تُعلن تحرير مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار من ميليشيات الدعم السريع الكويت تسحب جنسيتها من سالم الهندي الرئيس التنفيذي لشركة "روتانا" للإنتاج الفني ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير الحكومة الإسبانية تفرض غرامة تصل لـ179 مليون يورو على 5 شركات طيران بسبب ممارسات تعسفية السلطات الأمنية في بريطانيا تُخلي أجزاء كبيرة من مطار جاتويك جنوبي لندن لأسباب أمنية وزارة الصحة في غزة تُناشد المؤسسات الدولية والإنسانية بتوفير الحماية للمستشفيات والكوادر الصحية في القطاع إصابة 6 كوادر طبية وأضرار مادية جراء هجوم إسرائيلي على مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة مقتل 10 أشخاص فى هجوم على مزار فى ولاية بغلان شمال شرق أفغانستان
أخر الأخبار

من المجرم إذن؟

المغرب اليوم -

من المجرم إذن

حسن نافعة

قضت محكمة جنايات القاهرة فى حكم أصدرته، أمس الأول، الأربعاء، ببراءة جميع المتهمين فى قضية الاعتداء على المتظاهرين فى ميدان التحرير يومى 2 و3 فبراير عام 2011، والتى سقط خلالها عشرات القتلى والجرحى، وهى القضية التى أطلق عليها إعلاميا «موقعة الجمل». جاء فى حيثيات الحكم، وفقا لما نشر فى وسائل الإعلام المختلفة، أمس، أن المحكمة لم تطمئن إلى أقوال الشهود فى الدعوى لأسباب عدة، منها: 1- أن هذه الأقوال كانت جميعها «سماعية ووليدة أحقاد بين المتهمين والشهود نتيجة خلافات حزبية وبرلمانية»، فضلا عن خلو الدعوى «من أى شاهد رؤية واحد تطمئن إليه المحكمة». 2- ثبت من صحيفة الأحوال الجنائية لبعض هؤلاء الشهود أنهم «من المسجلين خطر»، بل تبين للمحكمة أنه سبق أن حكم على أحد شهود الإثبات بالحبس بتهمة الإدلاء بشهادة زور. 3- جاء فى أقوال اللواء حسن الروينى، الذى تشير حيثيات الحكم إلى أن المحكمة «اطمأنت إلى شهادته»، أنه «لم يرصد قتلى بميدان التحرير»، كما «لم يثبت حمل المتهمين - الذين ألقى القبض عليهم بالميدان، وتمت محاكمتهم عسكريا فى القضية رقم 118 لسنة 2011 عسكرية شرق القاهرة - السلاح». لقد جاء هذا الحكم صادما لجميع فئات الشعب، وربما لكل شعوب الأرض، وذلك لأسباب عدة أيضا، أولاً: أن الجريمة وقعت تحت سمع وبصر الدنيا، وشاهدها العالم بأسره لحظة وقوعها، حيث كانت وسائل الإعلام المحلية والأجنبية متواجدة فى المكان، ونقلت وقائعها بالكامل على الهواء مباشرة. ثانيا: أكد العشرات من شهود العيان المتواجدين فى المكان، بما فى ذلك الأطباء الميدانيون، لوسائل الإعلام وفى نفس اليوم، وقوع قتلى وجرحى بالعشرات، إبان تلك الأحداث. فهل جاء هذا الحكم الصادم وغير المبرر نتيجة خطأ فى التقدير ارتكبه القاضى، أو بالأحرى قضاة الدائرة التى نظرت القضية، أم نتيجة إهمال جسيم ارتكبته أجهزة النيابة العامة التى قامت بالتحقيق فى القضية وبتجهيز الأوراق التى نظرتها المحكمة والشهود الذين استجوبتهم؟! على الرغم من أننا لا نميل بطبعنا إلى إلقاء التهم جزافا، خصوصا حين يتعلق الأمر بالقضاء المصرى، فإنه يبدو واضحا أن القاضى تمسك بالشكل على حساب المضمون، وهذا حقه، لكن هل حكم فى النهاية بما يخالف ما وقر فى قلبه وفى ضميره، بافتراض أن له قلباً وضميراً لا يختلفان كثيرا عن قلوب وضمائر الجميع؟!. ولأننى لا أريد هنا أن أذهب إلى أبعد من ذلك، فسوف أكتفى بإثارة هذا التساؤل، عازفا عن البحث فى النوايا أو التفتيش فى الضمائر، لمعرفة ما إذا كان الحكم قد صدر عن قناعة حقيقية بما هو مدون فى الأوراق، أم أنه عكس شيئا آخر له صلة بمظاهر فساد لحقت بجميع الأجهزة والمؤسسات، بما فيها مؤسسة القضاء التى باتت فى جميع الأحوال، وبصرف النظر عن هذا الحكم، فى حاجة ماسة إلى التطهير. أما فيما يتعلق بالنيابة، فمن الواضح تماما أن الحكم نفسه انطوى على إدانة ضمنية لها. لكن نحن هنا إزاء خطأ يدخل فى نطاق الإهمال، أم القصور الوظيفى، أم أن النيابة العامة برمتها، وعلى رأسها النائب العام عن النظام السابق، لاتزال تمارس عملها، باعتبارها جزء من فلول النظام السابق، وتعمل لحسابه؟ لا توجد مصلحة لأحد فى إدانة أبرياء. وإذا كانت المحكمة قد قضت ببراءة من قامت النيابة العامة بتوجيه الاتهام لهم، فعلى السلطات المسؤولة حاليا عن إدارة شؤون الدولة والمجتمع أن تبحث عن الجناة الحقيقيين. فهناك جريمة كبرى وقعت فعلا، وجناة يتعين على العدالة أن تقتص منهم. وربما يحاول الحزب الحاكم حاليا استغلال هذه القضية، لتصفية حسابات قديمة مع النائب العام، والشعب ليس معنيا بتصفية الحسابات مع أحد، لكنه يصر فى الوقت نفسه على معرفة الحقيقة ويتمسك بتوقيع العقاب على المجرمين الحقيقيين، بعد أن يقدموا إلى محاكمة عادلة. لذا سيظل دم الشهداء والضحايا فى رقبة جميع المسؤولين عن إدارة شؤون الدولة والمجتمع، منذ تنحى الرئيس السابق حتى هذه اللحظة، أى فى رقبة كل من المجلس الأعلى السابق للقوات المسلحة ورئيس الدولة الحالى. وإذا كان المجلس الأعلى للقوات المسلحة يعد المسؤول الأول عن دماء الشهداء، بحكم فشله ليس فقط فى منع ارتكاب جريمة وقعت فى عهده، لكن بحكم فشله أيضا فى العثور على الجناة الحقيقيين، فإن دماء الشهداء قد أصبحت الآن فى رقبة رئيس الدولة الحالى، وعليه أن يقتص لهم، بالكشف عن هؤلاء الجناة وتقديمهم للمحاكمة، وإلا أصبح فى نظر الشعب الغاضب شريكا متواطئا فى هذه الجريمة البشعة. نقلاً عن جريدة "المصري اليوم"

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من المجرم إذن من المجرم إذن



GMT 14:49 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

«آخر الكلام»

GMT 14:48 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مش معقول.. ستة دنانير فطور صحن الحمص!

GMT 14:47 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا: المفاجأة الكبرى أمام ترمب

GMT 14:45 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثلث نساء العالم ضحايا عنف

GMT 14:44 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 14:40 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أوكرانيا...اليوم التالي بعد الألف

GMT 14:38 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

حسين فهمى يوارب الباب ويسمح بالفيلم الإيراني!!

GMT 14:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 22:23 2024 الخميس ,24 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مباحثات عباس وبوتين لوجود فلسطين في البريكس

GMT 05:47 2023 الثلاثاء ,11 إبريل / نيسان

أول مواطن تركي يسافر إلى محطة الفضاء الدولية

GMT 14:44 2022 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

 المؤشر نيكي يهبط 0.57% في بداية التعامل بطوكيو

GMT 10:31 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

الاتجاهات في عام 2018 تحمل التكنولوجيا إلى مناطق مخيفة

GMT 05:02 2017 الجمعة ,28 إبريل / نيسان

رباه..إنهم يلقنون فرنسا الديمقراطية !!!

GMT 00:32 2017 الثلاثاء ,03 تشرين الأول / أكتوبر

عمرو موسي يتصدر الأكثر مبيعًا بـكتابيه

GMT 21:19 2024 الأربعاء ,23 تشرين الأول / أكتوبر

النقد الدولي يخفض توقعاته لنمو الصين لـ4.8%
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib