يحدث فى الكوكب الآخر
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

يحدث فى الكوكب الآخر

المغرب اليوم -

يحدث فى الكوكب الآخر

فهمي هويدي

رفضت هيئة الإذاعة البريطانية (بى. بى. سى) دعوة رئيس الوزراء ديفيد كاميرون إلى عدم استخدام اسم الدولة الإسلامية فى تسميتها لتنظيم «داعش». ورد المدير العام للهيئة تونى هول هذه الدعوة فى مقال له، نشر يوم السبت (٤/٧)، بقوله: إن بى بى سى عندما تعرف مجموعة أو مؤسسة فإنها تأخذ فى الاعتبار كيفية تعريفها لنفسها، مشيرا إلى إدراك الهيئة أن استخدام اسم الدولة الإسلامية وحده يعنى وجود هذه الدولة والاعتراف بشرعيتها، وهذا تعبير غير دقيق.. لذلك فإن الهيئة سوف تستخدم من الآن فصاعدا اسم الدولة الإسلامية «المزعومة»، لافتا إلى أن استخدام كلمة «داعش» قد يوحى بأن الهيئة تدعم التنظيم، وهو أمر مخالف لمبدأ الحياد الذى تحرص الإذاعة على الالتزام به.

كان كاميرون قد انتقد فى حديث لإذاعة بى بى سى جرى بثه فى ٢٩ يونيو الماضى هيئة الإذاعة البريطانية لوصفها تنظيم داعش بالدولة الإسلامية، قائلاً: إن التنظيم ليس دولة إسلامية وإنما هو نظام رهيب وهمجى، وبعدما أعلن موقفه وجه ١٢٠ نائبا فى مجلس العموم رسالة إلى الإذاعة المذكورة قالوا فيها إنه «من الواجب عدم استخدام الدولة الإسلامية لأنه يعنى إضفاء الاحترام على المتطرفين الإسلاميين بلا داعٍ»، وطالبوا باستخدام داعش عوضا عنه.

ملاحظة رئيس الحكومة البريطانية مهمة فى ذاتها، ورد مدير الإذاعة البريطانية أهم فى دلالته، فالرجل ــ ديفيد كاميرون ــ على حق فى تحفظه على تسويق مصطلح الدولة الإسلامية، لأنه بالفعل تعبير مضلل وزائف، يشوه الإسلام ويوجه إليه إهانة بالغة. ليس أمام الغربيين فحسب وإنما أمام المسلمين أيضا. (بالمناسبة فإنه من المؤسف والمخجل فى ذات الوقت أن بعض الخصوم فى مجتمعاتنا العربية تصيدوا ممارسات داعش واعتبروها نموذجا يسعى الإسلام السياسى لفرضه. وفى سعيهم لتصفية حساباتهم المحلية وتخويف الناس من الإسلام السياسى، فإنهم ذهبوا إلى أن النموذج الذى قدمته داعش هو المثل الذى يتطلع الجميع لاحتذائه). ولست أشك فى أن رئيس الوزراء البريطانى حين أبدى تحفظه ووجه باستخدام مصطلح «داعش» لم يكن يدافع عن صورة ومفهوم الدولة الإسلامية، وأرجح أنه عارض استخدام تلك اللافتة لكى لا تشكل عنصر جذب لشباب وفتيات المسلمين فى بريطانيا، الذين التحق بعضهم بالفعل بصفوف داعش تأثرا بجاذبية فكرة الخلافة والدولة الإسلامية التى تلهب خيالاتهم.

أما أهمية رد مدير هيئة الإذاعة فتكمن فى أنه دافع عن استقلال تقاليد مؤسسته فى مواجهة رئيس الحكومة، رغم الصلة المعروفة بين الـ«بى بى سى» وبين الخارجية البريطانية. فالرجل لم يعتبر كلام ديفيد كاميرون توجيهات أو أوامر لرئيس السلطة التنفيذية، وإنما هى مجرد وجهة نظر تسمع وتحترم ولا تلزم. وكان الرجل موفقا حين آثر استخدام مصطلح الدولة الإسلامية المزعومة، لأنه جمع بين العنوان الذى اختارته الجماعة لتعرف به نفسها، وبين التقييم الموضوعى لشرعيتها التى لا تزال مجرد ادعاء مفروض بالقوة حتى الآن.

أدرى أن الواقعة بسيطة فى بريطانيا، ولولا أن وكالة الأناضول للأنباء أشارت إليها فى أخبار السبت الماضى لمرت دون أن يشعر بها أحد. لكنى أزعم أنها عميقة الدلالة بالنسبة للقارئ العربى، الذى لابد أن يدهشه أن يطلق رئيس الحكومة توجيها باقتراح معين فيرده مدير الإذاعة وينشر على الملأ حيثيات رفضه له. وفى رده يعتبر أن تقاليد مؤسسته فى حيادها الموروث أهم وأولى بالاتباع من اقتراح رئيس السلطة التنفيذية.

دهشة العربى مبررة، فى ظل غياب مفهوم الفصل بين السلطات وتآكل فكرة استقلال المؤسسات داخل الدولة. صحيح أن الدساتير المكتوبة فى بلادنا درجت على أن تنص على فصل السلطات واستقلال المؤسسات، لكن خبرة الواقع دلت على أن أمثال تلك النصوص ليست سوى عبارات إنشائية أريد بها تجميل الواجهات فى المحافل الدولية. وهى ذات الخبرة التى صكت العبارة التى تقول إن كلام الرئيس رئيس الكلام، بمعنى أنه لا يحتمل نقدا ولا نقضا، وهو آخر كلام. فى السياسة والقانون وفى الحرب والسلم وفى التشريع والقضاء.

فى أهمية الفصل بين السلطات فى النظام الديمقراطى يستشهد رجال القانون بما جرى للرئيس الأمريكى ليندون جونسون، حين أدان وندد بالجرائم البشعة، التى ارتكبتها عصابة من المهووسين، كان يقودهم رجل غريب الأطوار هو تشالز مانسون. وكانت أبرز ضحاياهم الممثلة الأمريكية شارون تايت، التى قتلوها مع آخرين. ذلك أن الرئيس جونسون كان قد أطلق تصريحاته أثناء نظر القضية أمام القضاء عام ١٩٧١. لكنه ما إن فعلها حتى تعرض لعاصفة من الهجوم والتنديد من جانب المحامين، الذين انتقدوا كلامه، واعتبروه تدخلا فى القضاء وإحراجا للمحكمة. وطالبوا الرئيس بأن يلزم حدوده، ويكف عن الكلام فى الموضوع، ليتيح للعدل أن يأخذ مجراه دون تأثير من رئيس الدولة.

حين يقع المرء على مثل هذه القصص، فإنه يستشعر خليطا من مشاعر الحسرة والحزن، لأنه يكتشف أننا نعيش فى كوكب آخر يفتقد إلى الكثير من تقاليد وأعراف العالم المتحضر. الأمر الذى يذكرنا بأننا نعيش حقا فى القرن الواحد والعشرين، لكننا لا ننتمى إليه.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يحدث فى الكوكب الآخر يحدث فى الكوكب الآخر



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 14:26 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مولودية الجزائر تتأهل لثمن نهائي كأس محمد السادس للأبطال

GMT 08:48 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

عبايات سعودية ولفات حجاب جديدة للسمراوات

GMT 19:38 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

محمد مديحي مدربا للمغرب الرياضي الفاسي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib