سياسة وليس فقها
منظمة الصحة العالمية تعلن إصابة موظف بجروح خطيرة نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مطارًا في اليمن أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة
أخر الأخبار

سياسة وليس فقها

المغرب اليوم -

سياسة وليس فقها

فهمي هويدي


وم الأحد الماضى (١٢/٤) قال رئيس محكمة جنايات القاهرة إن مفتى مصر أيد إعدام ١٣ متهما فى قضية غرفة عمليات رابعة، معتبرا أنهم حاربوا الله ورسوله ومن ثم استحقوا أن يطبق عليهم حد «الحرابة». وفى نفس اليوم بث التليفزيون السورى فتوى أصدرها مفتى سوريا دعا فيها إلى التدمير الكامل لمناطق المعارضة بعدما وصف المنخرطين فيها بأنهم أعداء الله.

للدقة فإننى لم أطلع على نص كلام مفتى مصر لكن رأيه لخصه المستشار محمد ناجى شحاتة قاضى الموضوع، وسمعته بأذنى فى أحد البرامج التليفزيونية التى جرى بثها يومذاك، ولاحظت أن أحد الصحفيين الكبار استشهد به واعتبره أحد أقوال الأسبوع (الأهرام ١٨/٤). كما لاحظت أن المفتى شوقى علام لم يعقب على ما نسب إليه لا توضيحا ولا تصحيحا خلال الأيام الخمسة التالية. لذلك اعتبرت صمته من علامات الموافقة والرضا. أما كلام مفتى سوريا أحمد حسون فقد تناقلته مواقع التواصل الاجتماعى، وأشارت إليه جريدة الحياة اللندنية (عدد ١٦/٤) فى تقرير كان عنوانه «مئة غارة على حلب بعد فتوى أحمد حسون».

ليس لدى كلام عن الموضوع فى الحالتين، لا فى قضية غرفة عمليات رابعة ولا فى الصراع الذى دخل عامه الخامس فى سوريا بين المعارضة والسلطة، لكن كلامى ينصب على أمرين محددين، الأول هو توظيف الأحكام الشرعية. والحدود عند اللزوم، فى تسويغ الإعدام فى الحالة الأولى. وفى تدمير وتصفية المعارضة فى الحالة الثانية. أما الأمر الثانى فهو التلاعب بالمصطلحات الشرعية وتأويلها بما يحقق للقرار السياسى مراده.

ما تمنيت أن يزج بلفظ الجلالة فى الحالتين. بحيث يوصف الذين قاوموا السلطات فى رابعة بأنهم حاربوا الله ورسوله، أو أن توصف جماعات المعارضة السورية التى خاصمت النظام بأنها ضمن أعداء الله. ثم إننى لا أستطيع أن أحسن الظن بانتقاء حدِّ الحرابة من بين كل الحدود الشرعية وإشهاره فى قضية بذاتها، فى ظرف سياسى معين. صحيح أن المفتيين فى كل من مصر وسوريا من موظفى الدولة، وهو ما يفرض عليهما سقفا مفهوما فى إبداء الرأى ــ لكن مجاملة السلطة لا ينبغى أن تصل إلى حد وصف الصراع السياسى فى الحالتين بأنه حرب على الله ورسوله، أو أنه عداء لله سبحانه وتعالى.

أدرى أن أحكام الإعدام فى مصر يؤخذ فيها رأى المفتى، وأعلم أن الرجل لم يؤيد بعض أحكام الإعدام التى صدرت فى الآونة الأخيرة لعوار وجده فى الأدلة. وأفهم أنه يحتكم فيما يعرض عليه على ضميره وثقافته الشرعية. وإذا أقدر ذلك كله فإننى لا أخفى دهشة إزاء وصفه ما جرى فى اعتصام رابعة بأنه حرب ضد الله ورسوله. ولا تتوقف عندى الدهشة حين أجده يصنف ما جرى بأنه «حرابة» تستحق الإعدام. أما ما صدر عن مفتى سوريا فإنه لا يفاجئ أحد من عارفيه، لأن الرجل منذ اللحظة الأولى اختار أن يصبح بوقا للنظام. ولا أستغرب منه أن يعتبر خصومه بأنهم أعداء الله.

كلامى فى النقطة الثانية مقصور على ما نسب إلى مفتى مصر باعتباره قضية غرفة رابعة بأنها نوع من الحرابة. هذا على افتراض أننا أيدنا ما نسب إلى المتهمين من تدبير فى مواجهة مخططات فض الاعتصام. أعنى أنه إذا صحت الوقائع المنسوبة إليهم فإن ذلك لا يعد من قبيل الحرابة، التى لها شروط لا تنطبق على الحالة التى نحن بصددها.

أستشعر حرجا فى مناقضة هذه النقطة لعلمى أن الأمر كله له علاقة بالسياسة بأكثر من علاقته بالفقه والشرع. لذلك أرجو أن يعد كلامى فى الموضوع بمثابة إيضاح لخلفيات الحكم الشرعى وليس تعليقا على رأى المفتى.

ذلك أن الحرابة فى أصلها الشرعى تفترض قطع الطريق بهدف أخد المال. وتشترط إلى جانب ذلك أن تتم الواقعة خارج العمران حين لا يكون الغوث ممكنا وحيث يفترض فى العابر أنه ماض فى أمان الله ورعايته وحده. وعند الأحناف والحنابلة والزيدية أن الخروج بغير قصد المال لا يعد حرابة ولو أدى إلى جرح قتل. هذه الأركان التى فصلت فيها كتب الفقه وتلك التى خصت التشريع الجنائى بالدراسة، لا شىء منها متوافر فى القضية التى نحن بصددها.

حيث الاستيلاء على المال لم يكن هدفا، والواقعة حاصلة فى قلب العمران، وفى وجود أرتال الجيش والشرطة. وإذا كان لابد من وصف فقهى لما حدث فى رابعة، فهو إلى «البغى» أقرب فى حين أنه مقطوع الصلة بالحرابة. والبغى له حكم آخر تقرره الآية التاسعة من سورة الحجرات التى تقول (وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما، فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله، فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا، إن الله يحب المقسطين).

ليس لدى كلام فى فتوى مفتى سوريا الذى وصف فيه معارضى النظام بأنهم أعداء الله، ذلك أنه لا يستحق تفنيدا ولا تعليقا. ذلك أن مجرد صدوره عنه يعد اعترافا وإعلانا من جانبه بأنه اتخذ إلهه هواه. وإذا صحت هذه الخلاصة فلن أضيف إليها شيئا، لأن الحكم القرآنى فى هذه الحالة شديد الغاية. وهو ما لا يدعونى إلى مناقشة كلامه، ويشجعنى أكثر لأن أرثى لحاله وأتمنى له المغفرة والهداية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياسة وليس فقها سياسة وليس فقها



GMT 10:08 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

عن تحولات الجولاني وموسم الحجيج إلى دمشق

GMT 09:58 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

خاسران في سورية... لكن لا تعويض لإيران

GMT 09:53 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«في قبضة الماضي»

GMT 09:50 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

علاقات بشار التي قضت عليه

GMT 09:47 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

من باب المندب للسويس والعكس صحيح

GMT 09:45 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«بيرل هاربر» التي لا تغيب

GMT 09:37 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كرد سوريا وشيعة لبنان

GMT 09:34 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

الخلط الإسرائيلي بين موازين القوى والحقائق

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 15:33 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعتقل "دواعش" خططوا لشنّ هجمات في "رأس السنة"

GMT 16:33 2017 الجمعة ,01 كانون الأول / ديسمبر

منير الحدادي يوضح سبب عدم انضمامه المنتخب المغربي

GMT 08:20 2020 الأحد ,04 تشرين الأول / أكتوبر

"شلال الدرمشان" في الرشيدية يُمثّل "منفى اختياري للشباب
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib