معجزات شيخ الأزهر
مسيرات الجيش السوداني تقصف عدداً من المواقع التابعة لميليشيا الدعم السريع غربي أم درمان ارتفاع حصيلة ضحايا تحطم طائرة في مطار بكوريا الجنوبية إلى 174 قتيلاً الملاكم البورتوريكي بول بامبا بعد أسبوع من فوزه باللقب الذهبي لرابطة الملاكمة العالمية عن عمر يناهز 35 عاماً قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل د. حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة منظمة الصحة العالمية تعلن إصابة موظف بجروح خطيرة نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مطارًا في اليمن أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو
أخر الأخبار

معجزات شيخ الأزهر

المغرب اليوم -

معجزات شيخ الأزهر

فهمي هويدي

هذا خبر يجب أن يقرأ أكثر من مرة لكى يصدق ويستوعب. ذلك أننا فوجئنا صباح يوم الأربعاء الماضى 31/12 بخبر فى الصحف يقول إن شيخ الأزهر سيقوم بجولات فى آسيا وأفريقيا وأوروبا لمواجهة ظاهرة العداء للإسلام (الإسلاموفوبيا) وتحسين صورته التى شوهتها ممارسات العناصر المتطرفة والإرهابية. بدا الخبر مفاجئا ومحيرا، إذ مبلغ علمى أن الإمام الأكبر كانت لديه قبل ثلاث سنوات خطة لزيارة بعض الدول الأفريقية، وكان مقدرا فى ذلك الوقت أن يبدأ جولته بزيارة المملكة المغربية، وليست معروفة الأسباب التى أجلت تلك الجولة. من ثم فإن تحركاته خلال السنوات الأخيرة لم تتجاوز زيارة بعض الدول الخليجية تلبية لدعوات وجهت إليه. لذلك كان مفاجئا أن تعلن وسائل الإعلام المصرية إثر زيارة وزير الخارجية له أن اتفاقا تم على وضع خطة وصفتها جريدة الأهرام بأنها «عاجلة» لكى يقوم الدكتور أحمد الطيب بجولات فى القارات الثلاث «لتصحيح المفاهيم».

لم تعلن تفاصيل الخطة ولا مواعيد تنفيذها. إلا أننى استغربت فكرة إيفاد شيخ الأزهر شخصيا لكى يطوف بثلاث قارات فى مهمة استهدفت تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام ورد حملات تشويهه سواء من جانب خصومه وأعدائه أو من جانب بعض أبنائه، وهى مهمة تفوق طاقة أى إنسان مهما بلغت قدرته، فضلا أن جدواها مشكوك فيها إلى حد كبير.

إننا إذا حاولنا أن نتصور سيناريو تلك الخطة العاجلة فسنجد أن الرجل سيعد له برنامج لزيارة عواصم بعض الدول فى القارات الثلاث. حيث يلتقى فيها بالمسئولين عن النشاط الدينى وربما خاطب وسائل الإعلام فى مؤتمرات ترتب له للإجابة عن أسئلة الصحفيين. وقد يدعى لإلقاء بعض الكلمات والمحاضرات، الأمر الذى يستغرق عدة أيام قد تصل إلى أسبوع فى كل عاصمة. ولأن الكلام المنشور تحدث عن ثلاث قارات (واستثنى الولايات المتحدة لسبب غير مفهوم). فلك أن تتصور المدة التى يمكن أن تستغرقها الجولة إذا أعد برنامجها بذمة وكما يجب. لكنه قد يكتفى بزيارة بلدين أو ثلاثة فى كل قارة من باب سد الخانة ورفع العتب. وأرجح الاحتمال الثانى لأن شيخ الأزهر الذى لا يحب السفر كثيرا لا يستطيع أن يطوف بالقارات الثلاث مبلغا ومصوبِّا ومفندا ومحاججا، حتى إذا كان من أهل الخطوة وله كراماته ومعجزاته. وإذا ما اكتفى بزيارة بلد أو اثنين فى كل قارة، فإننا سنكون بصدد رحلة سياحية نظمت له ربما لاسترضائه وإخراجه مؤقتا من الأجواء غير المريحة التى تأذى منها بسبب صدورها عن وزير الأوقاف إثر تعكر العلاقات بين الرجلين. وهو ما اضطر رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب لزيارته وقتذاك فى مكتبه لتطييب خاطره وتخفيف أثر الجفاء الذى أغضب الإمام الأكبر وأثار حفيظته.

لا أعرف من الذى طرح الفكرة، وتصور أن جولة شيخ الأزهر فى القارات الثلاث حتى إذا أخذت على محمل الجد، يمكن أن تحسن الصورة وتغير المفاهيم وتحبط مساعى دعاة الإسلاموفوبيا. ولا أصدق أن الذين تحمسوا للفكرة افترضوا قدرات خارقة فى الإمام الأكبر تمكنه من تحقيق تلك الأهداف خلال عدة أسابيع أو عدة أشهر.

إن الصورة المشوهة والأفكار المغلوطة عن الإسلام والمسلمين تعد جزءا من الثقافة السائدة. فى العالم الغربى بالذات. وهى حصيلة ممارسات وتراكمات ومعارف تشكلت عبر سنوات عدة، لذلك فإنه من السذاجة والتبسيط الشديد أن يظن أحد بأن كل ذلك يمكن أن يتغير بفضل زيارة شيخ الأزهر وحواراته التى يمكن أن يجريها فى العواصم المختلفة.

لا أعرف مدى استجابة الإمام الأكبر للفكرة، التى فهمت أنها لم تنبع من الأزهر ولكنها جاءت من خارجه، الأمر الذى يشم فيه المرء رائحة التكليف الذى يقدم فى صيغة اقتراح من جهات لا يرد لها كلام. لكننى لا أبالغ إذا قلت إن الجولة المفترضة إذا تمت فإنها سوف تنضم إلى المبادرات التى تسوق إعلاميا ولا تحقق مردودا يذكر، حيث يكتفى فيها بشرف المحاولة دون أن ينتظر منها عائد يذكر.

ليس لدى أى خلاف مع تشخيص المشكلة، لأننى أعى جيدا أننا نواجه أزمة مزدوجة. فالكارهون للإسلام يشوهونه وبعض المنتسبين إليه ينفرون الناس منه ويفضحونه.

الخلاف يفرض نفسه حين يطرح التفكير فى علاج المشكلة. وأزعم فى هذا الصدد أن تكليف شيخ الأزهر بالتجول فى ثلاث قارات لا يمثل علاجا بأى حال، بل لا يمثل حتى مسكِّنا، وأكرر أنه يقدم نموذجا لوهم الإنجاز الذى نسمع له ضجيجا ولا نرى له طحنا.

إن أفضل وسيلة للتعامل مع الإسلاموفوبيا هى أن يقدم المسلمون نموذجا مشرفا يسكت الخصوم ويكذب إدعاءاتهم. وتلك مهمة ليست من اختصاص الأزهر وشيخه. وإنما هى مسئولية موزعة بين أهل السياسة الذين يديرون العالم الإسلامى وبين الجاليات والأقليات المسلمة التى تعيش خارج ذلك العالم، أما الممارسات الخاطئة التى أسهمت فى عملية التشويه وكرَّهت كثيرين فى الإسلام فهى نتاج واقع فكرى متخلف وواقع سياسى ظالم، دفع البعض إلى التمرد والعنف. وتلك مشكلة لا تحل بجولات يقوم بها شيخ الأزهر فى القارات الثلاث، وإنما للأزهر أن يساهم فى حلها بانحيازه إلى الفكر الوسطى من خلال دفاعه المستمر عن العدل والحرية ووقوفه ضد الظلم بمختلف أنواعه، وتلك رسالة تؤدى فى الداخل وليس فى العالم الخارجى. ليتنا نواجه الأمر بصورة أكثر جدية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

معجزات شيخ الأزهر معجزات شيخ الأزهر



GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 06:54 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

GMT 06:52 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

«بضع ساعات فى يوم ما».. شريط سينمائى يفضح المسكوت عنه!

GMT 06:48 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

«ماكينات» الفكر

GMT 06:46 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

أوضاعها تُدمى القلوب!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 15:38 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

لا رغبة لك في مضايقة الآخرين

GMT 01:10 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

"أوتلاندر PHEV" تحفة ميتسوبيشي الكهربائية

GMT 18:01 2023 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تحطم طائرة عسكرية أميركية في شرق البحر المتوسط

GMT 10:04 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

دليل صيحات الألوان العصرية لربيع وصيف 2023

GMT 07:24 2022 الإثنين ,03 تشرين الأول / أكتوبر

وزير العدل المغربي يكشف تفاصيل العقوبات البديلة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib