فى القانون أم فى السياسة
قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل د. حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة منظمة الصحة العالمية تعلن إصابة موظف بجروح خطيرة نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مطارًا في اليمن أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان
أخر الأخبار

فى القانون أم فى السياسة؟

المغرب اليوم -

فى القانون أم فى السياسة

فهمي هويدي


لا يستطيع المرء أن يكتم شعوره بالحيرة والدهشة حين يقارن بين الذى جرى فى مظاهرات قصر الاتحادية التى قتل فيها عشرة أشخاص، بما حدث لمتظاهرى ثورة ٢٠١١ التى اقترب قتلاها من الألف. المقارنة فرضتها الأحكام التى صدرت يوم الثلاثاء ٢١/٤ فى القضية الأولى. وقضت بسجن الرئيس الأسبق الدكتور محمد مرسى و١٢ آخرين من قيادات الإخوان ٢٠ سنة لكل منهم، وعاقبت اثنين آخرين بالسجن عشر سنوات لكل منهما. من ناحية أخرى فالمعروف أن أعدادا كبيرة من الرافضين لحكم الإخوان وللإعلان الدستورى الذى أصدره الدكتور مرسى، تجمعوا واعتصموا أمام قصر الاتحادية الرئاسى فى الرابع من شهر ديسمبر عام ٢٠١٣ تعبيرا عن احتجاجهم وغضبهم. إلا أن عناصر من جماعة الإخوان تصدت لهم يوم ٥ ديسمبر، إزاء انتشار شائعات تحدثت عن نيتهم اقتحام بوابات القصر الجمهورى. وأسفر الاشتباك بين الطرفين عن سقوط عشرة من القلتى وبعد عزل الدكتور مرسى أحاله النائب العام فى الأول من سبتمبر ٢٠١٢ ومعهم عدد من قادة الإخوان إلى المحكمة الجنائية، حيث وجه إليهم الاتهام بالقتل العمد واستعراض القوة والتعذيب والعنف فيما عرف لاحقا باسم قضية أحداث الاتحادية. وبسبب تلك الاتهامات فإن النيابة طالبت بإعدام الدكتور مرسى والمتهمين لارتكابهم الجرائم التى ذكرت فى أمر الإحالة.

ليس لدى كلام فى الوقت الراهن بخصوص وقائع القضية ولا الأحكام التى صدرت، وسوف أسلم بصحة المعلومات التى انبنت عليها القضية. ذلك ان المقارنة التى أشرت إليها فى بداية الكلام هى التى شغلتنى، من حيث انها أبرزت مفارقة تحتاج إلى تفسير. إذ فى قضية أحداث الاتحادية التى وقعت عام ٢٠١٢ حققها ودرس ملفها قاض جليل هو المستشار أحمد صبرى يوسف. وقد أصدر حكمه بناء على ما توفر لديه من معلومات وشهادات. أما أحداث ثورة يناير ٢٠١١ فقد قامت بتحقيقها لجنة تقصى الحقائق التى رأسها المستشار الدكتور عادل قورة الرئيس الأسبق لمحكمة النقض إضافة إلى فريق من كبار القانونيين والباحثين الاجتماعيين، وساعدهم فى مهمتهم فريق من المحققين المختصين. وهؤلاء أعدوا تقريرا تم اخفاؤه، لكن خلاصته لاتزال متوفرة على الإنترنت. وقد سبق ان أشرت إليه أكثر من مرة. ومن أهم ما أبرزه انه أكد مسئولية الشرطة عن قتل المتظاهرين. وهو ما اثبتته عدة فقرات منها ما يلى:

• تبين للجنة ان رجال الشرطة أطلقوا أعيرة مطاطية وخرطوشا وذخيرة حية فى مواجهة المتظاهرين أو بالقنص من فوق أسطح المبانى المطلة على ميدان التحرير. خاصة من قبل وزارة الداخلية ومن فوق فندق النيل هيلتون ومن فوق مبنى الجامعة الأمريكية، وقد دل على ذلك أقوال من سئلوا فى اللجنة ومن مطالعة التقارير الطبية التى أفادت أن الوفاة جاءت غالبا من أعيرة نارية وطلقات خرطوش فى الرأس والرقبة والصدر. علما بأن إطلاق الأعيرة النارية لا يكون إلا بموجب إذن صادر من لجنة برئاسة وزير الداخلية وكبار ضباط الوزارة.

• كما تبين للجنة كذلك ان سيارات مصفحة للشرطة كانت تصدم المتظاهرين عمدا، فتقتل وتصيب أعدادا منهم، وقد شوهدت فى وسائل الإعلام المرئية وسجلت على شبكة التواصل الاجتماعى إحدى هذه السيارات تنحرف نحو أحد المتظاهرين وتطرحه أرضا، وأخرى تسير للخلف لتصدم متظاهرا آخر وترديه قتيلا.
• دل على أن الشرطة استخدمت القوة المفرطة فى مواجهة المتظاهرين ما يلى:

١ــ كثرة الوفيات والإصابات، إذ بلغ عدد القتلى نحو ٨٤٠ قتيلا وتعدت الإصابات عدة آلاف من المتظاهرين، وذلك جراء إطلاق الأعيرة النارية والقنابل المسيلة للدموع التى كانت تستعملها الشرطة.

٢ــ ان أكثر الإصابات القاتلة جاءت فى الرأس والصدر، بما يدل على ان بعضها تم بالتصويب والقنص. فإن لم تقتل الضحايا فقد شوهت الوجه وأتلفت العيون. وقد كشفت الزيارات وأقوال الشهود والأطباء ــ خاصة مستشفى قصر العينى ــ ان المستشفيات استقبلت عددا هائلا من إصابات العيون خاصة فى يومى ٢٨ يناير و٢ فبراير ٢٠١١، بلغ المئات وان حالات كثيرة فقد بصرها جراء ذلك.

٣ــ أصابت الطلقات النارية والخرطوش التى اطلقتها الشرطة أشخاصا كانوا يتابعون الأحداث من شرفات ونوافذ منازلهم المواجهة لأقسام الشرطة. وغالبا ما كان ذلك بسبب إطلاق النار عشوائيا أو لمنعهم من تصوير ما يحدث من اعتداءات على الأشخاص.

• خلصت اللجنة إلى أن أمرا صدر من وزير الداخلية وقيادات وزارته إلى رجال الشرطة باستعمال السلاح النارى فى تفريق المتظاهرين وقد وصل ذلك الأمر من خلال التدرج الرئاسى إلى رجال الشرطة المسلحين فى موقع الأحداث. دل على ذلك أن الأعيرة النارية من الشرطة على المتظاهرين عم معظم محافظات القطر بما يؤكد أن أمرا صدر لهم بذلك من سلطة مركزية بوزارة الداخلية تجب طاعتها. وهذا الأمر لا يتسنى إلا لوزير الداخلية الذى يملك تلك السلطة. علما بأن صرف الأسلة النارية والذخيرة الحية لرجال الشرطة لاستعمالها فى فض المظاهرات بكافة المحافظات لا يكون إلا بأمر من السلطة العليا فى وزارة الداخلية.

إن المقارنة بين الحالتين تثير السؤال التالى: لماذا تمت إدانة الدكتور محمد مرسى ومعاونيه فى مظاهرة الاتحادية التى قتل فيها عشرة أفراد، فى حين تمت تبرئة حسنى مبارك ووزير الداخلية فى عهده ومعاونيه فى مظاهرات الثورة التى قتل فيها نحو ألف شخص، ولم يحاسب أحد على قتلهم، وهل نجد تفسيرا لذلك فى ملف القضية أم فى متغيرات المناخ السياسى؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فى القانون أم فى السياسة فى القانون أم فى السياسة



GMT 10:08 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

عن تحولات الجولاني وموسم الحجيج إلى دمشق

GMT 09:58 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

خاسران في سورية... لكن لا تعويض لإيران

GMT 09:53 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«في قبضة الماضي»

GMT 09:50 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

علاقات بشار التي قضت عليه

GMT 09:47 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

من باب المندب للسويس والعكس صحيح

GMT 09:45 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«بيرل هاربر» التي لا تغيب

GMT 09:37 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كرد سوريا وشيعة لبنان

GMT 09:34 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

الخلط الإسرائيلي بين موازين القوى والحقائق

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:33 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعتقل "دواعش" خططوا لشنّ هجمات في "رأس السنة"

GMT 16:33 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

منير الحدادي يوضح سبب عدم انضمامه المنتخب المغربي

GMT 08:20 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

"شلال الدرمشان" في الرشيدية يُمثّل "منفى اختياري للشباب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib