فتش عن الداخل
أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة دونالد ترامب يفضل السماح لتطبيق تيك توك بمواصلة العمل في الولايات المتحدة لفترة قصيرة على الأقل
أخر الأخبار

فتش عن الداخل

المغرب اليوم -

فتش عن الداخل

فهمي هويدي

أظرف وأخبث تعليق وقعت عليه هذا الأسبوع نصه كالتالى: الكلام عن الدعم والمساعدات الكبيرة التى تقدمها الولايات المتحدة لمصر لا يتنافى مع حقيقة المؤامرات وحروب الجيل الرابع الأمريكية على مصر. بل يؤكد بما لا يدع مجالا للشك فى ان مشكلتنا الحقيقية مع أمريكا وليست مع الولايات المتحدة، (لذلك) لا يجب أن ندع عداوتنا وكراهيتنا المطلقة للأولى تؤثر على علاقتنا الأخوية المتينة مع الثانية!

بهذه الصغية الذكية وخفيفة الظل حل الكاتب الساخر سامح سمير على الفيس بوك المشكلة التى تحير المواطن العادى فى مصر. وهو الذى تخرج عليه وسائل الإعلام بين الحين والآخر بتصريحات عن العلاقات الوثيقة والتعاون الاستراتيجى مع الولايات المتحدة. فى حين تخرج علينا فى أحيان أخرى بسيل من التعليقات والتحليلات عن التآمر الأمريكى على مصر، وجهود المخابرات الأمريكية لاستعادة حكم الإخوان واختراقات التنظيم الدولى للبيت الأبيض وتبعية بعض كبريات الصحف الأمريكية لمكتب إرشاد الجماعة. وإذ سجل صاحبنا ذلك التناقض، فإنه لم يجد له تفسيرا سوى اللجوء إلى الخيال واكتشافه ان الولايات المتحدة لابد أن تكون بلد آخر غير أمريكا. وانطلق فى ذلك من ثقته واطمئنانه إلى صواب موقف الإعلام المصرى، الأمر الذى دفعه إلى استبعاد افتراض أن يكون الاثنان بلدا واحدا، ومن ثم وجد الحل فى أنهما لابد أن يكونا بلدين مختلفين.

ما يثير الانتباه ليس مضمون الرسالة فقط والفكرة التى حل بها الكاتب التناقض بين الموقفين، وإنما أيضا صداها السريع وواسع النطاق لدى جمهور الفسابكة. ذلك أنه بعد ساعات قليلة من بثها يوم ٢٦ سبتمبر الحالى تناقلتها مواقع التواصل الاجتماعى ولقيت ترحيبا من نحو خمسة آلاف شخص، ولم أتابع عددهم فى الأيام التالية. ولم يكن الصدى مقصورا على حجم المؤيدين الذين أعجبتهم الفكرة وإنما جاء الصدى حافلا بقدر معتبر من تعليقات ظرفاء المصريين وتحليلاتهم الذكية. الأمر الذى يطمئنا إلى أنه رغم الاحتقان والجو المشحون بالمرارة والتوتر، فإن معين السخرية فى مصر لم ينضب بعد، وإن رصيدها الاحتياطى المتوفر يغطى احتياجات عدة سنوات مقبلة.

رغم السخرية والفكاهة فى الموضوع، إلا أن التعليق يثير قضية على جانب من الأهمية والجدية. إذ يذكرنا بالتحليلات التى اعتبرت النكتة المصرية ضمن أسلحة التعبير السياسى التى تتوسل بالسخرية لنقد الأوضاع وفضح تناقضاتها، الأمر الذى يخرجها من نطاق الجدل إلى الهزل ومن المسئولية إلى العبث.

فالمواطن المصرى البسيط يعذر إذا انتابته الحيرة فى تحديد موقفه إزاء الولايات المتحدة، التى نمتدحها ونعتز بالتحالف الاستراتيجى معها وتبرز وسائل إعلامنا كل اطراء يصدر عن مسئوليها لأولى الأمر فى بلادنا. ثم فجأة نتهمها بالتآمر على مصر ونتحدث عنها باعتبارها عدوا يتربص بنا ولا يتمنى لنا خيرا. وفى هذه الحالة لا يعرف ذلك المواطن ما إذا كانت أمريكا معنا أم ضدنا. ويصبح التحليل الذى أورده الكاتب الساخر أحد التفسيرات البسيطة التى تحل له الإشكال.

الكلام الجاد فى هذا الموضوع ينبه إلى أن تناقض المواقف له مصدران مهمان، الأول تتمثل فى الخلط والالتباس فى فهم الموقف الأمريكى. ذلك أن أمريكا ليست شيئا واحدا. فالديمقراطيون غير الجمهوريين. والصحف وقنوات التليفزيون لها مذاهب شتى والاكاديميون وخبراء مراكز الأبحاث قد يكون لهم آراء أخرى مخالفة لما يطرحه الجميع. وبين هؤلاء من يؤيد مصر على طول الخط (الجمهوريون مثلا) ومنهم من لا يكف عن انتقاد أوضاع الحريات وحقوق الإنسان فى مصر كالديمقراطية. وذلك التباين حاصل فى جميع المنابر الأخرى، أما ما يعبر عن موقف الدولة فهو البيت الأبيض ووزارة الخارجية، وما يصدر عنهما يتحرى المصالح الأمريكية فى نهاية المطاف، ويلتزم بالتحالف الاستراتيجى مع مصر سواء اتفق مع سياساتها أو اختلف معها.

الأمر الثانى ان توجهات السياسة الخارجية فى مصر محكومة إلى حد كبير بتطورات الأوضاع الداخلية. وطالما ظل صراع السلطة ضد الإخوان حاصلا فى مصر، فإنه سيظل أحد المحددات الرئيسية للسياسة الخارجية. فمن خاصم الإخوان صالحناه ومن هادن الإخوان خاصمناه ومن أعانهم اتهمناه ومن حاربهم حالفناه. ذلك حاصل مع الدول ومع المنظمات الحقوقية الدولية ومنظمات الأمم المتحدة، الأمر الذى يعد تطبيقا لشعار من ليس معنا فهو ضدنا، رغم أن ذلك قد لا ينطبق بالضرورة على الواقع، لان بعضا قد لا يكون معنا حقا، ليس لانه بالضرورة ضدنا ولكن لان له مصالح مغايرة أو حسابات تختلف عن حساباتنا.

أزعم أن هذا العنصر الثانى يفسر الكثير من توجهات السياسة الخارجية المصرية التى يكتنفها التناقض أو الغموض، ولا سبيل لفهمها وحل غوامضها إلا بالنظر إلى اتجاهات الريح فى الداخل ــ والله أعلم.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فتش عن الداخل فتش عن الداخل



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 10:47 2020 الثلاثاء ,08 أيلول / سبتمبر

سعادة غامرة في يونيون برلين بعد عودة جماهيره

GMT 02:45 2020 الأحد ,19 إبريل / نيسان

ديكورات غرف سفرة مودرن

GMT 18:04 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

الصين تنشر الصورة الأولى لـ"فيروس كورونا" القاتل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib