نحن ننتحر وهم يربحون
قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل د. حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة منظمة الصحة العالمية تعلن إصابة موظف بجروح خطيرة نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مطارًا في اليمن أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان
أخر الأخبار

نحن ننتحر وهم يربحون

المغرب اليوم -

نحن ننتحر وهم يربحون

فهمي هويدي

لأن مصائب قوم عند قوم فوائد، فإن الصراعات الحاصلة فى منطقتنا أنعشت صناعة السلاح فى الولايات المتحدة، وجعلت أباطرة تلك الصناعة يتوقعون مستقبلا زاهرا لبضاعتهم خلال السنوات القادمة. وهم لا يخفون سعادتهم سواء بالصراع الذى يلوح فى الأفق بين السنة والشيعة، أو بصراعات أهل السنة فيما بينهم. حيث يتوقعون أن تستمر المناكفات مع إيران من ناحية، كما يرون ان الحرب ضد تنظيم داعش أو الجماعات الإرهابية لن تحسم خلال السنوات القليلة القادمة.

مظاهر وخلفيات تلك الفرحة التى ترددت أصداؤها فى البنتاجون (وزارة الدفاع) وفى دوائر الكونجرس، سجلها تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز قبل أيام (فى ١٨/٤) أعده اثنان من محرريها هما: مارك مازيتى وهيلين كوبر.

من الملاحظات المهمة التى سجلها التقرير ان مبيعات السلاح الأمريكية للدول العربية كانت فى السابق محكومة بسقف معين، يراد به فى نهاية المطاف ان يظل التفوق الإسرائيلى قائما طول الوقت. وكان مفهوما ان ذلك القيد أريد به ألا يسمح للدول العربية ان تتفوق على إسرائيل فى قدراتها العسكرية تحت أى ظرف. إلا أن الأمر اختلف هذه المرة، بعدما بدا ان الدول العربية ــ أغلبها على الأقل ــ أصبحت معنية بالاحتشاد ضد إيران، ولم تعد تعتبر إسرائيل الخطر الأكبر الذى يهددها. لذلك فإن الإدارة الأمريكية تساهلت فى شرط ضمان التفوق الإسرائيلى، ولم تحدد سقفا لمبيعات السلاح للدول العربية، نظرا لاطمئنانها إلى أنه لن يوجه ضد إسرائيل، وانما سيستخدم فى الصراع ضد إيران أو فى الصراعات الداخلية أو ضد الجماعات الإرهابية المحلية.

تحدث التقرير عن استخدام السعوديينحاليا فى اليمن للطائرات المقاتلة اف ١٥ التى تنتجها شركة «بوينج»، وان الطيارين الإماراتيين يقودون طائرات اف ١٦ التى تنتجها شركة «لوكهيد»، وهذه تستخدم فى اليمن وضد تنظيم داعش فى سوريا. كما ان الإمارات بصدد التعاقد مع صفقة طائرات «درون» التى تطير بدون طيار، لكى تقوم بمهمات تجسس فى محيطها. ونوه إلى أن مسئولى صناعة السلاح أبلغوا الكونجرس باعتزامهم عقد صفقة كبيرة تضم آلاف الصواريخ مع دول التحالف المشاركة فى حرب اليمن وهى: السعودية والإمارات والبحرين والأردن ومصر.

من المعلومات الأخرى المهمة التى تضمنها التقرير ما يلى:
• إن المملكة العربية السعودية انفقت على التسليح فى العام الماضى ٨٠ بليون دولار، وهو رقم كبير لم تبلغه من قبل، كما أنه يتجاوز انفاق كل من فرنسا وبريطانيا على التسليح، ويجعل من المملكة رابع أكبر دولة مشترية للسلاح فى العالم، حسب تقرير مركز استوكهولم الدولى للسلام.

• دولة الإمارات انفقت على التسليح فى العام ذاته (٢٠١٤) ٢٣ بليون دولار تقريبا، وهو رقم يعادل ثلاثة أضعاف انفاقها فى عام ٢٠٠٦.

• قطر شاركت فى سباق التسلح الذى تشهده منطقة الخليج، فقد عقدت صفقة مع البنتاجون بقيمة ١١ مليار دولار لشراء صفقة طائرات «آباتشى» ومعدات دفاعية أخرى. وهى بصدد التفاوض مع شركة بوينج لعقد صفقة طائرات اف ١٥، لكى تحل محل طائرات ميراج التى تستخدمها فى الوقت الراهن. ومعلومات البنتاجون تشير إلى أن أمير قطر سيحضر معه قائمة بمشتريات أخرى للسلاح، حين يلتقى الرئيس الأمريكى فى الشهر القادم. وبسبب اتجاه قطر إلى تعزيز قدراتها العسكرية، فإن شركة بوينج فتحت مكتبا لها فى الدوحة فى العام الماضى، كما ان شركة لوكهيد خصصت قسما خاصا لمباشرة مبيعاتها الخارجية من السلاح، بعد تزايد الطلب عليها من جانب الدول الخليجية عاما بعد عام.

• نظرا لاحتمال استمرار حروب المنطقة لعدة سنوات وإقبال دولها على تحديث قدراتها العسكرية فإن التنافس القادم سيكون على شراء الطائرة المقاتلة «اف ٣٥»، التى تعد دُرة صناعة السلاح الأمريكية. لأنه يصعب رصدها من جانب الرادارات ــ وكان قد سبق تسويقها للدول الأوروبية والآسيوية الحليفة للولايات المتحدة. لكنها لم تسوق فى العالم العربى بسبب القلق من احتمالات استخدامها ضد إسرائيل. وهو قلق لم يعد واردا فى الوقت الراهن للأسباب التى سبق ذكرها. وأغلب الظن أن الإقبال على الطائرة الجديدة سيتزايد بعدما قررت روسيا تزويد إيران ببعض أسلحتها المتقدمة، وهى خطوة يفترض ان تدفع الدول العربية إلى محاولة الحصول على أسلحة أكثر تقدما.

جميعهم يتابعون جولات الصراع العربى بمشاعر يختلط فيها الارتياح مع البهجة، فى عواصم الغرب وواشنطن فى مقدمتها وفى إسرائيل بطبيعة الحال. ذلك أن الاقتتال فى بلادنا يترجم عندهم إلى أرباح بالمليارات وانتعاش اقتصادى هم أحوج ما يكونون إليه، كما انه يترجم فى إسرائيل إلى المزيد من الاسترخاء الاستراتيجى الذى لم تنعم به إسرائيل منذ انشائها. أما السؤال الذى يظل معلقا فى الفضاء طول الوقت وكاشفا لعبثية المشهد فهو: ماذا يكون حال العالم العربى لو أن هذه المليارات انفقت لتنمية العالم العربى وليس لانتحاره؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نحن ننتحر وهم يربحون نحن ننتحر وهم يربحون



GMT 10:08 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

عن تحولات الجولاني وموسم الحجيج إلى دمشق

GMT 09:58 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

خاسران في سورية... لكن لا تعويض لإيران

GMT 09:53 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«في قبضة الماضي»

GMT 09:50 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

علاقات بشار التي قضت عليه

GMT 09:47 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

من باب المندب للسويس والعكس صحيح

GMT 09:45 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«بيرل هاربر» التي لا تغيب

GMT 09:37 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كرد سوريا وشيعة لبنان

GMT 09:34 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

الخلط الإسرائيلي بين موازين القوى والحقائق

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:33 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعتقل "دواعش" خططوا لشنّ هجمات في "رأس السنة"

GMT 16:33 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

منير الحدادي يوضح سبب عدم انضمامه المنتخب المغربي

GMT 08:20 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

"شلال الدرمشان" في الرشيدية يُمثّل "منفى اختياري للشباب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib