ليس كل ثرثرة حوارًا
توقف مطار بن غوريون عقب اعتراض صاروخ اطلق من اليمن وفاة مضيف طيران بسبب دخان في مقصورة طائرة سويسرية شركة الطيران الإسرائيلية "العال" تُقرر استمرار تعليق رحلاتها من تل أبيب إلى موسكو حتى نهاية مارس 2025 منظمة الصحة العالمية تُطالب بوقف الهجمات على المستشفيات في قطاع غزة وفاة توأم رضيع فقد حياته جراء البرد القارس الذي يعاني منه النازحون فى غزة قوات الاحتلال الإسرائيلى تعتقل 4 مرضى أثناء نقلهم من المستشفى الإندونيسي إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل أحد جنوده نتيجة حادث في قطاع غزة دبابات إسرائيلية تُحصار مجموعة من المباني الحكومية في في مدينة السلام بالقنيطرة جنوب سوريا مطالبة بإخلائها على الفور ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 45 ألفاً و541 شهيداً و108 آلاف و338 مصاباً منذ 7 أكتوبر 2023 وزارة الخارجية الفلسطينية تؤكد أن تفاخر دولة الاحتلال الإسرائيلي بتدمير جباليا استخفاف بالشرعية الدولية
أخر الأخبار

ليس كل ثرثرة حوارًا

المغرب اليوم -

ليس كل ثرثرة حوارًا

فهمي هويدي

الحوار نوعان، واحد لكى تتعرف على الرأى الآخر والثانى لكى تهرب منه. والأول يتم مع المخالفين أما الثانى فهو الذى يجرى مع الموافقين ويتجنب اللقاء مع المخالفين. الأول يحقق الانفتاح ويستهدف تصويب المسيرة وإثراءها والعين فيه على مصلحة الوطن، أما الثانى فيكرس الانكفاء ويستهدف التجمل السياسى والعين فيه على وسائل الإعلام. أقول ذلك بمناسبة الأخبار التى تنشرها وسائل الإعلام المصرية عن حوارات انطلقت من رئاسة الجمهورية ويجريها المستشار الصحفى للرئيس مع «القوى» السياسية. ورغم ان تغريدات عدة انتقدت قيام المستشار الصحفى للرئيس بإجراء حوارات سياسية، فى الوقت الذى يعقد فيه المستشار السياسى للرئيس مؤتمرات صحفية، إلا أننى لن أتوقف عند هذه المفارقة، لأننى معنى بما هو أهم منها. ذلك ان توزيع الاختصاصات والصلاحيات يظل شأنا داخليا فى الرئاسة، ولكن مباشرة تلك الصلاحيات هى التى تهمنا، لن أتوقف أيضا حتى لا نذهب بعيدا عن مقصود الكلام عند مدلول «القوى» السياسية لأن بعض المنتسبين إلى تلك القوة من نماذج الضعف والهشاشة السياسية. حتى الآن التقى المستشار الصحفى للرئيس أحمد المسلمانى مع قيادات ثلاثة أحزاب من الموافقين، ولم نسمع انه فكر فى لقاء واحد من المعارضين. وهذه المعلومة إذا صحت فإنها تكرر مشهد حوارات الرئيس السابق محمد مرسى مع مؤيديه التى قاطعها المعارضون، وكانت النتيجة انه استمع إلى من زايد على تأييده ولم يتح له ان يستمع إلى معارضيه الذين ربما جنبه حضورهم والاستماع إلى أصواتهم المصير الذى انتهى إليه. وليس ذلك هو الدليل الوحيد على ان التاريخ يكرر نفسه أحيانا لأننا نشاهد هذه الأيام قرائن أخرى تؤيد فكرة استنساخ التاريخ، إذ إلى جانب الحوار مع الموافقين فإن فكرة «الأخونة» التى راجت فى عهد الدكتور مرسى (لاحظ أنها انتقلت من أخونة الدولة إلى أخونة السجون والمعتقلات) جرى استنساخها فى الوضع المستجد. حيث أصبحت الاختيارات الجديدة تدور كلها فى فلك اللون الواحد. وإذا جاز ذلك وأمكن احتماله فى بعض التشكيلات الإدارية فإنه لا يجوز ويتعذر القبول به حين يتعلق بعملية تعديل الدستور أو وضع دستور جديد. لا يغير من هذه الحقيقة ان التشكيلات الجديدة تضم عناصر لها انتماؤها الإسلامى تاريخيا، إلا أنها صارت من خصوم ذلك التيار، ووقوف تلك العناصر إلى جانب الوضع المستجد، يعنى أنها لم تعد تعبر فى شىء عن الرأى الآخر. إننا إذا نظرنا فى عمق المهشد فسندرك أن ذلك الوضع الذى ننتقده له ما يبرره. ذلك أن الأجواء الراهنة ليست مهيأة لإجراء حوار حقيقى، بقدر ما انها ليست مهيأة للمصالحة الوطنية. ومن يقرأ الصحف أو يتابع برامج وحوارات التليفزيون يقتنع بأن فى مصر حربا أهلية ضد الإخوان خصوصا والتيار الإسلامى بوجه عام. فعملية شيطنة الآخر فى ذروتها، وعناوين الصحف لا تتحدث إلا عن الاعتقالات والاشتباكات والإحالات لمحاكم الجنايات إلى جانب المؤامرات والمظاهرات ــ وذلك مناخ لا يوفر أى فرصة لإجراء حوار حقيقى مع الآخر، ويصبح الكلام عن المصالحة فى ظله من قبيل الثرثرة وفض المجالس التى تخاطب وسائل الإعلام ولا علاقة لها بمستقبل الوطن. لن اختلف مع من يقول ان ذلك كان شأن الحوار فى عهد الدكتور مرسى، لكننى أنبه إلى فارق جوهرى بين الحالتين، ذلك أن الصراع بين القوى السياسية فى العهد السابق كان حول الأنصبة والأدوار اتهم فيه الإخوان بإقصاد الآخرين. الأمر الذى يدعونا إلى وصفه بأنه كان صراع حدود إذا استخدمنا المصطلح الشائع. لكنه فى الوقت الحالى صار صراع وجود، انتقلنا بمقتضاه من حالة الإقصاء إلى طور الاقتلاع والإلغاء. الحاصل الآن فى مصر يذكرنا بخبرة الحوارات الفلسطينية. ذلك ان الساحة الفلسطينية تعج بتلك الفصال التى بلغ مجموعها 25 فصيلا تقريبا، منهم 13 أعضاء فى منظمة التحرير أشهرها «فتح»، وعشرة تشكلت خارجها وتقف فى صف المعارضة التى ترفع لواءها حركة حماس مع الجهاد الإسلامى. والحركتان الأخيرتان تمثلان القيادة الحقيقية للمقاومة الفلسطينية التى تشارك فيها مجموعات أخرى أقل شهرة. والعارفون بالشأن الفلسطينى باتوا يعرفون جيدا ان أية حوارات حول المصالحة أو غيرها من الملفات العالقة لن يكتب لها النجاح إلا إذا كانت حماس والجهاد طرفا فيها. وأى جهد يبذل خارج هذا الإطار يعد من قبيل مضيعة الوقت ولا طائل من ورائه. هذه الخبرة تنبهنا إلى ان الحوارات الجارية ــ التى تتعلق بالمصالحة الوطنية فى مصر على الأقل ــ ستظل بلا جدوى طالما انها لم تخاطب الطرف الآخر الذى بات يمثله التحالف الوطنى للدفاع عن الشرعية فى مصر. وأذكر مرة أخرى بأن المصالحة لا تتحقق فقط بمخاطبة العنوان الصحيح، وانما هى تتطلب أيضا توفير الأجواء المواتية. وما لم يحدث ذلك فإن الكلام عن المصالحة سيظل من قبيل الثرثرة السياسية التى تستهلك الوقت والطاقة بلا طائل. نقلًا عن جريدة "الشروق" المصرية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ليس كل ثرثرة حوارًا ليس كل ثرثرة حوارًا



GMT 08:44 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

المُنقضي والمُرتجَى

GMT 08:42 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

«طوفان الأقصى» و«ردع العدوان»: إغلاق النقاش وفتحه...

GMT 08:39 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

عام ليس ككل الأعوام

GMT 08:38 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 08:35 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

2025... العالم بين التوقعات والتنبؤات

GMT 08:30 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

بشير الديك.. الكتابة على نار هادئة!!

GMT 08:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

كان عامًا كغيره

GMT 08:26 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

عام سقوط الطائرات!

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 09:05 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024
المغرب اليوم - اختيار بشار الأسد كأكثر الشخصيات فسادًا في العالم لعام 2024

GMT 06:09 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

مدحت صالح يُعلن عن بدء تحضيراته لإطلاق ألبومه الغنائي الجديد
المغرب اليوم - مدحت صالح يُعلن عن بدء تحضيراته لإطلاق ألبومه الغنائي الجديد

GMT 02:57 2024 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

هانز فليك يُؤكد أن تركيز برشلونة ينصب على ليغانيس

GMT 02:09 2024 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

رايو فايكانو يحرم ريال مدريد من الصدارة المؤقتة

GMT 03:24 2024 الأحد ,15 كانون الأول / ديسمبر

أتالانتا حقق رقماً قياسياً جديداً للنادي

GMT 08:17 2022 الأحد ,30 كانون الثاني / يناير

صديقة كريستيانو رونالدو توجه تحية شكر للمغاربة

GMT 21:29 2019 الإثنين ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تعرف على حقيقة وفاة نجمة "العيطة الجبلية" شامة الزاز

GMT 02:42 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

لوسي تُوضِّح أسباب تقديمها الجزء الثاني من "البيت الكبير"

GMT 14:46 2024 الإثنين ,12 شباط / فبراير

أتلتيكو مدريد يعلن غياب موراتا بسبب الإصابة

GMT 11:43 2023 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

4 بلدات عربية على قائمة أفضل القرى السياحية في العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib