أين كانت إسراء الطويل
منظمة الصحة العالمية تعلن إصابة موظف بجروح خطيرة نتيجة قصف إسرائيلي استهدف مطارًا في اليمن أكرم الروماني مدرب مؤقت لفريق المغرب الفاسي كمدرب مؤقت خلفاً للمدرب المقال الإيطالي غولييرمو أرينا منع تام لحضور جمهور الرجاء الرياضي إلى الملعب البلدي ببركان وليس التنقل الجماعي فقط إيران تعلن استئناف المباحثات النووية مع القوى الأوروبية في يناير 2025 جيش الاحتلال الإسرائيلي يُعلن مقتـل 3 عسكريين بينهم ضابط في المعارك التي تجري مع فصائل المقاومة الفلسطينية شمال قطاع غزة قصر الإليزيه يُعلن تشكيل الحكومة الفرنسية الجديدة بقيادة فرانسوا بايرو التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى الفلسطينيين جراء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ444 جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن اغتيال رئيس مُديرية الأمن العام التابع لحركة حماس السلطات تمنع تنقل جماهير الجيش الملكي إلى تطوان تعيين مدرب نيجيري لتدريب الدفاع الحسني الجديدي لكرة الطائرة
أخر الأخبار

أين كانت إسراء الطويل؟

المغرب اليوم -

أين كانت إسراء الطويل

فهمي هويدي


يراد لنا أخيرا أن نقتنع بأن الداخلية «عدَّاها العيب» فى مسألة اختفاء إسراء الطويل. وأن الجميع ظلموها وتجنوا عليها حين اتهموها باختطاف الفتاة فى اليوم الأول من شهر يونيو الحالى. إذ قيل لنا بعد أسبوعين أنها التزمت بالقانون والأصول فى كل ما قامت به. ورغم الضجة التى حدثت منذ ذلك الحين، فإنها تأدبا وتعففا لم تشأ أن تعلن عن سلامة موقفها. ولم تدافع عن نفسها، وإنما آثرت أن تعمل فى صمت شأن كل الواثقين المطمئنين. القصة التى قد يذكرها كثيرون أن الفتاة العشرينية التى تعمل مصورة. خرجت لتناول العشاء مع اثنين من زملائها مساء يوم الاثنين الأول من يونيو، لكنها لم تعد إلى بيتها، لا هى ولا زميلاها. وهو ما أقلق أهلها وزملاءها خصوصا حين أغلقت هواتف الثلاثة، وانقطعت سبل الاتصال بهم. داخوا على المستشفيات وأقسام الشرطة فلم يعثروا على أثر لأى منهم. وحين ذاع الخبر فإن كثيرين تعاطفوا مع إسراء ليس فقط لأنها فتاة فى مقتبل العمر، ولكن لأنها كانت على وشك الإصابة بالشلل النصفى بعدما تلقت رصاصة فى ظهرها أثناء تغطيتها لإحدى المظاهرات. وخضعت للعلاج طوال عدة أشهر. حتى تعافت نسبيا وأصبحت قادرة على الحركة متكئة على عكازين أو بمساعدة آخرين.

حين مرت الأيام ولم تظهر إسراء فإن ذلك أثار انتباه النشطاء والحقوقيين الذين رفعوا أصواتهم مطالبين بالكشف عن مصيرها وزميليها. وطوال أسبوعين أصبح السؤال أين إسراء الطويل. يتردد بصورة يومية على مواقع التواصل الاجتماعى وفى بعض الكتابات الصحفية. وفى حين ظهرت صفحة على الفيسبوك عنوانها «فين إسراء الطويل». فإن السؤال ظل يتردد صباح مساء على المواقع والنشطاء فى حملتى «الحرية للجدعان» و«جبنا آخرنا». إضافة إلى بيانات المنظمات الحقوقية بطبيعة الحال.

بعد أكثر من أسبوعين، فى اليوم السادس عشر. ظهرت معلومة على الصفحة المذكورة خلاصتها أن زائرة كانت فى سجن القناطر الخيرية شاهدت إسراء مرتدية ذات الملابس السوداء التى ظهرت فى الصور عند خروجها لتناول العشاء مع زميليها. وكانت تلك أول إشارة إلى أنها على قيد الحياة وأنها نقلت إلى سجن النساء فى مدينة القناطر. وكانت تلك بداية إزاحة الغموض ــ بعضه على الأقل ــ المتعلق بقصتها. وبعد يوم أو اثنين من تسرب الخبر قرأنا أن الفتاة عرضت على نيابة أمن الدولة.

يوم الجمعة ١٩/٦ نشرت صحيفة «الشروق» على الصفحة الأولى خبرا منسوبا إلى «مصدر قضائى» وليس إلى مصادر وزارة الداخلية تضمن المعلومات التالية:

* إنه تم عرض إسراء على نيابة أمن الدولة العليا فور القبض عليها مباشر (بعد يوم واحد يونيو). وأن ضبطها تم بإذن من نيابة أمن الدولة بناء على تحريات الأمن الوطنى.

* إن التحريات نسبت إلى إسراء بث أخبار كاذبة عن الأوضاع فى البلاد. وإرسال صور لجهات تتعامل معها خارج البلاد كى تنشر باعتبارها دلائل على انتهاج الأمن المصرى العنف غير المبرر فى التعامل مع المتظاهرين.

* إن «المتهمة» ــ حسب تحريات الأمن الوطنى ــ روجت عبر مواقع التواصل الاجتماعى أخبارا كاذبة عن القضاء المصرى تتعلق بعدم دقة وحيدة التحقيقات والأحكام.

* إسراء محبوسة حاليا لمدة ١٥ يوما عل ذمة التحقيقات المتهمة بالانتماء لجماعة محظورة ونشر أخبار كاذبة تضر بسمعة البلاد وتم تجديد حبسها إلى جلسة ٢٨ يونيو الحالى.

* النيابة تأكدت من صحة الإجراءات التى تمت خلال ضبط إسراء الطويل، وتم عرض جميع المضبوطات الخاصة بها وبينها جهاز كمبيوتر محمول خاص.

* قامت نيابة أمن الدولة بإخطار نقابة المحامين لانتداب محام للحضور معها، نظرا لعدم وجود محام خاص بها وقت التحقيق.

خلاصة الكلام أن الإجراءات التى اتخذت مع إسراء لم تشبها شائبة من الناحية القانونية. فالقبض عليها تم بأمر من النيابة التى أمرت بانتداب محام للحضور معها أثناء التحقيق وقد قام المحامى بالواجب الذى كلف به. لكننا لم نعرف لماذا لم يخطر أهلها بالواقعة، لا لأسباب قانونية وإنسانية لا سمح الله. ولكن لكى يوكلوا محاميا لحضور التحقيق معها. ولماذا نفى جهاز الأمن الوطنى طول الوقت أن الفتاة فى حوزته. كما أننا لم نعرف أين أمضت إسراء الطويل فترة الأسبوعين اللذين أعقبا اعتقالها. ولماذا سكتت وزارة الداخلية ولم تدل بأى معلومة عن وضع ومصير الفتاة منذ أول يونيو، رغم المطالبات التى لم تتوقف التى دعت إلى الكشف عن مصيرها.

إن ثمة ثغرات هائلة فى البيانات التى نشرتها جريدة الشروق. وأيا كان مصدرها فى ذلك فإن التقرير المنشور يعبر عن استخفاف شديد بالرأى العام وافتراض الغفلة والغباء فيه. لأنه لا يثير عديدا من الأسئلة حول صحة الرواية فحسب، ولكنه يثير شكوكا حول صحة المعلومات التى تحدثت عن أن ثمة سجونا خاصة بجهاز الأمن الوطنى لا تخضع لقوانين أو لوائح السجون العادية. وفى هذه الحالة فإن التساؤل يصبح واجبا والخوف يغدو شديدا على مصير عشرات المجهولين الذين اختفوا فى أماكن مجهولة، ولم يسمع لذويهم صوت من شدة الترويع والهلع. مشكلة مصر الكبرى الآن أن ثمة أسئلة مهمة لا جواب لها. وأن أحداثا جساما تقع لا أحد يحاسب عليها. وأن إدراك الحقيقة بات حلما بعيد المنال.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين كانت إسراء الطويل أين كانت إسراء الطويل



GMT 10:34 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

بجعة سوداء

GMT 10:32 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تركيا في الامتحان السوري... كقوة اعتدال

GMT 10:31 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تنظير في الاقتصاد بلا نتائج!

GMT 10:29 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

لبنان... إلى أين؟

GMT 10:27 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط والشرع وجروح الأسدين

GMT 10:25 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

عن «شاهبندر الإخوان»... يوسف ندا

GMT 10:06 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

المثقف وزرقاء اليمامة وكناري المنجم

GMT 10:04 2024 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

تطابق من سبايك لى إلى هانى أبو أسعد!!

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

عمان - المغرب اليوم

GMT 14:26 2019 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مولودية الجزائر تتأهل لثمن نهائي كأس محمد السادس للأبطال

GMT 08:48 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

عبايات سعودية ولفات حجاب جديدة للسمراوات

GMT 19:38 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

محمد مديحي مدربا للمغرب الرياضي الفاسي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib