سمعة مصر عند المعبر
مسيرات الجيش السوداني تقصف عدداً من المواقع التابعة لميليشيا الدعم السريع غربي أم درمان ارتفاع حصيلة ضحايا تحطم طائرة في مطار بكوريا الجنوبية إلى 174 قتيلاً الملاكم البورتوريكي بول بامبا بعد أسبوع من فوزه باللقب الذهبي لرابطة الملاكمة العالمية عن عمر يناهز 35 عاماً قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل د. حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة منظمة الصحة العالمية تعلن إصابة موظف بجروح خطيرة نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مطارًا في اليمن أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو
أخر الأخبار

سمعة مصر عند المعبر

المغرب اليوم -

سمعة مصر عند المعبر

فهمي هويدي

أيهما يسىء إلى سمعة مصر أكثر: أن تستمر فى إغلاق معبر رفح بما يحكم الحصار حول فلسطينيى قطاع غزة، أم أن يشكو بعض الفلسطينيين من معاناتهم جراء ذلك؟ هذا السؤال له قصة ألخصها فيما يلى:

فى إحدى الحلقات الأخيرة لبرنامج «اكتشاف المواهب» وقبل أن تقدم فرقة التخت الشرقى الفلسطينية إسهامها تحدث بعض الصبية أعضاء الفرقة عن معاناتهم وهم يحاولون الوصول من غزة إلى بيروت. ومما ذكروه أنهم ذهبوا إلى معبر رفح ثلاث مرات، لكنهم فشلوا فى عبوره بسبب إغلاقه فى وجه الفلسطينيين. إلا أنهم نجحوا فى المرة الرابعة حين وجدوا المعبر مفتوحا، فاستقلوا سيارة حملتهم فى رحلة عذاب أخرى إلى مطار القاهرة. ومن هناك استقلوا الطائرة إلى بيروت.

أفاضت الصحف فى وصف انبهار الجميع بأداء الفرقة وتأثرهم البالغ الذى دفع كثيرين إلى البكاء حين شاهدوا الصبية الخمسة وهم يغنون ويعزفون. ومما نشرته جريدة الشروق فى 15/1 أنهم استحقوا بجدارة المنافسة على جوائز البرنامج، وأن أعضاء لجنة التحكيم أكدوا على أهمية دعم الفرقة باعتبارها تجسد الصمود والتحدى والحضور الفلسطينى. إلا أن ما استوقفتنى فى التقرير المنشور عن حلقة البرنامج الذى تقدمه إحدى القنوات الخاصة عبارة ذكرت أن بعض الأصوات «اتهمت البرنامج بالنيل من سمعة مصر بالحديث عن إغلاق المعبر أمام مرور الفلسطينيين أثناء القصف الإسرائيلى لغزة، الذى تسبب فى احتجاز الفرقة على الحدود».

لا أعرف مدى دقة الجملة الأخيرة، لكننى اعترف أن مضمونها الذى لا أستبعده صرفنى عن متابعة العرض البديع والمؤثر الذى قدمته الفرقة. إذ جعلنى أطرح السؤال الذى بدأت به الكلام وفى خلفيته قلت إنه إذا كان إغلاق المعبر أمرا سيئا ومخجلا، فهل يكون الموقف الصحيح أن نتستر عليه ونخفيه بما يرتبه ذلك من استمرار لمعاناة أهل القطاع وتعذيبهم، أم أن ننبه إلى الخطأ الحاصل جراء ذلك لتصحيحه بما يلبى المصالح ويمتص مشاعر السخط والغضب؟

إن المرء لا يستطيع أن يخفى دهشته إزاء الموقف العربى ـ دعك من الدولى ـ من قطاع غزة. ذلك أن نموذج البسالة والصمود الذى قدمه أهل غزة فى مواجهة مخططات العدوان والحصار يستحق الحفاوة والاعتزاز. ليس من جانب الفلسطينيين وحدهم، وإنما من العرب أجمعين. ولكن الأمر المستغرب حقا أن ذلك الأداء لم ينل ما يستحقه من تقدير فحسب، ولا قوبل بالصمت فحسب، وإنما بدا وكأن القطاع يحاسب ويعاقب عليه. على الأقل فذلك ما نلمسه الآن فى مختلف الضغوط وصور التنكيل، التى باتت تمارس ضد القطاع. ليس فقط من جانب إسرائيل التى نفهم موقفها، ولكن من جانب الأشقاء الذين يستعصى فهم موقفهم. فى هذا الصدد فإننى أسجل ثلاث ملاحظات للتفكير فيها هى:

• إن التعبئة الإعلامية والسياسية المضادة حققت نجاحا مشهودا فى تسميم العلاقة بين المصريين والفلسطينيين عموما وأهل غزة بوجه أخص. حتى أصبح عدد غير قليل من المصريين يستشعرون حساسية وامتعاضا حين يتطرق الحديث إلى ذلك الملف، الذى بات مسكونا بالتوجس وسوء الظن. وهو ما دفعنى إلى القول مازحا ومحسورا ذات مرة أن مصر وقعت معاهدة سلام مع الإسرائيليين، لكن مثل تلك المعاهدة لم توقع مع الفلسطينيين. كما دعوت فى مقام آخر إلى فض الاشتباك بين الطرفين. أدرى أن سجل الشكوك والهواجس تحول إلى اتهامات فى حملة التعبئة المضادة حتى تعامل معها البعض باعتبارها مسلمات وحقائق ثابتة. ومن المؤسف أننا لم نلمس جهدا نزيها ومحايدا حاول تحرى الحقيقة فى تلك الاتهامات. وكانت النتيجة أن الادعاءات تحولت إلى حقائق، كانت أساسا لمحاكمات قامت بها المنابر الإعلامية، التى أصدرت أحكامها ونفذتها دون دفاع أو نقض أو إبرام.

• الملاحظة الثانية أننا صرنا نسمع فى التصريحات الرسمية عن انفراجة كبيرة وواسعة فى القضية الفلسطينية من خلال الاتصالات الدبلوماسية والمؤسسات الدولية. وكان اعتراف بعض الدول الأوروبية بالدولة الفلسطينية أحد العوامل التى شجعت ذلك الاتجاه. وهو ما يرفع من منسوب الدهشة عندى، لأننا ونحن نتحدث عن الانفراجة الكبيرة نقف عاجزين عن إنجاز تحقيق متواضع يمثل انفراجة متواضعة وصغيرة تتمثل فى فتح معبر رفح، الذى هو المنفذ الوحيد للفلسطينيين الذى لا يمر بإسرائيل ويصلهم بالعالم الخارجى. وهو ما وضعنا أمام مفارقة لافتة للنظر. ذلك أن التصريحات الرسمية باتت تتحدث عن حلول تمثل الحد الأقصى، فى حين أنها تمتنع عن اتخاذ خطوة مثل فتح معبر رفح. تدور فى فلك الحد الأدنى. من حيث إنها تمس إنسانية البشر ومعايشهم وليس الدولة بحدودها ومسئولياتها.

• الثالثة إننى لم أفهم كيف يمكن أن يهدد فتح معبر رفح الأمن القومى المصرى. وهى المقولة التى ما برحت تتردد فى الحوارات المتعلقة بالموضوع وفى التعليقات والتقارير الصحفية. إذ ما أعلمه أنه ما من شخص يجتاز معبر رفح إلا بعد أن يكون اسمه قد تمت مراجعته. وحالته تم فحصها وحقائبه تم تفتيشها، الأمر الذى يؤكد أنه فى مروره لابد أن يكون قد تم فحصه جيدا من جانب ممثلى الجهات الأمنية. وهذه الاحتياطات كفيلة بطمأنة المسئولين إلى أن المعبر ليس مصدرا لتهديد أمن مصر من أى باب.

ما أسمعه أن المسئولين المصريين يكتفون فى كل مناقشة بالإحالة إلى مقتضيات الأمن القومى، ويعتبرون أن إطلاق العبارة كافٍ لإنهاء الحديث فى الموضوع، وهو ما يمكن أن يكون مفهوما إذا تعلق الأمر بمصلحة طرف واحد، ولكن حين يكون هناك طرف آخر فمن حقه أن يعرف إجابة السؤال كيف؟ كما أن من حقه أن يرد على الحجج التى تساق لتبرير الإغلاق.

الأكثر مدعاة للدهشة أن يقول قائل بأن الرئيس محمود عباس يؤيد الإغلاق ويحث عليه لتصفية حسابه مع حماس. وذلك عذر أقبح من الذنب. ثم إنه ينقل المناقشة إلى مستوى العبث، لأننى لا أتخيل رئيسا يعلن الحرب على شعبه بهذه الطريقة، إلا إذا كان سائرا على طريق «ممانعة» الرئيس السورى بشار الأسد

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سمعة مصر عند المعبر سمعة مصر عند المعبر



GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 06:54 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

GMT 06:52 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

«بضع ساعات فى يوم ما».. شريط سينمائى يفضح المسكوت عنه!

GMT 06:48 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

«ماكينات» الفكر

GMT 06:46 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

أوضاعها تُدمى القلوب!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 15:38 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

لا رغبة لك في مضايقة الآخرين

GMT 01:10 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

"أوتلاندر PHEV" تحفة ميتسوبيشي الكهربائية

GMT 18:01 2023 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تحطم طائرة عسكرية أميركية في شرق البحر المتوسط

GMT 10:04 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

دليل صيحات الألوان العصرية لربيع وصيف 2023

GMT 07:24 2022 الإثنين ,03 تشرين الأول / أكتوبر

وزير العدل المغربي يكشف تفاصيل العقوبات البديلة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib