اللا معقول فى اليمن
مسيرات الجيش السوداني تقصف عدداً من المواقع التابعة لميليشيا الدعم السريع غربي أم درمان ارتفاع حصيلة ضحايا تحطم طائرة في مطار بكوريا الجنوبية إلى 174 قتيلاً الملاكم البورتوريكي بول بامبا بعد أسبوع من فوزه باللقب الذهبي لرابطة الملاكمة العالمية عن عمر يناهز 35 عاماً قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل د. حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة منظمة الصحة العالمية تعلن إصابة موظف بجروح خطيرة نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مطارًا في اليمن أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو
أخر الأخبار

اللا معقول فى اليمن

المغرب اليوم -

اللا معقول فى اليمن

فهمي هويدي

أصبح اليمن بلد اللامعقول السياسى. صحيح أن الحاصل فى أقطار عربية عدة يندرج تحت نفس العنوان، إلا أن الحاصل فى اليمن يحتل رأس القائمة. فهذا بلد من أعرق دول المنطقة يعيش فصول مهزلة سياسية لا أعرف اى دولة عربية مرت بها. إذ لا يصدق المرء أن مجموعة تمثل أقلية، بل هى أقلية ضمن الأقلية، لا هى حزب سياسى ولا هى تشكيل عسكرى ولا هى سلطة إدارة، تزحف على العاصمة صنعاء ثم تستولى عليها بسهولة مذهلة. وبعد ذلك تشرع فى التمدد حتى تستولى خلال بضعة أسابيع على عشر محافظات، أى نصف البلد تقريبا. يحدث ذلك فى بلد يملك جيشا وشرطة، وله رئيس وحكومة وأجهزة أمنية. والجيش والشرطة متفرجون والرئيس والحكومة ذاهلون. والذين يدافعون عن حياتهم ويحاولون صد الغزاة هم القبليون المسلحون، وإذ انهارت السلطة وتحولت إلى شبح مكتوف الأيدى ومنزوع القدرة، فإن الحوثيين الذين ادعوا أنهم يقومون بثورة وأنهم يريدون تحرير البلاد من النفوذ الأجنبى هدموا مؤسسات الدولة وأطاحوا بالقانون، وفرضوا أنفسهم على رئيس الجمهورية وهددوا بعزله، وعينوا نفرا منهم فى قيادة الجيش، بعدما نقلوا نصف أسلحته إلى معقلهم فى الشمال. وأقالوا محافظين وعينوا آخرين يمثلونهم، وشكلوا ما سموه لجانا شعبية بدعوى المحافظة على النظام فى المحافظات التى استولوا عليها. ذلك كله تم بالقوة وبالهواتف النقالة!

أحدث مشاهد اللا معقول تمثلت فيما أذيع عن أن الرئيس اليمنى هادى عبدربه منصور (الذى كاد الناس ينسون اسمه لأن السلطة يتحكم فيها زعيم المتمردين عبدالملك الحوثى من معقله فى صعدة) أوفد وزير الخارجية إلى مسقط لا لشىء يتصل بالعلاقات بين البلدين، وإنما لأن سلطنة عمان أصبحت تقوم بدور الوسيط بين دول الخليج وطهران، ودخلت تبعا لذلك وسيطا بين السلطة الشرعية فى اليمن وبين الحوثيين. مهمة وزير الخارجية اليمنى تلخصت فى طلب وساطة مسقط لكى تضغط على الحوثيين للقبول بقرار تقسيم اليمن إلى ستة أقاليم فيدرالية، وهو القرار الذى يرفضونه. حتى إنهم هددوا بإزاحة الرئيس هادى عن السلطة إذا أصر على نص ذلك فى مسودة الدستور اليمنى الجديد. (كان الرئيس اليمنى قد شكل لجنة برئاسته تفرعت عن مؤتمر الحوار الوطنى لإعادة النظر فى التقسيم الإدارى لليمن، بعدما قرر المؤتمر تحويل البلاد إلى دولة اتحادية. وقسمت اللجنة البلاد إلى ستة أقاليم. هذه الفكرة رفضها الحوثيون وبعض السياسيين فى الجنوب.) أيا كان الرأى فى ذلك التقسيم، فما يهمنا فى الأمر أن الرئيس اليمنى حين أراد أن ينفذ قرار مؤتمر الحوار فإنه طلب وساطة عمان لكى تخاطب طهران وتطلب منها الضغط على الحوثيين للقبول بالمشروع. ولا تفسير لذلك سوى أنه أدرك أنه بات عاجزا عن إنجاز هذه الخطوة، وأصبح مقتنعا بأن النفوذ الذى تمارسه طهران على الحوثيين أقوى من نفوذه هو فى اليمن.

المشهد ذكرنى بقصة سمعتها من الدكتور عبدالكريم الاريانى مستشار الرئيس هادى ورئيس وزراء اليمن الأسبق، وكان قد سبق أن رواها فى حديث مطول نشرته فى 11/12 صحيفة 26 سبتمبر التى تصدر فى صنعاء. فى طريق العودة من تونس، حيث كان أحد المشاركين فى مراقبة الانتخابات الرئاسية هناك، قال ما يلى: فوضه الرئيس هادى ومعه آخر هو الأستاذ عبدالقادر هلال فى التفاهم مع ممثلى الحوثيين على إنهاء مظاهر احتلال صنعاء من قبل لجانهم الشعبية التى أقامت مخيمات لها فى أنحاء العاصمة ومداخلها الحيوية. كان التفويض كاملا، وبدأ يوم ثلاثاء فى ظل خلافات كثيرة. وخلال المناقشة حول بنود حل الإشكال كان أعضاء وفود الحوثيين يقطعون الحديث ويستطلعون رأى قيادتهم فى صعدة مرة ومرتين فى كل ساعة. استمرت المفاوضات مساء الثلاثاء واستمرت طوال يومى الأربعاء والخميس وخلال تلك الجلسات تم الاتفاق على نص تم إرساله إلى صعدة. إلا أن الرد الذى جاء من قيادة الحوثيين فى وقت متأخر من مساء الخميس وافق على مختلف البنود الواردة فيه، لكنه استثنى إخلاء مخيمين فى موقعين مهمين فى العاصمة أحدهما أقيم فى «الصباحة» والثانى فى منطقة «حزيز». اعتبر الدكتور الاريانى وصاحبه أن المفاوضات لم تنجح وأعلنا عن فشلهما فى التوصل إلى الاتفاق على إخلاء العاصمة من المسلحين. إلا أن المفاجأة حدثت يوم السبت، ذلك أنه خلال مراحل المفاوضات كان هناك وسيط عمانى من مكتب السلطان قابوس ينقل الرسائل بين الحكومتين اليمنية والإيرانية. هذا الوسيط جاء ظهر يوم السبت برسالة من طهران أيدت الاتفاق الذى تم التوصل إليه يوم الخميس. الأمر الذى يعنى أن المفاوضات التى تمت فى صنعاء أرسلت نتيجتها إلى صعدة. ومن هناك نقل إلى طهران التى درسته وقبلت به، وأرسلت النتيجة إلى مسقط ومن مسقط عاد مرة أخرى إلى صنعاء دون أن يتغير فيه شىء!

القصة عميقة الدلالة. ذلك أننا إذا وضعنا فى الاعتبار أن الحوثيين أصبحوا أصحاب القرار فى صنعاء، وأن زحفهم مستمر على بقية محافظات اليمن، وإذا استعدنا رحلة الاتفاق الذى أرسل إلى طهران لمراجعته، فذلك يعنى أن القرار فى صنعاء صار لطهران وليس لرئاسة وحكومة البلد. وتلك حقيقة صادمة، ليس فقط لأنها تصدرت المشهد العبثى الحاصل فى ذلك البلد العريق، ولكن أيضا لأن العالم العربى منصرف عنه وعاجز عن فعل شىء إزاءه. وذلك معلم آخر من معالم عموم بلوى اللا معقول المخيم، الذى لم تعد له حدود.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اللا معقول فى اليمن اللا معقول فى اليمن



GMT 07:04 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

وزن تأريخ الأردن في التوجيهي 4 علامات.. أيعقل هذا ؟!

GMT 07:01 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

لكنّها الطائفيّة... أليس كذلك؟

GMT 06:58 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

العلويون جزء من التنوّع الثقافي السوري

GMT 06:54 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

سوريا والصراع على الإسلام

GMT 06:52 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

«بضع ساعات فى يوم ما».. شريط سينمائى يفضح المسكوت عنه!

GMT 06:48 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

«ماكينات» الفكر

GMT 06:46 2024 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

أوضاعها تُدمى القلوب!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 15:38 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

لا رغبة لك في مضايقة الآخرين

GMT 01:10 2015 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

"أوتلاندر PHEV" تحفة ميتسوبيشي الكهربائية

GMT 18:01 2023 الأحد ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تحطم طائرة عسكرية أميركية في شرق البحر المتوسط

GMT 10:04 2023 الإثنين ,10 إبريل / نيسان

دليل صيحات الألوان العصرية لربيع وصيف 2023

GMT 07:24 2022 الإثنين ,03 تشرين الأول / أكتوبر

وزير العدل المغربي يكشف تفاصيل العقوبات البديلة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib