مداولة بعد الحكم
قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل د. حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة منظمة الصحة العالمية تعلن إصابة موظف بجروح خطيرة نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مطارًا في اليمن أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان
أخر الأخبار

مداولة بعد الحكم

المغرب اليوم -

مداولة بعد الحكم

فهمي هويدي


فى حين أبرزت جريدة الأهرام أمس (٢٤/٣) خبر توقيع اتفاق المبادئ حول سد النهضة باللون الأحمر ووصفته بأنه «خطوة تاريخية»، فإن العنوان الرئيسى لجريدة «التحرير» كان كالتالى: الرئيس يوقع والشعب يسأل أين التفاصيل؟ ــ ولم يكن الأمر مجرد سؤال عن التفاصيل، لأن الجريدة ذاتها ذكرت فى عناوينها ان الغموض يتواصل حول بنود الاتفاق. ثم أوردت ضمن عناوين الصفحة الأولى رأيا لخبير مائى لخصه فى عبارة واحدة أن الاتفاق: «مصيبة» تمنح شرعية للمشروع الاثيوبى (!).
صحيح أن الرأى الذى تبنته جريدة الأهرام هو ذاته الذى انحازت إليه بقية الصحف المصرية، إلا أن الحذر الذى أبدته جريدة «التحرير» بدا متفردا ومثيرا للانتباه. ذلك انها نقلت على صفحة داخلية آراء اثنين من الخبراء حول الموضوع. أحد الخبراء، الدكتور مساعد عبدالعاطى الخبير فى القانون الدولى للمياه، هو من وصف المبادئ العشرة التى وردت فى وثيقة إعلان المبادئ بأنها «مصيبة». وقال إن الوثيقة كان ينبغى أن تكون محكمة ومنضبطة من الناحية القانونية، فتنص مثلا على عدة أمور أهمها تقليل السعة التخزينية للسد (المقدر لها ان تصل إلى ٧٥ مليار متر مكعب). كما تنص على مد فترة ملء الخزان بما لا يؤثر على حصة مصر المائية أو الإضرار بها. أيضا كان ينبغى أن تنص على التزام الدول بالتقرير الذى سيصدر عن المكتب الاستشارى. وهى البنود التى تكفل إلزام إثيوبيا بما تم الاتفاق عليه، وتسهل مقاضاتها دوليا إذا أخلت بالتزاماتها.
الخبير الثانى الذى تحدث فى الموضوع هو الدكتور نادر نور الدين أستاذ الموارد المائية والرى بجامعة القاهرة، وقد أبدى عدة ملاحظات مهمة منها ما يلى:
• إن هذه أول وثيقة فى التاريخ الحديث تتحدث فى إنشاء سد، لأن الاتفاقيات الدولية تتحدث عن تقسيم المياه.
• إن الوثيقة لاتعترف بحصة مصر المائية ولاتقر بها، ورفضت الإشارة إلى تلك الحصة التى تقدر بـ٥٥ مليار متر مكعب، وهو ما يؤكد سوء نية الطرف الاثيوبى.
• اثيوبيا فرضت الأمر الواقع على مصر حينما دعت إلى إجراء الدراسات الاستشارية التى سيقوم بها المكتب المختص خلال ١٥ شهرا وليس خمسة أشهر كما أرادت مصر.
وهذا الأجل الذى فرضته اثيوبيا يتوافق مع فترة انتهائها من بناء سد النهضة، وهو ما يعنى أن أديس أبابا وضعت مصر أمام الأمر الواقع. خصوصا انها خططت لبناء السد التالى فى عام ٢٠١٨.
• توقيع مصر على الوثيقة أكسب سد النهضة شرعية وسيترتب عليه عودة التمويل الدولى للمشروع. وهو التمويل الذى كان قد توقف بسبب التحفظات المصرية.
• لأن الوثيقة تهم المصريين جميعا فى حاضرهم ومستقبلهم، فإنه كان ينبغى عرض مضمونها على الرأى العام. لكى يكون على بينة من الخطوة التى ستتخذها السلطة والنتائج المترتبة عليها.
هذا الذى عبر عنه الخبيران يمثل الرأى الآخر فى وثيقة إعلان المبادئ. الذى لم يسمع من قبل. وغاية ما يمكن أن أقوله إنه يستحق المناقشة، حتى إذا جرت تلك المناقشة بعد التوقيع عليها لمحاولة علاج الثغرات التى أشار إليه الخبيران. وإذا شئنا الدقة فالمناقشة مطلوبة على مستويين، مستوى الخبراء الذين هم أدرى بالجوانب الفنية المتعلقة بمضمون الوثيقة أو بصياغتها. ومستوى الرأى العام الذى من حقه أن يحاط علما بمسار قضية مصيرية من ذلك القبيل. وقد لاحظت أن زميلنا إبراهيم منصور رئيس تحرير الجريدة انتقد فى عدد الجريدة ذاته غياب الشفافية فى موضوع الوثيقة، معتبرا أن هذا الاسلوب يعيدنا إلى اساليب العهود السابقة التى يفترض أن مصر تجاوزتها بعد ثورة يناير.
الملاحظة الأخيرة لها أهمية خاصة، ليس فقط بسبب موضوعها. ولكن أيضا لأنها تكررت فى تعليقات بعض الكتاب المحترمين على نتائج أعمال مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى، خصوصا مشروع العاصمة الإدارية الجديدة الذى أعلن عنه وتم توقيع الاتفاق الخاص بتنفيذه، دون أن يسبقه أى حوار مجتمعى، وهو ما يعيد إلى أذهاننا تلك الصيغة العبثية التى تتحدث عن المداولة بعد صدور الحكم!
لا يستطيع ــ ولا ينبغى ــ لأحد أن يقلل من أهمية التفاهم مع اثيوبيا ودول حوض النيل، بقدر ما ان أحدا لايستطيع أن يقلل من ايجابيات مؤتمر شرم الشيخ. لكن تقديرنا لمثل هذه الخطوات الايجابية لايحول دون التحفظ على ما تخللتها من قرارات كبيرة وخطيرة فاجأت الرأى العام الذى أصبح «آخر من يعلم». ومن المفارقات انه فى حين يستمر ذلك التجاهل بين الحين والآخر، فإن وسائل الإعلام عندنا تصر فى عناوينها على أن «مصر تستيقظ»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مداولة بعد الحكم مداولة بعد الحكم



GMT 10:08 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

عن تحولات الجولاني وموسم الحجيج إلى دمشق

GMT 09:58 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

خاسران في سورية... لكن لا تعويض لإيران

GMT 09:53 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«في قبضة الماضي»

GMT 09:50 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

علاقات بشار التي قضت عليه

GMT 09:47 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

من باب المندب للسويس والعكس صحيح

GMT 09:45 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«بيرل هاربر» التي لا تغيب

GMT 09:37 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كرد سوريا وشيعة لبنان

GMT 09:34 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

الخلط الإسرائيلي بين موازين القوى والحقائق

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 16:41 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

تفاصيل صادمة في فيديو خيانة زوجة لزوجها الملتحي

GMT 23:48 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

لحسن أخميس خارج حسابات بركان

GMT 02:49 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

توقعات بحدوث مشاكل اقتصادية في شهر أيار

GMT 17:58 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

خمسة مصابين في زلزال ضرب اليابان قوته 6.1 درجة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib