إرهاب من نوع آخر
قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل د. حسام أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان في شمال قطاع غزة منظمة الصحة العالمية تعلن إصابة موظف بجروح خطيرة نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مطارًا في اليمن أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان
أخر الأخبار

إرهاب من نوع آخر

المغرب اليوم -

إرهاب من نوع آخر

فهمي هويدي


شباب ما تخلوا شىء يحبطكم. الشعب ياما شال وكِّمل. بأيديكم سلاح اسمه إرادة الحياة. وجلادكم مش بإيده الا ان يحاول سلبها منكم. تمسكوا بها.
هذه الكلمات الـ٢٤ كتبتها الإعلامية ليليان داود على صفحتها بعد الحكم الجائر الذى صدر بحق متظاهرى قضية مجلس الشورى. وإذ جاءت الكلمات تعبيرا مهذبا عن التضامن مع الشبان الذين سجنوا وجرى تغريمهم لأنهم خرجوا فى مظاهرة سلمية نادت برفض المحاكمات العسكرية، إلا أنها استنفرت كتائب الإرهاب والإبادة المعنوية، فشنوا حملة تشهير شرسة ضدها. ورغم ان ما كتبته جاء معبرا عن مشاعر عدد غير قليل من المثقفين الوطنيين، إلا أن الضجيج الذى أحدثته رسائل عناصر تلك الكتائب جاء كاشفا عن عدة عورات تحتاج منا إلى انتباه وتدبر، الأمر الذى يدعونى إلى تسجيل أربع ملاحظات هى:
• أن الصدور فى مصر أصبحت تزداد ضيقا وليس اتساعا. ذلك ان مضى عشرين شهرا على الوضع الذى استجد منذ الثالث من يوليو ٢٠١٣ يفترض أنه اتاح فرصة كافية لهدوء الأعصاب واستعادة الثقة بالنفس. إلا أن ما حدث كان على العكس فقد أصبحت الحساسية أشد إزاء أى رأى آخر. الأمر الذى شكل مصدرا آخر لإشاعة الخوف وإرهاب المخالفين، بحيث باتوا مخيرين إذا ما آثروا السلامة ــ والأغلبية لا تريد أى مشاكل ــ بين كتمان الرأى واختزانه أو ممارسة النفاق ومسايرة المصفقين والمهللين.
• أن الحساسية لم تعد مقصورة على اتهام المعارضين وإنما طالت الموافقين أيضا، لأن انصياعهم لم يعد مائة بالمائة. وإنما تراجع بصورة نسبية لمجرد أنهم أبدوا ملاحظات أو انتقادات لبعض ممارسات النظام، رغم انهم يقفون فى صفه ابتداء. ونموذج الإعلامية ليليان داود التى لم يعرف لها أى نشاط سياسى وكانت طول الوقت فى صف النظام. ولولا ذلك لما أتيح لها أصلا أن تظهر على شاشة القناة التى تعمل بها، ولما سمح لها بأن تستمر فى تقديم برنامجها، ولواجهت ضغوطا اضطرتها إلى الاعتزال مثلما حدث مع محترمين آخرين مثل ريم ماجد ويسرى فودة، وهما من نماذج مؤيدى النظام الذين لم يحتملوا الاستمرار فى تأييده بنسبة مائة بالمائة. وأرجو أن تلاحظ أن الحرب التى أعلنها البعض على ليليان داود كانت لأنها أبدت رأيها الذى أشرت إليه فى البداية على صفحتها الخاصة، ولم يصدر عنها وهى تقدم برنامجها عبر القناة، ورغم ذلك فإن ما قالته باعتباره رأيا خاصا وفشَّه خُلق كما يقال، لم يغفر لها ولم يمنع عنها سهام التشهير والاتهام.
• إن معارضة الرأى لا تناقش محتواه، وإنما تاجأ إلى الطعن فى صاحبه ومحاولة تجريحه. أعنى أن الاشتباك لا يكون مع الموضوع ولكنه يتحول إلى محاولة لاغتيال الشخص سياسيا ومعنويا. وذلك اسلوب المفلسين الذين لا يملكون رؤية ولا حجة ولا فكرة، ولكن جعبتهم مليئة بالسباب والشتائم وباعهم كبير فى أساليب الإهانة والتجريح. وللأسف فإن مواقع التواصل الاجتماعى رغم فوائدها الجمة، فإنها وفرت لكل من هب ودب منبرا لكى يعبر عن نفسه ويدلى برأيه فى كل شىء بغير ضابط أو رابط، ودون مراعاة لأى اعتبار موضوعى أو أخلاقى. وفى الحالة التى نحن بصددها فإن الحملة التى دعت إلى ترحيل الإعلامية ليليان داود إلى بلدها الأصلى لبنان كانت من نماذج «الحوار» الذى لجأ إليه البعض لمعاقبتها على ما صدر منها.
• لا يقف الأمر عند شخصنة الحوار وتجاهل موضوعه، وإنما كان واضحا أن مستوى الشخصنة اتسم بالهبوط والإسفاف. وهذا الوصف لا ينطبق فقط على ما تناقلته مواقع التواصل الاجتماعى، وإنما وجدت ان ما نشرته بعض الصحف كان موغلا فى إسفافه وبذاءته، على نحو فاضح ومخجل. حتى اننى شعرت بإهانة شخصية حين قرأت ما نشرته تلك الصحف فى الموضوع، إذ لم اتخيل أننى أعمل فى مهنة ينتسب إليها أمثال هؤلاء.
لا اختلف مع الغيورين الذين أحزنهم تدهور مستوى الأداء فى الإعلام المصرى. وأقف مع كل ما قيل عن انهيار القيم والتقاليد فى المهنة، وأزعم أن ذلك الانهيار لم تسلم منه أخلاقيات المهنة وبديهياتها. لكننى قد أختلف فى تحليل الظاهرة، وأزعم أن المشكلة أكبر من وسائل الإعلام التى أصبح يتحكم فيها فى مصر فريق من الدخلاء الذين لا علاقة لهم بالإعلام، ولكنهم انتسبوا إليه للاستقواء، ومن ثم حولوه من رسالة إلى تجارة. فى هذا الصدد فإننى أذكر بالدور الذى تقوم به البيئة والمناخ العام فى استدعاء تلك النماذج وتمكينها من صدارة المنابر الإعلامية ومخاطبة الرأى العام. ولئن بات معلوما ان هناك بيئة تستخلص من الناس أنبل ما فيهم وأخرى تستخرج منهم اسوأ ما فيهم، فربما كان ذلك يفسر لنا الكثير مما نقرأ ونسمع ونشاهد. ومن لديه تفسير آخر فليدلنا عليه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إرهاب من نوع آخر إرهاب من نوع آخر



GMT 10:08 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

عن تحولات الجولاني وموسم الحجيج إلى دمشق

GMT 09:58 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

خاسران في سورية... لكن لا تعويض لإيران

GMT 09:53 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«في قبضة الماضي»

GMT 09:50 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

علاقات بشار التي قضت عليه

GMT 09:47 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

من باب المندب للسويس والعكس صحيح

GMT 09:45 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

«بيرل هاربر» التي لا تغيب

GMT 09:37 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

كرد سوريا وشيعة لبنان

GMT 09:34 2024 السبت ,28 كانون الأول / ديسمبر

الخلط الإسرائيلي بين موازين القوى والحقائق

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 16:41 2018 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

تفاصيل صادمة في فيديو خيانة زوجة لزوجها الملتحي

GMT 23:48 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

لحسن أخميس خارج حسابات بركان

GMT 02:49 2018 الثلاثاء ,01 أيار / مايو

توقعات بحدوث مشاكل اقتصادية في شهر أيار

GMT 17:58 2018 الإثنين ,09 إبريل / نيسان

خمسة مصابين في زلزال ضرب اليابان قوته 6.1 درجة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib